فى تواريخ القمة العربية منذ أن أصبحت دورية فى الانعقاد، لم يكن هناك ما يبشر فى قراراتها، ومع فقدان الأمل فيها، أصبحت نتائجها فى الوعى العربى العام حدثا يتم فيه الفرجة على أشياء حول القمة وليس فى قلبها.
نتفرج مثلا على رؤساء وملوك عرب يحضرونها لمجرد الواجب، وإثبات أنهم ما زالوا يتربعون على عروشهم، يحضرها رؤساء وملوك عرب لإلقاء خطابات سياسية حول فلسطين والتكامل العربى وما يستجد من أعمال، يتحدث الكل، فكما يقول المثل: "الكلام ليس عليه جمرك"، وفى النهاية بعود الكل إلى بلده وفى قرارة نفسه يقول: "الحمد لله انتهينا من واجب ثقيل".
يدخل القادة فى عناق حار وقبلات تبدو وكأنها تعبيرا عن محبة عميقة، لكن فى الحقيقة هى لزوم التصوير ومحاولة إقناع الآخرين بأن كل شىء تمام التمام.
هى قمم لا تأخذ منها إلا كلمات جوفاء، وعبارات إنشاء، فلماذا يتم عقدها؟
انعقاد القمم العربية فى نظر القادة العرب لم يعد إلا هدفا فى حد ذاته، قمة للقاءات وتنفيذ البرتوكولات، ومعها لا شىء يتم لصالح القضايا العربية الأصيلة وفى القلب منها قضية فلسطين.
فى القمم العربية الماضية عشرات الاقتراحات، وكل قمة تأتى لا أحد يسأل من القيادات عن مصير هذه الاقتراحات، فلا شىء يتم تنفيذه منها، ولا أحد يحاسب أحد، ومع هذا التسيب تأتى الإحباطات فمن ينقذنا منها، وحتى لا أكون بصدد كتابة مرثية، اقترح على القمة الحالية أن تتخذ خطوة واحدة لها، وهى بذل الجهد من أجل تنقية الأجواء بين الدول التى تتعكر علاقتها منذ فترة، وحبذا لو فعلت ذلك مع مصر وسوريا.