انتقدت صحيفة واشنطن بوست تبنى قوات الشرطة المصرية نهجاً عنيفاً ضد متظاهرى حركة 6 أبريل فى وسط القاهرة أمس الثلاثاء، أثناء مسيرتهم الموالية للديمقراطية، وقالت إن قوات الشرطة قامت بضرب المتظاهرين واعتقلت بعضهم لندائهم بتعديل الدستور، وإلغاء قانون الطوارئ المستمر منذ عقود، والمقيد للكثير من الحقوق الشخصية.
وقالت الصحيفة، إن 90 شخصاً على الأقل ألقى القبض عليهم، ومعظمهم ينتمون لحركة 6 أبريل التى شكلت منذ عامين وتنادى بتحقيق الحرية السياسية.
وقالت المتظاهرة آمال شرف (35 عاما) وهى مدير وكالة إعلانات، تعرضت للضرب أثناء المظاهرة، "لقد تظاهرت من قبل، ولكن هذه المرة الأولى التى أتعرض خلالها للضرب.. نحن نحاول تغيير قانون الطوارئ الذى عانينا منه طوال 28 عاما".
ورأت واشنطن بوست، أن هذه التظاهرة تزامنت مع تفاقم نوع من البلبلة السياسية فى مصر، خاصة مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية هذا العام، والرئاسية العام المقبل، وشعور معظم الأطياف المصرية بعدم التيقن حيال ترشح الرئيس مبارك، الذى حكم البلاد لقرابة الثلاث عقود، لفترة رئاسة سادسة من عدمه، مما أثار المزيد من التكهنات حول سعيه لتأمين مكان لنجله جمال على كرسى الرئاسة.
ولكن على ما يبدو هدد مجرى هذه الخطة ظهور المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى على المشهد السياسى وتبوأه مكانة بين صفوف الشعب المصرى لا يمكن الاستهانة بها، وينادى البرادعى منذ مجيئه إلى مصر فى فبراير المنصرم بتعديل الدستور وإلغاء قانون الطوارئ.
ورغم أن السلطات اعترضت على منح حركة 6 أبريل الأذن للتظاهر أمس الثلاثاء، إلا أنهم قرروا عدم الاكتراث بموقف السلطات واستأنفوا احتجاجاتهم.
ونقلت واشنطن بوست عن محمد صفى الدين، المدير التنفيذى لتطوير الأعمال فى شركة للبناء، قوله أثناء المظاهرة "أشعر بالإحباط الشديد"، وأضاف أن هذه المرة الأولى التى يحضر فيها مظاهرة ورأى أنه "يجب أن نغير الدستور، لا يمكن أبداً أن نستمر كذلك".
وصرح شخص فى المكتب الإعلامى لوزارة الداخلية أجاب على الهاتف ورفض الإدلاء باسمه أو وظيفته، أن القوات تعاملت مع المتظاهرين بالصورة المعتادة لضمان أن الفوضى لن تعم فى شوارع القاهرة.