[img]
https://alomah.yoo7.com/[/img]
من بعيد يبدو الأمر كأنه مسرحية أبطالها من المعارضة وجميع الممثلين والفنيين من المعارضة.. لكن الكاتب حكومي والمخرج حكومي.. وهي تعرض علي المسرح القومي والإيراد تحصله الحكومة كاملاً، وهي أيضاً لا تعطي أجراً للممثلين والفنيين.. وبذلك فهم يقومون بالدور المكتوب من الحكومة والذي أخرجته الحكومة مجاناً!!
وتعال عزيزي القارئ.. وتابع معي..
القوي السياسية المعارضة تنهض وتتفق جميعها علي ترشيح شخص لمنصب رئيس الجمهورية.. وتمتلئ جرائد المعارضة وبعض الجرائد المستقلة بل بعض الحزبية أيضاً بأخبار المرشح والتأييد الكامل له وإبداء مساندته حتي النهاية.. والمرشح كما تعلمون هو الدكتور محمد البرادعي الحاصل علي جائزة «نوبل»..
كل صنوف المعارضة تساند.. وهذا جميل وبديع.. بل مع وصول الدكتور البرادعي إلي أرض مصر.. استقبله بعضهم في المطار والبعض الآخر من رموز القوي الوطنية- المناهضة للحكم الحالي- هؤلاء جميعاً ذهبوا إلي منزل البرادعي وعقدوا اجتماعاً موسعاً وأصدروا عن الاجتماع بيانات وقرارات.
إلي هنا والأمر يبدو رائعاً بل مدهشاً.
ولكن بنظرة تأملية بسيطة وهي حين تسأل: هل يمكن للبرادعي أن يقدم أوراق ترشيحه بصورة قانونية؟.. تأتي الإجابة من أي شاب صغير واضحة وجلية.. وهي: لا.. لا.. لا..
في ظل الدستور الحالي وقانون 76 الخاص بالترشح للرئاسة.. فإن البرادعي لا يحق له الترشح بأي حال من الأحوال؟!
هذا أول سؤال.. وكانت هذه إجابته.
ثم نأتي للسؤال الثاني والذي يعرف إجابته الجميع.. إذا افترضنا حتي أنه يحق للبرادعي الترشح للرئاسة.. فهل يمكن أن ينجح في ظل الظروف المعهودة والمعتادة لما يحدث في صناديق الانتخابات؟.
إننا نسمع وهذا أمر مضحك.. نسمع من يقول اليوم إن الانتخابات القادمة ستكون نزيهة.. والمضحك هنا أن الشخص الذي يقول ذلك.. أو الشخوص الذين يقولون ذلك هم أنفسهم الذين أشرفوا علي الانتخابات السابقة والسابقة وقالوا وقتها نفس الكلام عن الانتخابات النزيهة.
إنها الحلم البعيد.
وبحاصل جمع السؤالين والإجابتين.. نكتشف أن قصة البرادعي كلها أكذوبة كبيرة.. مسرحية هزلية.. يقدمها أبطال المعارضة وتستفيد منها الحكومة، فالشكل العام يوحي بمناخ حرية ومناخ يمكن فيه تغيير الرئيس.
ومَنْ يقدر علي ذلك وسط المهزلة الدستورية والانتخابات المعروفة نتائجها مسبقاً.
هذه هي الأكذوبة في قصة البرادعي.. وهذا هو الوهم.. ويبقي لي أن أطرح سؤالاً أخيراً: هل مات الأمل في مسرحية البرادعي؟! والإجابة لا.. ففي داخل الأكذوبة حقيقة كبيرة وعظيمة ويمكن لو تمسكنا بها وسعينا لها.. أن تتغير ملامح بلدنا ونخرج من كارثة الدستور.
الناس.. من تحت.. ومن الأدني لا من الأعلي.. لو تحرك الناس.. وأعلنوا غضبهم.. وانضموا إلي صفوف المعارضة.. وكان الشعب في معظمه علي كلمة واحدة.. لتحولت أكذوبة البرادعي إلي حقيقة.. فقط يشارك الناس في كتابة المسرحية ويخرجونها بأنفسهم.
فقط علي الناس أن تدرك أن الأمل موجود.. ومصر بها رجال قادرون علي القيادة والنهوض والتقدم بالأمة وليس صحيحاً ما يردده البعض.. وهم أصحاب النفوس الضعيفة.. فليس صحيحاً أن مصر ليس بها رجال قادرون علي قيادتها.
فقط علينا أن نؤمن بالتغيير.. ويعلو الصوت من أعلي ومن أدني مطالباً بتعديل المادة 76 وأيضاً المادة 77 التي تبيح لرئيس الجمهورية المضي في الرئاسة سنوات وسنوات.. وأستشهد هنا بما قاله الرئيس مبارك حين تولي الحكم إنه لن يستمر سوي فترتين فقط.
لهذا يجب أن نسعي.. بشرط أن نسعي جميعاً.. جميعاً نسعي للتغيير ونسعي للإشراف القضائي علي الانتخابات.. ذلك إذا كنا نريد لمسرحية البرادعي أن تتحول إلي حقيقة ولا تبقي كما هي الآن أكذوبة.
أتذكرون.. الشاعر حين قال:
وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
وعمنا صلاح جاهين يقول: يا عندليب متخفش من غنوتك قول شكوتك.. واحكي علي بلوتك الغنوة مش ح تموتك
إنما كتم الغنا هو اللي ح يموتك.
عجبي!