عمت مدينة القدس المحتلة مظاهرات غضب من الفلسطينيين، خاصة من الشباب ـ الذين ظهروا إلي الحياة بعد الاحتلال الإسرائيلي للمدينة ـ احتجاجاً علي قيام الدولة الصهيونية بافتتاح أكبر كنيس يهودي ـ هو كنيس الخراب ـ علي بعد أمتار من المسجد الأقصي.. وقيام قوات العدو بتدنيس المسجد الأقصي وطرد المصلين والمعتكفين فيه ومنع من يقل عمره عن خمسين عاماً من الاقتراب.
.. وهو ما يؤكد في النهاية التخطيط لاقتحام المسجد الأقصي وبناء الهيكل الثالث المزعوم.
.. ومن قبل ذلك رفضت حكومة نتنياهو المنحة العربية التي قدمها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم منذ أسبوعين بالقاهرة بإعطائهم فرصة 6 أشهر للمفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين.. في إطار أن العرب يمدون يدهم بالسلام في ظل المبادرة العربية للسلام لصاحبها العاهل السعودي الملك عبدالله، الذي طرحها منذ كان ولياً للعهد.. ولا تعرها إسرائيل أي اهتمام!!
فقد أعلنت الحكومة الصهيونية المتطرفة المضي قدماً في بناء المستوطنات.. ولم يعد يهمها أحداً في ذلك بما في ذلك الصديق الأمريكي.. وها هي تخطط لهدم المسجد الأقصي.. والكل صامت.. اللهم إلا بعض المظاهرت هنا أو هناك.. وحتي تلك المظاهرات يحيطها جحافل من قوات الأمن المركزي، كما يحدث في الجامعات المصرية، والتي خرج طلابها ليكشفوا كم التواطؤ العربي والدولي تجاه تلك الأحداث.. وقد سبقها أيضاً نفس الموقف في الحرب التي شنتها إسرائيل علي الفلسطينيين في غزة، والتي راح ضحيتها الآلاف من المواطنين العزل، فضلاً عن هدم المنازل والمساجد والمدارس.. والكل صامت.. بعد قيام الأنظمة العربية بمساعدة إسرائيل في فرض مزيد من الحصار علي غزة لدرجة أن مصر تقيم حالياً جداراً عازلاً بينها وبين غزة!!
.. وحتي الآن لم يصدر حتي بيان إدانة من النظام المصري تجاه الأحداث التي جرت ـ الاثنين الماضي ـ ولم نسمع نداء من النظام إلي أصدقائه في إسرائيل لوقف تلك المخططات.
.. سيقول قائل: إن الرئاسة مشغولة بصحة الرئيس في ألمانيا وبث صور خاصة له بعد الجراحة.. لطمأنة الناس عن صحته!!
لكن أين مؤسسات الدولة ألم يقولوا لنا إننا دولة مؤسسات!!
.. وأين السيد الرئيس بالإنابة أحمد نظيف.. أم أن سيادته لا يريد أن يؤخذ عليه شيء ليظل رئيساً «تابعاً» للحكومة.. أم أن تفويضه للرئاسة انتهي بظهور صورة الرئيس.. وإن لم يتحدث بكلمة واحدة.
.. وأين وزارة الخارجية.
.. إنه «العار».
لم يمر علي البلاد مثل ما يحدث الآن.
.. ولعل ذلك من الأسباب الرئيسية التي يطالب الناس من أجلها بالتغيير.