قبل أيام ترددت أنباء عن دعوة لاعب الأهلى والمنتخب الوطنى محمد أبو تريكة للجزائر، للمشاركة فى مباراة بين نجوم العالم والفريق الوطنى الجزائرى احتفالا بصعوده إلى نهائيات كأس العالم فى جنوب أفريقيا.. وحين سئل أبو تريكة قال إنه لم يتلق هذه الدعوة حتى الآن، لكنه يرحب بالسفر واللعب فى الجزائر.. وأضاف أن العلاقة بين الشعبين المصرى والجزائرى طبيعية وعادية، لكن البعض يريد توتير هذه العلاقة، وقال أيضا " خيركم من يبدأ بالسلام".
والحقيقة أن هذه التصريحات من النجم المحبوب محمد أبو تريكة أسعدتنى كثيرا، فما حدث قبل مباراتى مصر والجزائر فى القاهرة والخرطوم وبعدهما، يجب أن ينتهى، ونضع الأمور فى نطاقها الضيق، مجرد مباريات كروية صاحبتها مشاكل، وينظر الاتحاد الدولى لكرة القدم فيها وسيوقع عقوبات على من أخطأ.
واعتبارا من يوليو القادم سيكون الأهلى والإسماعيلى على موعدين لملاقاة فريقى شبيبة القبائل ووفاق سطيف الجزائريين، فى دورى المجموعات بدورى أبطال أفريقيا، ويجب أن نعمل جميعا من الآن على تهيئة الأجواء لمباريات فى كرة القدم فقط، لا أكثر ولا أقل.
وإذا لم تكن الجزائر قد وجهت دعوة لأبو تريكة حتى الآن فعليها أن تسارع بتوجيه هذه الدعوة، لأن مشاركة أبو تريكة فى مباراة لتكريم الفريق الجزائرى فى الجزائر من شأنها إزالة الكثير من أجواء الجفاء الموجودة الآن، وقد تفلح فى إنهاء التوتر ووضع الأمور فى نصابها ومنع من يتصيدون فى المياه العكرة من العمل على تعكير مياه العلاقات المصرية الجزائرية مجددا.
نعم ما حدث من الجانبين ومن الإعلام على وجه الخصوص أشعل الحرائق بين مصر والجزائر، لكن آن آوان إطفاء كل هذه الحرائق فورا، فما بين مصر والجزائر لا يمكن اختصاره أو القضاء عليه، وسواء شئنا أم أبينا فنحن معا دائما فى جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى، وفى كل الفاعليات الرياضية الأفريقية والعربية، وهى أحداث لا تتوقف على مدار العام.
لن ندعوا إلى استقبال الفرق الرياضية بالورود، وإنما أتوجه بنداء مخلص إلى كل العاملين فى وسائل الإعلام من البلدين إلى التوقف عن إشعال الحرائق، والتعامل مع الأمور بمنطقية وود، فمصر ليست عدوا للجزائر ولن تكون.. والجزائر لن تتآمر على مصر، لم ولن تفعل.
والأمم الكبيرة فقط هى التى لا تتوقف عند الصغائر وتحولها إلى أزمات كبيرة، فداخل كل بلد أزماته التى تستحق تلاحم الناس للقضاء عليها، والبلدان معا يوجهان نفس الأزمات التى تتعرض لها الأمة العربية وتحتاج إلى التعاون فيما بينهما ومع الدول العربية كافة.. هذا هو الخيار الوحيد للأمم الجادة الواعية وليست التى تتحكم فيها كرة القدم!