ما حدث خلال وبعد لقاء الإسماعيلي والأهلي في الدوري لم يعد مقبولاً.. ولا أعتقد أن العقوبات المالية للنادي الذي يتسبب جمهوره في مثل هذه الأحداث أصبحت عقوبة كافية بل لابد من البحث عن آليات جادة وواقعية للتعامل مع هذه الفوضي في الملاعب.
شغب الملاعب ليس جديداً ولن يتوقف لكن هناك ظواهر لابد أن نتوقف عندها حتي لا تصبح بعض الملاعب جمهوريات مستقلة وجماهيرها ميليشيات ترفض الهزيمة أو حتي مجرد وجود فريق منافس غير مرغوب فيه.
قد يخطيء أحد المتفرجين بإطلاق صاروخ أو إطلاق هتاف سييء وهذا أمر جائز وشائع في الملاعب بل أعتقد أن مثل هذه الحالات مثل البهارات في الطعام مقبولة عند البعض.. ويستحسنها آخرون ويرفضها فئة ثالثة ولكن المؤسف والمرفوض هو أن يتحول الشغب إلي ظاهرة والعنف إلي سلوك عام.. والإساءة إلي تصرف طبيعي.. وهذا ما يحدث في الإسماعيلية وبالذات عندما تستضيف الأهلي وأحياناً المصري.
ستاد الإسماعيلية ليس جمهورية كروية خاصة وليس حالة خاصة مع احترامنا لجماهير وشعب المحافظة.. لكن بعض الجماهير الإسماعيلاوية تحاول جاهدة الإساءة لجموع الجماهير ببعض التصرفات غير الرياضية وبالذات ضد الأهلي وبلا مبرر مقبول.
المنافسة مطلوبة.. والتنافس هو أساس الرياضة لكن الإساءة مرفوضة والتعامل مع الخصم كأنه العدو شيء ليس مقبولاً بالمرة ولا يمكن القبول به أو السماح بتكراره.
عندما قال جوزيه إنه لن يذهب مع الأهلي في المرات القادمة للإسماعيلية كان محقاً لأن جماهير الإسماعيلي تتعامل مع الأهلي ومع جوزيه كأنهم أعداء وليسوا خصوماً في منافسة شريفة.. إنهم يحاولون الإساءة لكل ما هو أهلاوي بأي وسيلة وبأي طريقة وبلا مبرر في حين أن الإسماعيلي الذي نصفه دائماً بأنه برازيل مصر وأن نجومه لهم إمكانياتهم العالية وهو فريق رائع ومنافس دائماً يجد كل تعامل طيب من جماهير مصر في كل مكان.
لا تقولوا إن السبب هو انتقال بعض لاعبي الإسماعيلي للأهلي في السنوات الأخيرة فهذا هو الاحتراف.. ولاعبون في الأهلي لعبوا في الزمالك وفي الإسماعيلي وعصام الحضري كما يتردد يفاوضه الإسماعيلي حالياً.. وهذا طبيعي ومنطقي في عالم الاحتراف.
ولا تقولوا لأن معظم جماهير الإسماعيلي تشجع الزمالك لأن جماهير الزمالك نفسها لا تفعل ما تفعله جماهير الإسماعيلي مع الأهلي.
إن ما يحدث في ملعب الإسماعيلي حالة لابد من إيقافها فوراً لمصلحة الكرة المصرية وحتي لا يتحول الأمر إلي ثأر جماهيري ذهاباً وإياباً وعلي عقلاء الإسماعيلي أن يتصدوا لمحاولات الإساءة إلي الأهلي وجماهيره بكل قوة.. فالأهلي هو بطل مصر وهو الذي يقدم للكرة المصرية الفرحة تلو الفرحة ولا يجب أن نعامله في بعض المدن المصرية وكأنه غريب لأن جماهير الأهلي هي الأكبر والأكثر انتشاراً.. وعلي روابط المشجعين دور أيضاً في إعادة الوفاق والروح الطيبة التي يجب أن تسود.
أما اتحاد الكرة فعليه الضرب بيد من حديد وليس مجرد العقوبات.. علي الاتحاد أن يتعاون بكل جدية وصرامة مع رجال الأمن لتحديد هؤلاء الذين يسيئون للملاعب والمدرجات ومعاقبتهم ومنعهم نهائياً من دخول الملاعب فمثل هؤلاء يجب اجتثاثهم من الملاعب الرياضية لأنهم دخلاء علي الحالة الرياضية ولأنهم يسيئون للرياضة في مصر.
أعتقد أن الجميع يعرف بذور الخلل والخطأ.. ويعرفون قيادات هذا العبث التخريبي ويعرفون بالاسم هؤلاء الذين يبذرون بذور الفتنة بين الجماهير فلابد من عقابهم ومنعهم تماماً من دخول المباريات حتي لو كان بحكم القانون أو اللائحة.
أما حكاية إقامة المباريات بدون جمهور فهو ليس عقاباً للفريق المتسبب في الشغب وحده بل عقاب أيضاً لخصمه في المباراة التي ستقام بدون جمهور لأنها تحرم جماهير هذا الخصم من تشجيع فريقها بلا ذنب.
وأعتقد أن نقل المباريات إلي ملاعب بعيدة كأن تقام مباريات الإسماعيلي في الإسكندرية في حالة العقوبة الأولي.. ثم نقلها إلي أسيوط في حال تكرار نفس الفعل ثم إلي أسوان أو الوادي الجديد إذا تكرر نفس الفعل وأن يتحمل الفريق المتسبب في نقل المباراة إلي ملعب بعيد كل نفقات الخصم الزائدة والحكام وغير ذلك من عناصر المباراة.
لابد من وقفة حاسمة بدلاً من حكاية العقوبة المالية أو إقامة مباريات بدون جمهور لأنها لم تعد تنفع ولم تحقق الردع المطلوب.