احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: ما اجمل الزواج الثانى عند الاقباط (اتركو الاقباط يتنفسون) السبت 19 يونيو 2010 - 2:45 | |
| يبدو أن أزمة الزواج الثاني عند الأقباط ستنتهي بصفقة ما.
الصفقة هي إحدي وسائل الحكم في مصر، والتليفونات أداة إدارة .
هذه علامة من علامات غياب دولة المؤسسات .. واستبدالها بدولة يديرها شخص أو من ينوب عنه بالتليفون.
ماذا دار في التليفون؟
ما طبيعة الصفقة؟
لا أعرف.
كما لا أحد يعرف عدد الأقباط في مصر، بالطبع سوي الكنيسة، لديها دفاتر أحوال مدنية منفصلة ، سر سياسي يضاف إلي أسرار دينية، وعلامة علي تحولات مجتمع يفرز علي الهوية، ويسمي المسيحيين نصاري، ليرسم حدوداً علي أساس ديني، تعلن فيه الأغلبية عن سعة صدرها ورحابتها، بقبول الآخر، الذي يعني في حقيقة الأمر القبول بحقوق الضيافة وليس حقوق المواطنة.
اختفي الأقباط من المجتمع، وأصبحوا رعايا كنيسة، اقتربت من أن تكون «دولة داخل الدولة»، ترك لها النظام إدارة «الأوقاف القبطية» في مقابل «تأمين» 12 مليون قبطي، وهو الرقم الذي تسرب في أحد الحوارات التليفزيونية للبابا.
اختفي الأقباط وراء أسوار معزولة، وفي ظل مجتمع مهووس بمواهب كرة القدم، لم يعد في الدوري المصري لكرة القدم، لاعب واحد قبطي، ولم يظهر لاعب مسيحي في تشكيلة المنتخب الوطني بعد هاني رمزي نجم الفريق المشارك في مونديال 1990.
الهستيريا الإسلامية المشغولة بالسيطرة، قابلتها هستيريا مسيحية تسعي إلي الانسحاب والبحث عن قوة وميزات الجماعات المغلقة.
النظام سعيد بمطالبات مجموعات الأقلية، والمزاج العام طائفي، بدون تنظيمات طائفية، يسأل المتفرج علي إحدي القنوات الدينية الشيخ المتصدي للفتاوي: قتلت بسيارتي شخصاً، لكنه مسيحي، هل له دية؟
الشيخ ابتسم في حكمة وقال له: لا تخش شيئاً يا أخي، ستكون له دية، ولكنها صغيرة جداً.
مزاج يداعب الكفر بالدول الحديثة، والعودة إلي أعراف مجتمعات قديمة، المواطن يتصور أن اتباع القوانين يخرجه عن عقيدته، لتبقي تحت الجلد الحديث للدولة، طبقات متخلفة سرعان ما تنفجر عند أقل احتكاك.
هكذا أصبح الكهنة والقساوسة زعماء طائفيين، بعد سنوات من تحول المشايخ إلي قادة معارضة الدولة الحديثة، يحرضون ضدها وضد علاماتها، بداية من التليفزيون، إلي التعدد الديني، إلي درجة أن جماعات التطرف الإسلامي روجت لضرورة الحصول علي جزية من المسيحيين، واعتبروا أن أموال ونساء المسيحيين غنائم حرب غير معلنة.
هذا المزاج شاركت الدولة في صنعه، خاصة أيام السادات الذي فاجأ الجميع أثناء زيارته للكاتدرائية بطلب سجادة صلاة، وفرد سجادة الصلاة في حضور الأساقفة، وعاد وحكي لمساعديه أنه كان سعيداً باستفزاز البابا.
استعراضات تغذي فكرة الدولة داخل الدولة، والضيوف لا الشركاء، وهي مشاعر تغذي روح الاضطهاد، وتشحنها بشحنات تصنع من العزلة مجالاً للحساسية المفرطة، وترفع شعار «ممنوع من الاقتراب.. منطقة مضطهدين».
هذا ما حوّل أزمة الزواج الثاني إلي مستوي الحرب علي الله، وليست مجرد خلاف بين البابا ومعارضيه (من كنائس أخري أو من مواطنين متضررين) حول شروط الطلاق…، وكما يرفع الإخوان المسلمون في مصر المصحف في وجه الدولة فإن الكنيسة رفعت الإنجيل.. وبدلاً من سيف الإخوان ذرفت الكنيسة دموعها ساخنة.
| |
|