تعودت علي تدني الحوار وبذاءة الألفاظ علي لسان من يراهم البعض قدوة سواء كانوا حكاما في الوزارة أو أعضاء في البرلمان أو ضيوفا في برامج فضائية.. لم تعد تدهشني رغم انها مازالت تؤذي مشاعري وتزعجني.
مرة نقول هفوة وزلة لسان ومرة نصر علي انها كانت دردشة بين اثنين مفروض انها بعيدة عن الآذان. مرة تؤكد بأنها غير مقصودة ولا بأس من الانكار.
ايهما أكثر ايلاما؟.. ضرب الرصاص والأقلام. أم المصارعة الحرة واللكمات أو الشتائم والسباب؟
لم يعد سييء الكلام والأباحة غير متوقع. والحل أحيانا يكون شطبه من مضبطة الجلسات وتكذيب الصحف إذا نشرت.
وعلي أي حال فإن ما يلفت النظر أكثر ويثير الاستنكار هو ردود الفعل العجيبة في موضوعات حيوية وبأسلوب مهين.
معالي الوزير الذي ظهر في التليفزيون بدم خفيف يدافع عن قانون الضرائب الجديد والاسئلة المريبة التي وردت في الاستمارة الإجبارية التي تقدم للحكومة من كل مالك مثل: كام حمام في الشقة؟ ويسأله المذيع: لو واحد ماعندوش حمام؟! يجيب: يبقي يعملها في "القصرية"!!
ومعالي الوزير الذي لم تزعجه أزمة أنابيب البوتاجاز والطوابير والخناقات وسقوط ضحايا وتضاعف الأسعار في السوق السوداء وإنما كان تعليقه بمنتهي الاستخفاف: الفلاحين كانوا بيستعملوا "الجلة". عايزين البوتاجاز في ايه؟! و"الجلة" لمن لا يعرف هي اقراص مجففة تصنع من روث البهائم وتستخدم في الوقود.. أيام زمان!!
وحكايات الغاز رايح جاي تصدير واستيراد لم نستقر فيها علي رأي ولم يقتنع المتفرجون من ملايين أبناء الشعب بما يقال تبريرا ودفاعا عن صفقة بيع الغاز لإسرائيل بأسعار مخفضة ولم ينضموا إلي الذين ذهبوا إلي القضاء يطلبون المنع والحرمان.. ولم يستوعبوا فكرة التداخل بين غاز الحكومة وشركات القطاع الخاص حتي لا يحتاج بيع الغاز للاعداء إلي مساءلة شعبية من أي نوع.. وسط كل ذلك أعلن معاليه عن فكرة عبقرية هي استيراد الغاز من العراق. مما جعلنا نضحك ثم نندهش ونسأل ودنك منين سيادتك؟
واستصلاح ملايين الأفدنة في أوغندا وزراعتها بما يحمينا من شر الاعتماد علي ذل الاستيراد وفي نفس الوقت يدعم علاقاتنا الافريقية ودول حوض النيل علي وجه الخصوص التي أهملناها كثيرا وسبقتنا إليها دول أخري منافسة ومتربصة.. الفكرة جميلة لولا اننا لم نفعلها في بلدنا "توشكي" التي تحولت إلي كلام وخصام ورجوع عن الوعود التي قدمها مستثمرون بوزن الأمير "الوليد بن طلال" واتضح ان عقودهم تعطيهم الحق وتفرض علينا كل شيء.
ليست "توشكي" فقط وإنما أرض الوادي التي تتآكل ليس فقط بالتبوير وبيوت من الأسمنت وإنما أساسا بالإهمال واستبدال القمح الاستراتيجي بالكانتلوب الاستهلاكي.
آخر الكلام هو عودة لفكرة صاحب معالي سابق بزراعة القمح المصري في كندا.. ومشروع آخر عن شراء أرض في رومانيا وربما أوكرانيا حيث تصور الافلام المصرية أيضا!!