أعلن مجموعة من الأطباء المتخصصين فى الأمراض الصدرية تحول التدخين فى العالم العربى من عادة سيئة إلى مرض يصيب الإنسان ويتطلب علاجه لما يخلفه من مشكلات صحية واقتصادية فى الدول العربية مطالبين الحكومات بضرورة التدخل الفورى للتعامل معه بوصفه وباء يجب علاجه حيث إن السيجارة الواحدة تحتوى على 4 آلاف مادة كيميائية تساهم فى الإصابة بعدد كبير من أنواع السرطان والذى لا يقتصر على سرطان الرئة فقط انما انواع اخرى من السرطانات بالاضافة الى ان التدخين يعتبر سبب من أربعة أسباب للإصابة بجلطات المخ والقلب.
وطالب الأطباء برفع أسعار السجائر والذى يساهم فى انخفاض نسب التدخين بين المراهقين والأطفال من الجنسين مؤكدين أن رفع أسعار الضرائب على السجائر من قبل الحكومات يقلل من نسب التدخين بين البالغين، لافتين إلى أن خفض نسب التدخين يجب أن يكون تدريجيا حيث إن خفض نسبته 10% متوقع أن يقابله ارتفاع فى الدخل القومى أكثر من 10% أيضا.
جاء هذا فى المؤتمر العلمى الذى نظمته شركة فايزر للأدوية فى العاصمة اللبناينة بيروت اليوم للإعلان عن نتائج المسح الأول حول التدخين فى منظقة الشرق الأوسط والذى استهدف 1,422 مدخن فى 7 بلاد عربية منها مصر والجزائر والسعودية والإمارات.
وأكدت نتائج هذا المسح أن 88% من الأطباء ينصحون مرضاهم بالإقلاع عن التدخين من أجل تحسن حالتهم الصحية إلا أن 50% منهم غير دارسين بشكل متخصص لطرق جديدة للإقلاع عن التدخين بالإضافة إلى أن 42% تدخن بشكل دائم يوميا منذ أكثر من 14 عاما متواصلة فى المقابل وصلت نسبة الغير معتادين على التدخين يوميا 8% فقط.
كما أكدت الدراسة والتى تعتبر الأولى فى دول الشرق الأوسط أن معظم المدخنين الجدد حاليا فى سن الدراسة بنسبة 75% بين الرجال و25% بين السيدات، لافتة إلى ارتفاع عدد المدخنين حول العالم إلى 1,3 بليون مدخن حول العالم، لذلك هو السبب الأول للوفاة ولو استمر الوضع كما هو عليه الآن فى نسب الارتفاع متوقع وفاة 10 ملايين مدخن فى عام 2010 موضحة أنه كل 8 ثوان، يموت إنسان على مستوى العالم بسبب التدخين، مما سيؤدى إلى وفاة بليون إنسان فى القرن الـ21 إذا استمرت نسب التدخين فى الارتفاع.
ومن جانبه قال "اندرو بايب" من شركة فايزر بالولايات المتحدة الأمريكية إن التدخين تسبب فى موت 100 مليون إنسان على مستوى العالم فى القرن العشرين والذى شهد ميلاد أول سيجارة بشكلها الحالى المعتاد فى عام 1913 هذا الرقم من ضحايا التدخين المتوقع أن يتضاعف لـ 10 مرات خلال القرن ال21 بسبب ارتفاع النسب عن نظيرها فى القرن الماضى، لافتا إلى أن تدخين أثناء الحمل يساهم فى حدوث تشوهات كبرى لدى الأجنة.
كما أعلن الدكتور يوسف نعواس، مستشار الأمراض الصدرية فى شركة فايزر فرع الأردن، أنه وفق الدراسة الأخيرة عن التدخين لطلاب المدارس فى العالم فإن نسبة التدخين بين طلاب المدارس فى مصر وصلت إلى 9,9% بين البنين إلا أنها تقل لدى البنات لتصل إلى 1,4% هذه الدارسة التى أجريت عام 2009 على 20 مليون طالب فى 11 ألف مدرسة على مستوى العالم لطلاب تتراواح أعمارهم بين 13 إلى 15 عامًا.
وأوضح نعواس أن السيجارة الواحدة تحتوى على4 آلاف مادة كيمائية مؤكدا أنه بعد 20 عامًا من التدخين المستمرة يتعرض المدخن لأمراض سرطانية، كما أنه وفق قلة المناعة لدى المدخن من بداية عملية التدخين دائما ما يكون عرضه للإصابة بالأمراض الصدرية، مطالبًا جميع المدخنين بالبحث عن طرق جديدة للقضاء على التدخين والذى وصفه بأنه مرض وليس عادة كما يقول العديد من المدخنين مطالبهم من خلال الإرادة القوية التوقف عن التدخين والذى يؤثر بشكل مباشر على قابلية المدخن للإصابة بالأمراض أكثر من غيره من غير المدخنين.