طالب عدد من الخبراء بمقاضاة النظام الإيرانى أمام الدوائر الدولية لانتهاكه سيادة دولة عضو فى الأمم المتحدة واحتلال حقل نفط على أراضى عراقية. مؤكدين تكرار نظام الملالى لتلك الأفعال.
قال السفير مصطفى عبد العزيز، مدير وحدة الدراسات الخليجية بجامعة الكويت، إن ما قامت به قوة إيرانية من عبورها للحدود العراقية وسيطرتها على حقل (الفكة) النفطى الواقع على الحدود المشتركة بين البلدين يمثل انتهاكا صارخا للسيادة العراقية واعتداء على ممتلكاتها وتجاوزا لحقوقها، وأضاف: "هذه الإشكالية الحدودية يجب التعامل معها سلميا من خلال اللجوء إلى احتكام لجنة خاصة تتسم بالحيادية وتكون تابعة للأمم المتحدة، وفى هذه الحالة ينبغى الإلمام بجميع الخرائط والمعلومات التى تثبت أحقية أى من البلدين فى هذا الحقل النفطى الحيوى".
واستطرد عبد العزيز: "على إيران أن تحترم حدود كل الدول المجاورة لها، بحيث لا تتجاوزها وهو ما ينص عليه القانون الدولى الخاص بترسيم الحدود بين الدول المجاورة لبعضها البعض".
أما اللواء محمد قدرى سعيد المستشار العسكرى لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فقد علق على هذه الخطوة الإيرانية قائلا: "المشاكل الحدودية بين كل من إيران والعراق ليست جديدة ولكن القضية الخطيرة الآن هى لماذا تقدم إيران على هذه الخطوة فى ظل تحسن العلاقات بينهما واستعادة الجيش العراقى قوته إلى حد ما، ولهذا فمن ضمن الأطروحات فى هذه القضية أن إيران لديها الحق فى ضم هذا البئر النفطى وعلى هذا الأساس ينبغى عليها أن تثبت جغرافيا وتاريخيا أحقيتها فى هذا الحقل، خصوصا وأن إيران من الدول التى تتسم بالتخطيط فى سياستها الدولية فهى بالتأكيد لم تقدم على هذه الخطوة بشكل مفاجئ أو بدون أية أسباب محددة فى ظل المشاكل التى تثيرها مع المجتمع الدولى بشأن برنامجها النووى".
وأضاف: "وفى الوقت نفسه لابد أن يتضح لنا رد الفعل العراقى تجاه هذه الخطوة لمعرفة من له الأحقية فى امتلاك هذا البئر".
ومن جهة أخرى، تأخرت ردود الفعل العراقية الرسمية، فبينما لم يصدر تصريحات عن رئيس الوزراء نورى المالكى، قال نائب الرئيس العراقى طارق الهاشمى على لسان متحدثه الرسمى، إن ما قامت به إيران من احتلالها لحقل الفكة النفطى جنوبى العراق يمثل "استهتارا واضحا واستخفافا بحرمة الأراضى العراقية".
وأوضح عبد الإله كاظم لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "ما قامت به إيران من خلال احتلالها لحقل الفكة النفطى يعكس التصرفات غير المسئولة من قبل الجانب الإيرانى والتى فيها دلالة واضحة على استهتارهم بحرمة أراضى العراق".
وأضاف أن "هذا الحادث تكرر عدة مرات إذ هو ليس للمرة الأولى ولا الأخيرة"، مشددا على أن "الهاشمى يستنكر بشدة هذه الخروقات للأراضى العراقية".
وأشار كاظم إلى أن الهاشمى "يجرى اتصالاته مع الفرقاء والشركاء السياسيين لبحث هذا التصرف الخطر"، مبينا أن "الفرقاء السياسيين سيخرجون بموقف رسمى موحد، بعد مناقشة الموضوع مع بقية الكتل السياسية".
وكان مصدر مسئول فى وزارة النفط العراقية، ذكر فى وقت سابق أن قوات إيرانية سيطرت مساء أمس الخميس على بئر رقم 4 فى حقل الفكة بمحافظة ميسان.
وأضاف أن إيران كانت "تمنع" وزارة النفط العراقية منذ فترة من استخدام هذا الحقل، مشيرا إلى أن هذا الحقل يقع داخل الأراضى العراقية وليس خارجها وضمن الحدود المرسومة للعراق.
ويضم حقل الفكة النفطى الواقع فى المنطقة الحدودية المشتركة بين العراق وإيران احتياطيا يصل إلى 1.55 مليون برميل.
وكانت وزارة النفط العراقية قد وضعت الحقل الذى يقع إلى الشرق من مدينة العمارة (305 كم جنوب بغداد)، فى جدول التراخيص الذى أعلنتها فى يونيو الماضى.