هل الفقر عائق لـ التنمية .. أم التنمية علاج الفقر ..؟!
كاتب الموضوع
رسالة
احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: هل الفقر عائق لـ التنمية .. أم التنمية علاج الفقر ..؟! السبت 24 أبريل 2010 - 9:53
* كان طبيعياً أن تتراجع معدلات ادخار المصريين مادام إنفاقهم يتزايد.. وهو إنفاق لو وُجِّه إلي التعليم والصحة والمشروعات المنتجة ما كانت هناك مشكلة.. لكنه بذخ وسفه استهلاكي يذهب ما فاض منه. وهو كثير. إلي سلال القمامة.. هو إنفاق علي البطون والمزاج والشعوذة لا علي تنمية العقول وزيادة الإنتاج.. ومن يطالع أرقام الاستهلاك ويمعن النظر في دلالاتها يدرك أن مصر "غير الفقيرة" ليست في حاجة فقط إلي ثقافة للعمل الجاد - كما تقول د. فايزة أبو النجا - بل هي أكثر احتياجاً إلي ثقافة لترشيد الاستهلاك في الطعام والدخان ودعم الطاقة الذي يذهب معظمه للأغنياء. * فهل يعقل أن يذهب 43.6% من دخل الأسر المصرية إلي الطعام والشراب. وهل من المقبول أن تضيع 40 مليار جنيه علي "الرغي" في التليفونات سنوياً.. وهل من العقل أن ننفث 30 ملياراً أخري مع دخان السجائر. و22 ملياراً علي سموم المخدرات..؟!. * الفقر موجود في مصر.. لا خلاف علي ذلك.. لكن الاختلاف علي مفاهيم الفقر وأبعاده. ومن ثم أرقامه ومستوياته وأسبابه.. الفقر موجود باعتراف الحكومة. حتي وإن تضاربت أرقامها أحياناً مع أرقام المنظمات الدولية من ناحية. وبينها وبين بعضها البعض من ناحية أخري.. وليس الفقر هو المشكلة الوحيدة.. بل ثمة مشكلة أخري تتمثل في تزايد معدلات الفاقد كهذا الذي ينتج عن مشكلة المرور. التي صارت عصَّيةً علي الحل. حتي تجاوزت معني اختناق الشوارع وإصابتها بالشلل إلي الإهدار المتزايد في الوقت والطاقة والصحة. فضلاً عما يسببه عادم السيارات من تلوث نحن الأعلي فيه عالمياً. و ما يخلفه من كوارث صحية يضيع علي علاجها مليارات الجنيهات.. دون جدوي.. !! فإذا ما أضفنا لذلك هذا الحجم الهائل من دعم الطاقة الذي يذهب معظمه للأغنياء. لأدركنا بوضوح كم نحن في حاجة إلي حلول عاجلة غير تقليدية لضبط هذا الميزان المختل.. * أرقام الفقر وأوضاع الفقراء تثير الدهشة بقدر ما تثير الشفقة. وقد يكون طبيعياً أن يكون الفقراء أقل إقبالاً علي مصادر المعرفة؛ ومن ثم فهم الأكثر أمية.. لكن ما ليس منطقياً أن يكونوا أكثر إنجاباً مقارنة بالأغنياء. * لقد تبين لي بقراءة فاحصة للأرقام أن الفقر هو أم المشكلات. فهو السبب في تردي المستوي التعليمي. والصحي. وضعف أو انعدام المشاركة السياسية. وعدم الاستفادة بالوقت. وزيادة السكان. والسفه في الإنفاق.. وهو ما يضعنا مجدداً أمام سؤال مهم : هل الفقر عائق للتنمية أم أن زيادة التنمية علاج للفقر.. وفي كلتا الحالتين.. فإن الحكومة والمجتمع شريكان في تلك المسئولية؟!
هل الفقر عائق لـ التنمية .. أم التنمية علاج الفقر ..؟!