الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 الحكومة راجل ولا «ست»؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبق صحفى

سبق صحفى


انثى
عدد الرسائل : 2092
الموقع : جريدة الامة
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

الحكومة راجل ولا «ست»؟! Empty
مُساهمةموضوع: الحكومة راجل ولا «ست»؟!   الحكومة راجل ولا «ست»؟! Icon_minitimeالجمعة 26 مارس 2010 - 0:37

في أحد عصاري الأسبوع الماضي زغرد هاتفي المحمول، ولفرحي الشديد كان اسم صديقة العمر يضيء شاشته، فلما كبست علي زر التليفون وقلت «ألو» جاءني صوت الصديقة (رفضت بإباء وشمم أن أفصح عن اسمها في هذه السطور) مغموسا في الحماس كالعادة لكن شيئا من الأسي والغضب بدا واضحا في لهجتها وهي تأمرني بصرامة وبدون أي تمهيد أو مقدمات بأن أكف وأتوقف فورا عن استعمال كلمة «الست» كوصف للحكومة «لأن في هذا إيحاء مسيئاً ومشيناً للمرأة».

ولم تدعني صديقتي أتنفس أو أنطق بحرف قبل أن تسرد حيثيات الأمر الذي أصدرته دون أن يخالجها أدني شك أنني سأنصاع، فقد تابعت قائلة : أولا، ومن حيث الواقع المادي، الحكومة عبارة عن هيكل ذكوري رجالي من فوقها لتحتها، ولا يستطيع أي منصف التبجح بأن بعض «المرأة» الذي «تعوص» الحكومة نفسها به حاليا يغير شيئا من طبيعتها الرجالية المسرفة في الجلافة والخشونة، وثانيا هذه الحكومة من السوء والبشاعة بحيث يضحي نعتها بـ«الست» عمال علي بطال كما تفعل سيادتك، ينطوي علي إهانة متعمدة لجنس الستات في الدنيا كلها.. فهمت؟!

هل تظن ـ عزيزي القارئ ـ أن صديقتي سكتت قليلا عند هذا الموضع وأعطتني فرصة الرد ولو لأقول فهمت أم لا ؟.. أبدا وعهد الله، كل ماحدث أنني حاولت النطق فعلا وفشلت واستمرت هي تطلق نيرانها، إذ أضافت قائلة : إحنا ح نلاقيها منين ولا منين.. يعني الحكومة اللي بتعذب الناس ومسودة عيشتهم تيجي أنت بسلامتك وتسميها «ست» وتكرس بهذه الفعلة النكراء ثقافة متخلفة ورديئة تنسب كل شذوذ واعوجاج للمرأة والأنوثة عموما، أليس يكفي لكي يصحي ضميرك وتقلع عن هذه السخافة أن تلك الثقافة المرعبة استفحلت وتجذرت في وعي مجتمعنا وشوهته لدرجة أن هيئة قضائية محترمة ومرموقة (تقصد مجلس الدولة) اجتمع مستشاروها الأجلاء وأجمعوا علي قرار يرفض الاعتراف بحق المرأة في تولي وظائف قضائية ولو كانت ذات طبيعة «فنية».. ولا أنت ـ خلاص ـ بقيت متخلف أنت كمان؟!

هل تسألينني لأجاوب أم ستستمرين في حرماني من حق التنفس والكلام ؟!..هكذا هتفت بصوت مرتفع لم يخل من رنة ضجر، فقالت صديقتي :

ـ اتكلم ياخويا.. حد ماسكك..

ـ أولا، وبادئ ذي بدء دعيني أعترف لجنابك بأن حكومتنا تشين وتهين فعلا أي جنس خلقه ربنا، ولست أقصد جنس ذكور البشر أو إناثهم فقط، بل الأنواع والأجناس جميعا، وثانيا أنت تعرفين أن استعمالي تعبير «الست الحكومة»، فضلا عن أن له علاقة بالتأنيث اللغوي الظاهري للفظة «الحكومة»، فهو أساسا مجرد «هزار» ولا يحتمل كل هذا الجد و....

ـ ودي حاجة ينفع فيها الهزار برضه.. والنبي مش مكسوف من نفسك ؟!

ـ لأ طبعا مكسوف.. بس عايز أقولك إن كلامك ينطوي علي قدر ليس قليلا من الظلم والتحامل بدليل أنني باستخدم في كتاباتي كثيرا تعبير «الأستاذ النظام» الحاكم، ولم يشعر الأساتذة الرجال بأنني أتعمد إهانتهم رغم أن هذا النظام فاسد وسيئ ومشين، بل هو أُس البلاء وأصله وهو الذي اخترع هذه الحكومة وغيرها من العدم السياسي والأخلاقي وخلافه...

ـ ياسلام.. أنت بتستعبط ؟!

ـ أيوه..

ـ لا يا اخويا ما تستعبطش.. إنت عارف كويس قوي أنك لما بتنسب النظام لأصله وحقيقته الذكورية لا تفعل غير الإقرار بهذه الحقيقة المادية الفاضحة، لكن تعبير «الست الحكومة» فيه مراوغة لغوية لئيمة تصب في.....

ـ تصب في الثقافة المتخلفة.. عارف يا ستي، لكن إنتي متشائمة جدا ويدفعك التشاؤم إلي المبالغة والتحامل.

ـ إزاي يافالح..

ـ يعني علي سبيل المثال، أنت قلت في كلامك إن قضاة مجلس الدولة أجمعوا علي قرار رفض الاعتراف بحق المرأة في تولي وظائف قضائية، وهذا غير صحيح فقرار الجمعية العمومية للمجلس الذي تقصدينه صدر بأغلبية نحو 90 في المائة وليس بالإجماع..

ـ ودي نسبة تفرق كتير معاك إن شاء الله ؟!

ـ أيوه تفرق كتير، لأن معناها أن هناك 10 في المائة علي الأقل مقتنعون ومؤمنون، ليس فقط بحق المرأة في تولي المناصب القضائية، ولكن الأهم أنهم مدركون أن مبدأ المساواة بين خلق الله من البشر دون تفرقة علي أساس الجنس أو الأصل والعرق واللون والعقيدة وغيرها، أضحي واحدا من القيم الإنسانية العليا التي تسمو وتعلو حتي علي بنود الدساتير المستقرة فيها، لأنها ـ ببساطة ـ لا تكتسب قوتها ولا مشروعيتها من النص الدستوري لأن هذا الأخير عندما يرددها في كلماته لا ينشئها أو يصنعها، إنما هو فحسب يقر ويعترف بها كقانون طبيعي إلهي لصيق بالخلق والوجود الإنساني ذاته، ومن ثم لايجوز لأي جماعة من الناس ـ مهما كان قدرها أو سلطتها ـ أن تمنح نفسها حق قبوله أو رفضه، وأظن أن العشرة في المائة من قضاة مجلس الدولة الأجلاء الذين صوتوا ضد قرار رفض تعيين نساء في وظائف قضائية، صوتوا ضد مبدأ التصويت في شأن كهذا أساساً، وعليه فلا داعي لليأس ياعزيزتي فهناك ضوء يداعب عيوننا في نهاية النفق المظلم..

ـ بذمتك أنت شايف الضوء ده..

ـ أيوه..

ـ طيب تقدر تقول لي متي (تقريبا) سنصل لنهاية النفق حيث الضوء الذي يداعب عيون حضرتك الكحيلة؟!

ـ قريبا إن شاء الله.. عندما يحل هذا الأستاذ النظام و«الست حكومته» عن سمانا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alomah.yoo7.com/admin/index.forum?part=users_groups&
 
الحكومة راجل ولا «ست»؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: منوعات ومجتمع/اعداد شيرين مصطفى-
انتقل الى: