احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: لماذا ينجح الطالب الأزهري في امتحان القرآن بالغش؟! الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 12:29 | |
| الطالب دون غش..زي العصفور دون عش»..يبدو أن هذا الشعار قد رفعه طلاب مصر كلهم بلا استثناء حتي طلاب المدارس وطلاب الأزهر الذين ظلوا يسمعون ويرددون منذ صغرهم الحديث الشريف: «من غشنا فليس منا».
الأغرب أن طلاب الأزهر لم يكتفوا بالغش في امتحانات الكيمياء والفيزياء والإنجليزي مثل كل طلاب مصر ولكنهم ابتدعوا وسائل خاصة بالأزهريين للغش في امتحان القرآن الكريم.
فلا تتعجب إذا عرفت أن البنات يستخدمن الحجاب لإخفاء سماعة الموبايل التي يمليهم أحد الآيات من خلالها، وأن الأولاد في المقابل يقومون بتثبيت السماعة في «كم القميص»، وأن امتلاك طالب أزهري لمصحف في حجم عقلتي الإصبع أمر يحسده عليه زملاؤه لأنه «هيعمل شغل في اللجنة».
من جانبه يري الدكتور عمار علي حسن - رئيس قسم الأبحاث بوكالة أنباء الشرق الأوسط، المتخصص في دراسات الحركات الإسلامية - أن فهم القرآن وإدراك معانيه أهم من حفظه ويقول: الطالب يستخدم ما هو موجود في المجتمع من «فهلوة» واستهتار وغش ليمر من الامتحان ولكن يجب أن ننتبه حتي لا نقع في خطأ التعميم من جهة وألا نتصور أن الأزهر والدراسة الدينية تخلق ملائكة من جهة أخري وأن نضع الطالب الأزهري داخل سياق المجتمع الفاسد الذي هو جزء منه.
ويكمل قائلا: القرآن موجود في المصحف وأغلب الصحابة لم يحفظوا القرآن كله وسيدنا عمر بن الخطاب علي ما كان عليه من عدل ووعي لم يكن يحفظ القرآن كاملا ولكنه كان يعيه جيدا ويطبق أحكامه وهذا هو المهم أن تتم دراسة القرآن الكريم كمنهج لتغيير الحياة لا كمادة يجب حفظها لأداء الامتحان فيها والحصول علي الشهادة فلابد أن نقيس سلوك الطالب الأزهري قبل تلقيه الدراسة الدينية وبعدها فإذا حدث اختلاف في سلوكه المرتبط بسلوك المجتمع الفاسد تكون الدراسة الدينية أتت ثمارها بالفعل أما إذا رأينا السلوك لم يتغير وأن الطالب يلجأ إلي سلوكيات خاطئة بلا وازع ديني «تبقي كارثة»، وأنا أري أنه لابد من قلب المسألة في الدراسة الأزهرية التي تلزم الطالب بحفظ القرآن كاملا بينما تلزمه بدراسة تفسير بعض السور فقط حيث يكون الإلزام بدراسة تفسير القرآن كاملا وحفظ بعضه.
الدكتور محمد وهدان- الأستاذ بجامعة الأزهر- يري أن الغش في امتحان القرآن مشكلة حقيقية وظاهرة سلبية مضيفاً قوله: نواجه هذه الظاهرة للأسف حتي في الجامعات لأن الطالب يدخل الجامعة وهو لم يحفظ القرآن بالمدرسة بل نجح في الامتحان بالغش، ونحن نحرص علي أن يكون الطالب الأزهري حافظا للقرآن الكريم.
وعن وسائل الغش في امتحان القرآن يتحدث الطالب محمد خالد- طالب بكلية علوم جامعة الأزهر-: كنت طالبا بمدرسة أزهرية وشاهدت بنفسي طلابا يضعون مصحفا في الحمام حتي يتمكنوا من اللجوء إليه أثناء الامتحان بحجة دخول الحمام وهذه الطريقة تحدث مع باقي المواد أيضا بالإضافة إلي الغش بالمحمول عن طريق تثبيت سماعة في «كم القميص» بالخيط أو الغش من مصحف صغير جدا في حجم عقلتي الإصبع أو المصحف الموجود علي التليفون المحمول غير الطرق العادية مثل: النقل من الطالب الذي يجلس أمامه أو بجانبه، وذلك لأن الطلاب وأنا منهم نحمل هم امتحان القرآن لأنه يحتاج إلي موهبة الحفظ التي لا يمتلكها جميع الطلاب ولا نستطيع كتابة المعني أو ما نفهمه وكثيرا ما نقف «علي كلمة» لو عرفناها أكملنا الآيات، ومازلت أشاهد الطرق نفسها في الجامعة وأعرف أنها مازالت تمارس في المدارس، وأتمني أن يكون الاهتمام الأكبر بفهم القرآن لا بمجرد حفظه فقط.
| |
|