احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: لا أقبل شكله.. فهل أتزوجه خوفاً من العنوسة ؟ الأربعاء 23 يونيو 2010 - 22:45 | |
| سيدتي مشكلتي تكمن في أنني بلغت من العمر 26 عاما وأخاف كثيرا من لقب عانس الذي كاد أن يقترب ، وحالياً تقدم لي شاب عمره 34 عاماً وحالته المادية والاجتماعية ممتازة ، ولكن يعيبه شيء واحد أراه فيه الآن وهو أنه قصير القامة وسمين فأنا أطول منه وأرفع أي الشكل العام بيننا غير متناسق ، بالإضافة إلى أنه مدخن للشيشة ، وأنا أكره ذلك أيضاً فأنا لا أعرفه جيداً ولكن من مقابلة واحدة بيننا عرفت أنه يتحمل المسؤولية وطموح وطيب القلب ، ولكنني غير متقبلة لقصر قامته ولكني أتقبل شخصيته ، ولا أعرف أيهما أهم الشكل العام ونظرتي له كعفاف لنفسي ؟ أم المميزات التي يتمتع بها سواء طيبة كما يقول عليه البعض وكما أنا رأيت في المقابلة والله اعلم ، والحالة الاجتماعية والمادية وكونه جاهز للزواج اخبريني بالله عليك ، ماذا أفعل ؟ الضغوط عليا كثيرة للموافقة ، ولكنني لا أتحمل الشكل العام بيني وبينه ، ساعديني بسرعةمحتارة جداً - مصرصديقتي أهلاً بك ، بلغت عامك السادس والعشرين وتخافين من العنوسة ، أنا لن أناقش معك أنك لا زلت في سن صغيرة نسبياً ، بالقياس لارتفاع سن الزواج في الوقت الحالي ، لكنني ساناقش معك مشكلتك الأسسية وهي العريس الجاهز فأنت مقتنعة به وبمركزه لكنك غير مقتنعة بشكله ، والحقيقة أن الكمال لله وحده وكلنا بنا عيوب ، فانت من الممكن أن تنالي الوسيم جميل الطلعة والمحيا لكنه قد يكون بل مال ولا عمل ولا حتي شهادة ، فانت حين تختارين زوجاً تفكرين في ما انت في حاجة إليه هل تبحثين عن الجوهر أم المظهر ؟ هل تبحثين عن الخلق أم المال ؟ ، والحقيقة أنك لن تنالي كل الصفات امثالية في شخص واحد فلا يوجد علي الأرض ملائكة يمشون علي الأرض ، إنما أنت تختارين ما يتناسب وميولك واحتياجاتك وأمنياتك فيمن تتمنينه زوجاً مع مراعاة الا تكون العيوب جسيمة أو قاتلة أو لا تطاق ، كالعيوب التي تتعلق بالأخلاق والقيم . أما العيوب المتعلقة بالطول والقصر فهي ليست عيوب لأنها صنعة الصانع الذي خلقنا فأحسن صورنا حتي لو لم تروق للبعض ، ولأن قصر القامة أو زيادة الوزن كلها عيوب لا تعيب الرجل فهو ليس قبيح الشكل لكنه فقط غير مناسب لك من وجهة نظره ، رغم كل المزايا التي تحدثت عنه إلإ أنك لم تستطيعي إغفال هذه العيوب ولم تجعلك مزاياه تغضين الطرف عن عيوبه ، بل من الواضح أن هذه العيوب من وجهة نظرك أكبر بكثير من مميزاته الأمر الذي جعلك غير مقتنعة وغير مؤهلة للارتباط به ، لكنك فقط تخافين العنوسة ، وتودين اللحاق بفرصة ربما لن تعرض عليك فيما بعد ، فأنت إن تزوجت به فلن يكون عن قناعة بقدر ما هي من وجهة نظرك فرصة .والحقيقة صديقتي إن مفهوم الزواج كقيمة كبيرة ورباط له قدسيته واحترامه يجعلك تفكرين ألف مرة قبل أن تقرري الموافقة علي الزواج فقط لمجرد الهروب من الواقع أو الرفض بل وتعيدي حساباتك علي أساس سليم لاختيار شريك العمر يختلف عن فهمك كشركة حياتية ورباط له قدسيته هو سبب غير منطقي ومبرر ضعيف صديقتي ابعدي الضغوط عن نفسك ولا تأبهي لكلام الآخرين ولا تقولي إنها آخر فرصة ويجب أن أقبل قبل أن أدخل في طور العنوسة لأن هذه الكلمة صارت الآن بلا معني ولم يعد لها قيمة ، لن يعقل أن تتزوجي من شخص أنت غير مقتنعة به لمجرد الضغوط الكبيرة التي تواجهينها ، فقد توافقين علي الزواج وأنت مضطرة وغير راضية ولن تتحملي مصاعبها لأنه ليس هناك حب أو اقتناع يضطرك لتحمل صعوبات الزواج الذي لن يكون نزهة ترفية في نهر هاديء ، وحينها ستكون حياتك إما حياة كابية فاشلة تتحملينها مضطرة أو تعودين إلي أهلك تحملين لقب مطلقة ، إذا فلنتفق معا علي أن حالك الآن هو الأفضل علي الأقل لأنك ع البر كما يقولون .يكفي أنك تعيشين علي أمل أن تحققي حلم كل فتاة في الزواج الناجح المستقر الذي يحقق طموحك في الحياة التي تحلمين بها أو تتمنينها ، لكن أن تلقي بنفسك في زيجة لا تعلمين معالمها ولم تتضح لك بعد حتى خطوطها العريضة فأنت بذلك تظلمين نفسك ، بل وتظلمين الطرف الآخر معك فهو لا ذنب له إلا أنه اختارك من بين أخريات كثيرات ، ولا يجب أن تحاسبيه علي أن الله خلقه علي هذه الصورة ، إذا كان لك أن تحاسبي أحد فلتحاسبي الصانع وليس المصنوع لأاننا جميعاً صنعة الخالق العظيم ، ومع ذلك فليس من حقك الإجبار أو الاضطرار للموافقة علي الزواج لمجرد الهرب من العنوسة ، والزواج أولا وأخيراً مسألة قبول وتوافق وهما حالتان يبدو أنه لا وجود لهما لديك ، وأن تتراجعي عن قرارك الآن أفضل كثيراً من أن تندمين عليه فيما بعد ، لأنه قرار زواج وليس مجرد وجبة ستتناولينها مرة ويتم هضمها وينتهي الأمر لكنه زواج وقرار عمر وحياة كاملة تتطلب منك التفكير الطويل والجدي للوصول إلي القرار الصائب . | |
|