متى يتحطم الجدار الوهمى بين المغرب والجزائر؟" هذا هو عنوان المقال الذى نُشِرَ بصحيفة "هسبريس" المغربية، حيث دعت جمعية مدنية ناشطة تقع على الحدود الشرقية للمغرب، وبمحاذاة الحدود مع الجزائر، بالتعجيل بفتح الحدود بين الجارين الشقيقين وتجاوز الحسابات السياسية.
وقالت جمعية "التنمية الإنسانية والثقافية بالمنطقة الشرقية بالمغرب" "رياج" إنّه بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لتحطيم حائط برلين، نناشد القوى الحية والمدافعة عن حقوق الإنسان عالمياً بالضغط لتحطيم الجدار الوهمى بين البلدين وإغلاق الحدود الذى يفرق بين المواطنين المغاربة والجزائريين أيضا.
وأضافت "رياج" إنّه برغم العداء الذى خلفه إقدام الحلفاء على معاقبة ألمانيا بإنشاء جدار برلين بسبب الحرب العالمية الأولى والثانية، وبعد ثلاثين سنة من التفرقة والمعاناة، قرر الشعب الألمانى تحطيم الجدار وليس السياسيين.
وخاطبت الجمعية المسئولين السياسيين بالبلدين متسائلة عن وجود أى دروس مستفادة من تحطيم جدار برلين، مذكرة بالروابط المتينة التى تجمع بين البلدين، ومنها الأواصر الدموية، التى تتجاوز الحدود السياسية.
وختمت الجمعية نداءها بالقول: "وإلى حين يأتى اليوم الذى يتحقق فيه بشكل ملموس المغرب العربى، يبقى من الواجب رفع معاناة الشعبين وفسح المجال للتواصل الإنسانى بينهما".
ومن جهة أخرى، قامت صحيفة "العلم" المغربية باستطلاع للرأى حول ما إذا كان القارئ يساند فتح الحدود أم لا، فكان النصيب الأكبر للرفض، حيث بلغت نسبة المؤيدين 46% فى حين بلغت نسبة الرافضين 52% و2% من القراء لا يهتمون بالقضية.
يذكر أنّ وفداً وزارياً مغربياً كبيراً توجه يوم السبت الماضى إلى العاصمة الجزائرية للتعبير عن "تعازى" الملك محمد السادس إلى الرئيس بوتفليقة إثر وفاة شقيقه "مصطفى بوتفليقة".
وقد نشأ النزاع بين البلدين بسبب ملف الصحراء الذى يُعتَبر أحد أعقد الملفات التى تساهم فى توتر العلاقة بين البلدين الجارين، إذ فى الوقت الذى يتهم فيه المغرب الجزائر باحتضانها ودعمها لقادة "البوليساريو" تقول الجزائر إنها ليست طرفاً فى النزاع إلا بمطالبتها بحق "الشعب الصحراوى" فى الاستفتاء من أجل تقرير المصير.
وكانت الجزائر قد رفضت دعوة المغرب لإجراء حوار مباشر حول الصحراء، كما تشترط لفتح الحدود حلا شاملا للخلافات العالقة بما فيها النزاع فى الصحراء.
كما أغلقت الحدود البرية بين البلدين فى 1994 إثر تفجير فى مراكش نسبته الرباط إلى أجهزة الاستخبارات الجزائرية.
وقررت الرباط فى حينه العمل بنظام منح تأشيرات دخول الى المواطنين الجزائريين الراغبين بزيارة المغرب. وردت الجزائر بإغلاق الحدود مع المغرب.
وألغى المغرب تأشيرات الدخول للجزائريين عام 2005 وردت الجزائر بالمثل، إلا أن الحدود بقيت مغلقة بين البلدين.