دثريني شعر
السيد عبد الجابر
البرد يجتاح تكويني ورياح اليأس تبعثرني
تقذفني في رحم امرأة
أولد أشلاءً لجنينِ
الموت سحابا ببلادي يسقط أمطاراً من يأس
فيشب الزرع بخارطتي
غرس من العلقم غٌصت به أحْلاق الرجال
فقئوا عيون الطفل بأحقاد رصاصٍ
وغرسوا الذل ببلادي
فصارت المهانة سحابات
تٌمطر بالواحة والوادي.
صار الأطفال أشلاءً تسكن خاطرتي
قٌتل الأبطال كصقور اصطادتها الجرذان بالنبال
بأشلاء عيني رأيت المجد مغصوبا على أمره
وأرض العروبة أنهارا من الدماء تجرى
و مساجد حوطها الصمت فتأن القبلة
ودمعة الأَذان بعيني تسري
.........................................
دثريني برداء العزة والمجد
دثريني بصليل السيف وصوت الرعد
لعل مجدي الغائب يأتي
فأنا أبن خالد وعمي عقبة وجَدي خيرة الأخيار
أنا نصل سيفك البتار
ولدت على نصل السيوف ولما صار عمري من الأيام سبعا
دقوا الهون فسمعت صوت الدق بأذني صليلا
وجدي بساحة الشهامة يزأر
فتملأ الخيول الميدان وثبا و صهيلا
غٌذيت من شهد الكرامة لبنا
فصار قلبي إلى العلياء دليلا
والشمس إذا ما ساد الظلام بأنحاء البرايا
اقتبست من قناديلي وهجا
وشقت لها من عيني إلى النور سبيلا
والآن بعد العمر أبكى كالنساء بل أشد منهن عويل
أبكى كأس الرجولة المسكوب بكل أقطار العرب
والطم خدي بأيدٍ مزقها التعب
أرى نسائي تٌسبى فلا أٌحرك ساكنا
وطفلي يرسم حلما للبراءة داكنا
تٌغطيه غشاوة حاضر أقتم من الليل البهيم
دثريني
يا أيتها التي من نسلها وٌلد الضياء
والشمس تشرق من طرف ردائها
وتغيب فيه إذا ما جن المساء
دثريني لعلني أٌشفى من داء المهانة
فأصير وهجا يسمو إلى العلياء
فالموت أهون من أن أكون مٌسخ رجل
أو أمسح من القلب الفتي قوامة
فأصير طفلا تهدهده النساء