فى اللغة "النسوان" أشد بأسا من "السيدات"، وبالعربى الفصيح "كيد النسوان" كان عظيما، بينما كيد الشيطان كان ضعيفا.
ينازع رئيس الوزراء الإيطالى سلفيو بيرلسكونى سياسيا، فليست زوجته فقط التى قالت فى مذكراتها الكثير، لكن إحدى رفيقاته أيضا قررت أن تفضحه على رؤوس الأشهاد.
فى مذكراتها حكت فيرونيكا التى طلبت الطلاق الكثير من أسراره، ولما قال إنها كذابة، نشرت صحيفة "كورير ديلا سيرا" فواتير المبالغ التى دفعها بيرلسكونى لمساعدة المحتاجين فى كل مرة يعلن نيته التوبة، ونشرت أيضا فواتير أخرى دفعها من أموال الإيطاليين بعد صلوات "غفران" عن علاقاته النسائية.. و"سيره البطال".
لكن الفواتير تضمنت آلاف من زجاجات النبيذ، والويسكى الانجليزى، فاقت تكاليفها عشرين ضعف أجور القساوسة والمرنمين الذين جاء بهم لإقامة الصلاة.
ثم لا تاب بيرلسكونى، ولا يحزنون.
رزعت مذكرات "فيرونيكا" بيرلسكونى فى الأرض، ثم جاءت "تاتا" الغانية الصغيرة لتضرب العجوز السبعينى "بين عينيه، وأسفل بطنه".
ثورة "تاتا" كانت الأكبر ضد بيرلسكونى فى إيطاليا، فهى فرشت له الملاية على طريقة أهل الجنوب، وهى الوحيدة التى هزت الرجل الذى لم تهز له عواصف سياسية كبيرة شعرة فى رأسه.
"تاتا" لم تتعدَ الثلاثين من عمرها، لكن الرجل الذى تخافه المافيا، وترتجف منه "شنبات" نابولى وصياع كابرى، وعرابين سردينيا، قصقصت فتاة تصغره بأربعين عاما شعره وأظافره، وقطعت ملابسه.
القصة أن بيرلسكونى بدأ التهرب من "تاتا" بعد علاقة عامين غلط، بيرلسكونى وتاتا من صقلية، والغلطة مع "نسوان" صقلية بـ "فورة" حسب تعبير المصريين، نساء صقلية أقوى من رجال مافيا الجنوب، وأشد مراسا، ولما نوت "تاتا" شراً، قدمت للصحافة بهدوء أدق تفاصيل حياة "زير النساء" العجوز على طبق من ذهب.
وضمن ما أذاعته من أسرار، حكت "تاتا" تفاصيل قصة الطبيب النفسى الذى حوله بيرلسكونى لـ"بصباص غشيم"، بعدما كان مواظبا على قداس الأحد، والصيام قبل الأعياد بانتظام.
النكتة التى زلزلت الإيطاليين قول تاتا إن بيرلسكونى تعهد بالذهاب أكثر من مرة لمركز استشارات نفسية، فى محاولة للإقلاع عن "العاهرات" وعن "الرمرمة".
وقالت العاهرة الصغيرة إن مسألة علاجه كانت أكثر النقاط إشعالاً للخلافات بين رئيس الوزراء وبين زوجته قبل الطلاق.
سألوها: "ألم تكن زوجته ترغب فى علاجه؟"، أجابت تاتا: كانت تتمنى، لكنها خافت على أطباء مركز الاستشارات الشباب".