أعد عيني لكي أبكي على أرواح أطفالك
..أعد قَدَمي
لكي أمشي إليك مُعزياً فينا
..فحالي صار من حالِك
..أعد كفّي
لكي أُلقي أزاهيري
..على أزهار آمال
..أعد قلبي
لأقطف ورد جذوتهِ
!و أوقد شمعةً في صبحك الحالك
..أعد شفتي
لعلَّ الهول يسعفني
..بأن أعطيك تصويراً لأهوال
..أعد عيني
.لكي أبكي على أرواح أطفالك
!أتعجَبُ أنني أبكي؟
نعَمْ.. أبكي
لأنّي لم أكن يوماً
!غليظ القلب فظَّاً مثل أمثالكْ
**
لئن نزَلَتْ عليك اليوم صاعقةٌ
فقد عاشتْ جميع الأرض أعواماً
و ما زالتْ
و قد تبقى
!على أشفار زلزالكْ
و كفُّك أضرمَتْ في قلبِها ناراً
و لم تشعر بها إلاَ
!و قد نشبتْ بأذيالِكْ
و لم تفعلْ
سوى أن تقلب الدُّنيا على عقب ٍ
!و تُعقِبَهابتعديلٍ على ردَّاتِ لأفعالِك
و قد آليت أن ترمي
بنظرةِ ريبكَ الدنيا
!و لم تنظُر، و لو عرضاً، إلى آلِكْ
أتعرف رقمَ سروال ٍ
على آلافِ أميال ٍ
!و تجهلُ أرقماً في طيِّ سروالك؟
..أرى عينيكَ في حَوَل ٍ
فذلك لو رمى هذا
ترى هذا و تعجبُ لاستغاثتهِ
!و لكنْ لا ترى ما قد جنى ذلكْ
..أرى كفَّيك في جدَل ٍ
فواحدةٌ تزفُّ الشمسَ غائِبةً
!إلى الأعمى
!و واحدةٌ تغطِّي الشمسَ طالعةً بغربالكْ
و ما في الأمرِ أحجيةٌ
!و لكنَّ العجائب كُلها من صنع مكيالك
**
بفضلِكَ أسفر الإرهابُ
نسَّاجاً بمنوالكْ
و مُعتاشاً بأموالكْ
.و محميَّاً بأبطالكْ
فهل عجبٌ
إذا وافاكِ هذا اليوم ممتناً
!ليُرجِع بعضَ أفضالِك؟
(و كفُّك أبدعت تِمثال (ميدوزا
و تدري جيِّداً أن الذي يرنو له هالكْ
فكيف طمعت أن تنجو
!و قد حدَّقت في أحداق ِ تمثالك؟
خرابُ الوضع ِ مختصرٌ
.بميل ِ ذراع مكيالك
و لا تسرفْ
و إلاَ سوف تأتي كلُّ بَلبَلة ٍ
!بما لم يأت ش في بالكْ
**
إذا دانت لك الآفاقُ
أو ذلَّت لك الأعناق
فاذكر أيها العملاقُ
.أنَّ الأرض ليست درهماً في جيب ِ بنطالكْ
و لو ذلَّلتَ ظهرَ الفيل ِ تذليلاً
!فإنَّ بعوضةً تكفي.. لإذلالك
--------------------------------------------------------------------------------