ما حدث في مفاوضات دول حوض النيل في شرم الشيخ وإصرار دول منابع النيل السبع علي مواقفها من المطالب المصرية السودانية.. ومن ثم انسحابها من المفاوضات وإصدار بيان يعبر عنها دون الاعتداد بمصر والسودان.. لدليل فشل جديد للسياسة المصرية.. ودبلوماسيتها.. بل حكمة الرئيس.
إنه فشل جديد يضم إلي قائمة الفشل التي أصبح النظام الحاكم يبتلينا بها.. وهو في المحصلة النهائية إهانة للنظام.
لقد أوضحت تلك المفاوضات دون شك غياب أي تأثير مصري في دول حوض النيل، وربما أفريقيا كلها.. ولم لا والنظام ينظر إلي تلك الدول بكبرياء وتعال ولا يعيرها أي اهتمام.. وقد بدأ واضحاً ذلك منذ تعرض الرئيس مبارك لمحاولة اغتيال عام 1995 في إثيوبيا ومن يومها ينظر إلي تلك الدولة بنظرة استعلائية وعدائية. ولا يهتم بحضور مؤتمرات القمة الأفريقية.. وترك الساحة الأفريقية لتدخلات خارجية وعلي رأسها إسرائيل لتعبث كما تشاء.. وتدير حواراً من دول منبع النيل وتعقد اتفاقيات معها وتؤثر عليها في اتخاذ موقف من مصر، خاصة في قضية توزيع المياه وحق مصر التاريخي في حصة المياه.
.. ونحن في حالة غياب!!
.. لقد بدأت المفاوضات منذ عام 1995 لوضع اتفاقية إطارية للتعاون بين دول حوض النيل وتمسكت مصر ـ ومعها السوادن ـ بموقفيهما الخاصين بضرورة قيام دول المنبع بالإخطار المسبق للدولتين قبل تنفيذ مشروعات في أعالي النهر ـ بعد قيام دول بإنشاء سدود تمكنها من حجز المياه خلال السنوات الماضية ـ واستمرار العمل بالاتفاقيات القديمة التي تنظم موارد النهر بما يحافظ علي حصة مصر التاريخية التي تصل إلي 55 مليار متر مكعب من المياه، وأن يكون نظام التصويت في حالة إقرار إنشاء مفوضية لدول حوض النيل بالأغلبية المشروطة بمشاركة دولتي المصب «مصر والسودان».
ولكن دول حوض النيل السبع ضربت عرض الحائط بكل تلك المطالب وأصرت علي موقفها من إعادة توزيع الحصص.. ومن ثم إهدار حق مصر التاريخي.. وقد بدا واضحاً في المفاوضات موقف إثيوبيا الرافض للمطالب المصرية السودانية ولم يثنها عن موقفها زيارات المسئولين المصريين لها أخيراً وعلي رأسهم أحمد نظيف ـ رئيس الوزراء .
دعك من إثيوبيا وموقفها وتأثير بعض الدول فيها من اتخاذ مواقف متشددة ضد مصر.. ألم يستطع النظام المصري اختراق الدول الأخري؟!
ألم يعد لنا تأثير في أوغندا وكينيا وبوندي وتنزانيا ورواندا؟!
هل هانت مصر؟!
طبعاً هانت في ظل الأداء الفاشل من النظام وإدارته.
.. وطالما يصر علي الحكم حتي آخر نفس.
وطالما يصر علي الحكم بالطوارئ.. وطالما يصر علي عناد شعبه ورفضه للتغيير.. وطالما ينتشر الفساد.. ويسعي كل مسئول للحصول علي مكتسبات خاصة علي حساب حقوق المواطنين.
.. فقد هانت مصر.
.. وأهين النظام.. وسقطت حكمته.