ما يحدث فى مصر لا مثيل له فى دول العالم، فرجال الأعمال أصبحوا هم السادة، يتصرفون كيفما شاءوا فى أوطاننا، بمباركة الحكومة، ويعتبرون المواطنين عبيدا لهم، بل أصبحوا يتلاعبون بقوت الشعب وضروراته.
وخير دليل على ذلك ما يقوم به رجل الأعمال أحمد عز، سواء فى الجانب الاقتصادى أو السياسى، فالرجل يتصرف كأنه ملك يسيطر على مقاليد الأمور، لا يقيم أى حساب للجهات الحكومية، معتمدا على نفوذه سواء داخل الحزب كأمين تنظيم، وقربه من أمين لجنة السياسات جمال مبارك.
بل نجد أن عز تعامل فى الجانب الاقتصادى، على أنه صاحب القرار الأول والأخير فى الحديد، الذى احتكره منذ مطلع التسعينات، وتلاعب بأسعاره، كما ذكرت فى مقالى يوم الأربعاء الماضى، وبالأمس سكب عز البنزين على سوق العقارات، حيث قرر بشكل مفاجئ، رفع أسعار الحديد 820 جنيها للطن، ليصل إلى 4270 جنيها، وقد جاء ذلك فى أعقاب تصريحات رشيد حول عدم وجود احتكار فى سوق الحديد.
وقد أكد الخبراء أن رفع الحديد يعود لأسباب لا يعلمها أحد إلا عز نفسه ، حيث شددوا على أن رفعه للأسعار بناء على ارتفاع البليت هى حجة واهية، مشيرين إلى أن حديد عز هو أقل تكلفة إنتاج فى المصانع العاملة فى مصر ولا يحق له رفع السعر، كما أن شركة الإسكندرية الوطنية للحديد الصلب والتابعة لعز تعتمد على المكورات بنسبة 90% ولا تعتمد على البليت، وأنها تعتمد على الخردة بنسبة 10% فقطّ، وأن تعاقدات المكورات هى نصف سنوية أو كل عام كامل فليس هناك ما يؤثر على الأسعار فجأة مثلما أعلنت شركة عز، وأن واردات البليت إلى مصر لن تبدأ إلا الشهر القادم.
وبالطبع كلنا يعلم لماذا أقدم عز على رفع الأسعار بهذه الصورة الهستيرية؟، فالرجل سيعيد إنفاق هذه الأرباح مرة أخرى على فقراء أبناء دائرته، فى الانتخابات القادمة و"يا بخت من نفع واستنفع، وهنيا لك يا رافع سعر الحديد"!
وأما فى الجانب السياسى فحدثوا ولا حرج، فالرجل يرفض طرد السفير الإسرائيلى، وحريص كل الحرص على علاقتنا بالصهاينة، وذلك بصرف النظر عما يحدث للمسجد الأقصى والفلسطينيين.
أما فى الشأن الداخلى فقد أصبح الرجل مسيطرا على الحزب الوطنى، ويٌسيّر نوابه كيفما شاء، والكل يسمع ويطيع له، ولا يستطيع مخالفته، بل نجده بإشارة من أنامله الكريمة، يخرج رجالات الوطنى كالأسود، للفتك بنواب المعارضة تحت قبة البرلمان، كما أنه على استعداد للدخول فى معارك مع الأجهزة الرقابية المخالفة له من أجل تركيعها، وإن كان فشل فى ذلك مع الملط، لكن نجح فى تركيع من وقف أمامه من التنفيذيين وقيادات الحكومة.
إنها شخصية تحتاج لموقف جاد، حتى لا يزداد نفوذا، وفتكا بغلابة هذا الوطن