أمر غريب ما يحدث في جامعات مصر.. ميليشيات حكومية.. وبلطجة من الحزب الوطني.. واقتحام أمني لمقر الجامعة للقبض علي طلاب.
في أسبوع واحد جري ذلك.
فلم يكن هناك حل أمام السيد وزير التعليم العالي ـ هاني هلال ـ وإدارة جامعة القاهرة يوم الثلاثاء الماضي إلا وضع ميليشيات من طلاب التربية العسكرية وبعض الأمنيين في الجامعة للحيلولة دون وقوف الأساتذة وقفة احتجاجية في يوم الإضراب الذي دعت إليه أندية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وكان إضراباً رمزياً لمدة ساعة للاحتجاج علي سياسات الوزير الذي يمثل الحزب الوطني وأمانة سياسات جمال مبارك.
إنها إهانة للجامعة.. والعملية التعليمية بشكل عام.
.. ولم يقتصر الأمر علي ميليشيات جامعة القاهرة.. إنما حدث ما هو أسوأ هو سماح إدارة جامعة الإسكندرية بدخول بلطجية ينتمون إلي الحزب الوطني أو استأجرهم الحزب.. ليدخلوا إلي حرم الجامعة وهم يحملون «الشوم» ويضربون الطلاب.. وهم يمارسون نشاطهم داخل كلية التجارة ويمزقون لوحاتهم بزعم أنهم طلاب ينتمون إلي جماعة الإخوان ويروجون لنشاطهم.. فكان الحل أن يروج الحزب الوطني نشاطه عن طريق البلطجية والبلطجة.. بل إن عملية عميد الكلية يخرج إلي الطلاب.. ويقول لهم «أنا هاربيكم».
بالذمة ده كلام..!!
.. هل يمكن أن يحدث ذلك في أي جامعة في أي دولة من العالم الثالث بلاش في الدول المتقدمة.
إنها إهانة للجامعة.. وللأساتذة والطلاب.
وبالطبع لم يحدث شيء ولن يحدث مع البلطجية الذين دخلوا الجامعة ومع الذين سمحوا لهم بالدخول!!
.. فنحن أصبحنا في نظام لا أحد يحاسب علي ما فعله، خاصة إذا كان في خدمة الحزب الوطني ورجاله.. ومصالحهم الشخصية.. ويحافظ الأساتذة والعمداء والرؤساء الذين رضوا لأنفسهم أن يصبحوا موظفين لدي الحزب الوطني علي مكتسباتهم التي حصلوا عليها بعيداً عن القدرات والموهبة.. وإنما بالنفاق والتدليس.
ولم يقف الأمر علي وجود البلطجة والميليشيات داخل الجامعة.. وإنما قامت قوات الأمن باقتحام مقر الكليات للقبض علي الطلاب، كما حدث في تفهنا الأشراف بالدقهلية، حيث يوجد عدد من الكليات التابعة للأزهر، وقد ألقت قوات الأمن القبض علي الطلاب.
ناهيك عن المنظر المقزز الذي يجده أي مار أمام جامعة القاهرة وهي محاصرة بمحافل قوات الأمن المركزي.
إنها إهانة للجامعة.. والتعليم العالي.
إنه نظام يعتمد علي «البلطجة» الآن حتي في الجامعة!