][/url]أثارت وفاة شاب عصر أمس في عمان، إثر إصابته بعيارات نارية، خلال مداهمة نفذها فريق من مكافحة المخدرات لبيته في منطقة أم السماق في عمان صباح أمس، صدامات بين رجال الأمن، وأقارب المتوفى. ونتج عن الصدامات إحراق كوخ شرطة يقع تحت جسر شارع عبدالله غوشة المتفرع عن شارع مكة، فضلا عن تكسير سيارتين أمنيتين، الأولى تعود لدائرة السير والثانية لشرطة النجدة. كما تم تعطيل السير لفترة محدودة في شارع مكة، قبل أن تضبط قوات الدرك الوضع، وتسيطر على الأوضاع.
واندلعت شرارة الصدامات عصر أمس، إثر إعلان وفاة المرحوم الشاب عبد السلام النعيمات (31 عاما)، بنزول العشرات من أقاربه إلى شارع مكة وبعض الشوارع الفرعية في المنطقة، ما أدى إلى تعطل حركة المرور في شوارع المنطقة، وإقدام هذه المجموعة على حرق كوخ للشرطة.
وعلى الفور، حضرت قوات الدرك، وقامت بتفريق المجموعة، بينما أقدم أفراد من المجموعة المتصادمة على إلقاء الحجارة، فيما قامت قوات الدرك بإلقاء قنابل مسيلة للدموع، لتفريقهم.
وإثر ذلك، قامت إدارة السير المركزية بإجراء تحويلات سير طارئة، للتخفيف من الازدحام المروري الذي تسببت به الصدامات.
بدوره، ذكر الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب أنه وفي الساعة العاشرة من صباح أمس، وبناء على معلومات وردت إلى إدارة مكافحة المخدرات بوجود حيازة وتعاط للمخدرات في منزل بمنطقة عمان الغربية/ أم السماق، أخذت موافقة مدعي عام أمن الدولة لتفتيش المنزل بالطرق القانونية.
وقال الخطيب إنه "تم التحرك إلى المنزل من قبل فريق تفتيش، وقاموا بإفهام صاحب المنزل أنهم من إدارة مكافحة المخدرات، وأبرزوا لصاحب المنزل كافة الوثائق التي تدل عليهم، بما فيها مذكرة التفتيش، وعند دخولهم للمنزل بناء على موافقة صاحبه والبدء بعملية التفتيش، تفاجأ الفريق بدخول عدد من أقارب وأشقاء صاحب المنزل، وقاموا فورا بإغلاق باب الشقة على الفريق، وانهالوا عليهم بالضرب، مستخدمين أدوات حادة (سكاكين وشباري)، ومنعوهم من القيام بواجبهم، وكذلك الخروج من المنزل".
وتابع الخطيب أنه "ونتيجة العراك والاشتباك الذي حصل بين الطرفين، أصيب ثلاثة من أفراد الشرطة، وشقيق صاحب المنزل الذي حال بين الفريق وأدائهم واجبهم، وجرى إسعاف الجميع إلى المستشفيات، لتلقي العلاج، وبعد ذلك توفي شقيق صاحب المنزل في المستشفى".
وبين الخطيب أنه "وأثناء عودة أشقاء وأقارب صاحب المنزل من المستشفى باتجاه منطقة سكناهم في أم السماق، قاموا بالاعتداء على الكوخ الأمني، وأطلقوا عيارات نارية باتجاهه، وأضرموا النار فيه، واعتدوا على سيارتين للشرطة، وعند وصول الأجهزة الأمنية المختصة، لاذوا بالفرار، بحيث تمكن رجال الشرطة من تطويق المكان وفرض السيطرة الأمنية، وجرى تشكيل هيئة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادثة، علماً بأنه تم ضبط سلاح ناري في المنزل وكافة الأدوات الحادة".
وأكد الرائد الخطيب في هذا السياق أن "الأجهزة الأمنية لن تسمح أبدا بالتطاول على القانون أو الإخلال بالأمن والنظام، وسيتم تحويل كافة الأشخاص المثيرين للشغب الى القضاء".
وفي المقابل، روى شقيق المتوفى عبد الدايم النعيمات تفاصيل وفاة أخيه، بقوله إنه فوجئ صباح أمس بحضور رجال مكافحة المخدرات إلى منزله، ليبلغوه بعد برهة من الوقت، أنهم بصدد تفتيش المنزل.
وأشار إلى أنهم باشروا عملية التفتيش، و"على ضوء ذلك اتصلت بشقيقي الأكبر عبدالسلام، كونه يحظى بمكانة اجتماعية واقتصادية، لأنه رجل أعمال ويملك مجمعات تجارية في شارع مكة، وكذلك شركة إسكان".
ويضيف أن "شقيقي عبدالسلام ويحيى حضرا إلى منزلي"، لافتا إلى أنه "عندما حضر عبدالسلام حاول ترطيب الأجواء مع رجال المكافحة، فطلب منهم إبراز ما يثبت أنهم يعملون في مديرية مكافحة المخدرات، وكذلك سألهم عن إذن التفتيش، بحيث أبرز أحدهم هوية، لكننا لم نتمكن من التأكد منها، ثم ورقة قال إنها إذن تفتيش وسرعان ما أعادها الى جيبه أيضا".
وتابع "وعندما كرر شقيقي عبد السلام ضرورة السماح له بالاطلاع على ما يثبت أنهم رجال أمن بالإضافة الى إذن التفتيش، قام أحدهم بتوبيخنا، بعدها أشعل عبدالسلام سيجارة، لكن نفس الشخص أيضا، تعامل مع شقيقي بشكل مستفز عندما قال له: اطفئ السيجارة ولك، علما بأننا تعاملنا معهم كضيوف وقدمنا لهم القهوة".
ويضيف عبد الدايم "بعدها حدث عراك، حيث قام ذلك الشخص بضرب شقيقي على رأسه بمؤخرة المسدس، فيما أحضر شخص آخر منهم سكينا من المطبخ، وحاول طعن أخي المرحوم عبدالسلام، لكن أخي يحيى تمكن من الإمساك بالسكين، ما تسبب له بجرح قطعي، وبعدها قام الشخص بإطلاق ثلاثة أعيرة نارية، أصابت شقيقي عبدالسلام في منطقة البطن ثم لاذوا بالفرار".
ونفى عبد الدايم أن يكون وأشقاءه أغلقوا أبواب المنزل بعد دخول رجال المكافحة إليه، موضحا، أن "رجال المكافحة تمكنوا من الفرار من خلال الباب الذي دخلوا منه، بعد مقتل شقيقي المرحوم عبد السلام".
من جهتهم، أكد مجاورون لمنزل المتوفى عبدالسلام أنهم توجهوا بعد سماعهم صوت إطلاق عيارات نارية مصدرها منزل النعيمات الى المنزل و"شاهدنا ثلاثة أشخاص يستقلون سيارة، وعندما حاولنا إيقافهم فوجئنا بأنهم يحاولون دهسنا".
وتابعوا "وجدنا عبدالسلام مصابا بأعيرة نارية، وقام ذووه بإسعافه ونقله الى مستشفى المركز العربي للقلب"، بينما قالت مصادر طبية أن سبب الوفاة "نزف دموي حاد، ذلك أن المتوفى نزف سبع وحدات من الدم قبل وفاته".
الى ذلك، لفت ذوو المتوفى أنه "على الرغم من وقوع الجريمة داخل المنزل، الا أنه لم يحضر المدعي العام الى مسرح الجريمة، ولم يضبط أيا من الأدلة الجرمية، ولم تتخذ أي إجراءات تتعلق بالقضية حتى ساعة متأخرة من مساء أمس".
وكانت الصدامات استمرت منذ الساعة الرابعة بعد عصر أمس وحتى التاسعة ليلا، وجرى خلالها إحراق حاويات قمامة وإطارات كاوتشوك في مواقع متعددة من منطقة أم السماق.
بينما قامت قوات الدرك بإطلاق القنابل المسيلة الى أن تم الاتفاق مع وجهاء عشيرة النعيمات، بأن يتوقف المتصادمون مقابل ابتعاد قوات الدرك عن المنطقة.