عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: دماء المسلمين والأقباط تروي رمال الوطن الإثنين 15 مارس 2010 - 1:06
اللواء محمود الميهي
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" بهذه الافتتاحية القرآنية العظيمة، تحيي القوات المسلحة المصرية الباسلة هذه الأيام ذكرى "يوم الشهيد" التي توافق التاسع من شهر مارس من كل عام، وهو يوم فخر وعزة لكل مصري، ففي ذات اليوم من عام 1969 استشهد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والذي أعطى أروع مثال للتضحية وبذل النفس في سبيل الله والوطن.
وقد نظمت القوات المسلحة المصرية احتفالية كبيرة بهذه المناسبة أكدت من خلالها على أنها درع الأمان للمصريين وأنها الملاذ الأمن للوطن والمواطنين، تضمنت هذه الاحتفالية مؤتمرا صحفيا استعرض خلاله اللواء أركان حرب محمود الميهي، مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب، لنماذج وطنية رائعة بذلت أرواحها فداء لعزة وكرامة الوطن، مشيرا إلى أن يوم 9 كان يوما مباركا في التضحية بالنفس.
فكما استشهد الفريق عبد المنعم رياض في التاسع من شهر مارس 1969، استشهد اللواء شفيق مترى سدراك، أحد قادة ألوية الجيش الثاني الميداني، يوم 9 أكتوبر 1973، مما يشهد على أنه لا فرق بين مسلم أو مسيحي في الوطنية، فدماء الكل تروي عزة وكرامة الوطن.
شعار يوم المحارب
كما أعطى اللواء الميهي لمحة تاريخية لنشأة الجمعية وجهودها في دعم ومساعدة مصابي الحرب وأسر الشهداء على كافة الأصعدة، فمن الناحية الدينية تقوم الجمعية بتنظيم رحلات الحج والعمرة لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية بتكاليف زهيدة جدا، إلى جانب عمل مسابقات دينية بين أعضاء الجمعية على مدار العام.
كما تقيم الجمعية مسابقات في الشعر والقصة القصيرة لتشجيع المواهب الواعدة، بخلاف الأنشطة الاجتماعية والرياضية ومسابقات تنس الطاولة والتنس والكرة الطائرة والسلة للمعاقين من ضحايا الحروب.
هذا بالإضافة إلى توزيع المساعدات المادية والعينية لأسر محدودي الدخل وتكريمهم ومنحهم الجوائز في الأعياد والمناسبات الوطنية، بخلاف الإعانات الدورية وتنظيم مسابقة الأم المثالية والأب المثالي وإقامة الحفلات الثقافية والترفيهية وتخصيص مصايف دائمة لهم.
إلى جانب تقديم الرعاية الطبية المتكاملة للمحتاجين والمصابين وعمل الأجهزة التعويضية للمعاقين وتوفير قطع الغيار اللازمة لها.
أنشطة رياضية متنوعة
واختتم اللواء محمود الميهي كلمته بتوجيه نداء للشباب أن يحبوا بلدهم مصر، لأنها تستحق الحب برجالها وبتاريخها وبكفاحها، والمحافظة على الإنجازات التي تحققت، على أن يكون هذا الحب بالعلم والثقافة والعمل والتحدي والقوة.
وفي رده على سؤال لمراسل شبكة الإعلام العربية "محيط" حول دور الجمعية في توجيه طاقة المحاربين القدماء ومصابي العمليات الحربية، أكد اللواء الميهي على نشاط الجمعية الرائد في تأهيل هؤلاء البواسل للاندماج في الحياة الطبيعية، وذلك انطلاقا من إيمان لا يتزعزع بأن الإعاقة لا تمنع العطاء والعمل، مشيرا إلى وجود برامج حية وورش عمل للتدريب على الصناعات الخشبية وأعمال الخزف والتريكو وقريبا سيتم طرح منتجاتهم في الأسواق.
وقد تجولت عدسة "محيط" بين أرجاء جمعية المحاربين القدماء والوفاء والأمل، ومن داخل إحدى قاعات العرض التقينا بعدد من ضحايا العمليات الحربية والمحاربين القدماء وأسر الشهداء، وكان الجميع متفق على أمر واحد أن الجمعية هي شريان الأمل بالنسبة لهم وهي النافذة التي يطلون من خلالها على العالم من حولهم.
تفوق رياضي للمحاربين القدامي
وكما عدد المحاربون القدماء وأسر الشهداء تضحياتهم في سبيل الوطن خلال الحروب المتعاقبة منذ العام 1948 وحتى 1973، إلا أن أحدا منهم لم يتحدث بلسان المن على الوطن بل على العكس فهم في غاية السعادة بهذه التضحيات التي يرونها ضئيلة جدا إلى ما يجب أن تكون عليه روح الفداء والوطنية.
احتفالية جماهيرية
وفي إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بيوم الشهيد والمحارب القديم والذي يوافق ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، خلال معارك الاستنزاف عام 1969، نظمت القوات المسلحة احتفالية جماهيرية بميدان الشهيد عبد المنعم رياض بميدان التحرير حضرها العديد من القيادات الشعبية والمحلية وطلبة المدارس والجامعات والجماهير التي حرصت على المشاركة في هذه المناسبة عرفانا ووفاءا لشهداء مصر الذين قدموا أرواحهم ودمائهم لرفعة مصر وعزتها وكرامتها.
وفي نهاية الاحتفال قام اللواء أركان حرب محمود محمد الميهي، مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب، بتكريم عدد من أسر الشهداء والمحاربين القدماء ومصابي العمليات الحربية وتوزيع الهدايا التذكارية على الجماهير المشاركة في الاحتفالية.