احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: «أبواب جهنم» بقلم/احمدشعلان الخميس 4 نوفمبر 2010 - 0:05 | |
| [img] https://alomah.yoo7.com/[/img] ما نواجهه ليس مشكلة. ولا أزمة. ولا قضية معقدة أو شائكة. لسنا امام استحقاق يمكن تأجيله. او تجاهله. او تركه لطبيب اسمه الوقت. لسنا امام خلاف عابر ليمكن التغلب عليه بالعتاب وهو صابون القلوب. او بالعناق والتحلق حول مأدبة دسمة. او بعبارة عمومية من قمة عربية. او جملة لماحة لأمين عام جامعة الدول العربية. لسنا امام غيمة سرعان ما تكشحها رياح التضامن والتكافل. ويقظة الود بين افراد الأسرة الواحدة بعد موسم الخناجر. او بإرغام الصحف على تغيير اتجاه مانشيتاتها. او بضخ التفاؤل والابتسامات على الشاشات. ليتنا كنا امام ازمة من هذا النوع. قبل سنوات كنت استغرب واستفظع حين يهدد بيان لمنظمة بفتح «ابواب جهنم». وكان يراودني الشعور نفسه حين اسمع سياسياً متحمساً يدعو خصومه الى الانصياع لإرادته كي لا تنفتح «ابواب جهنم». وكنت اعتبر هذا النوع من التهديدات اسلوباً في التهويل وضرباً من المبالغة. ففتح «ابواب جهنم» يحتاج الى قدرات غير عادية وظروف مأسوية. ثم ان الإمساك بمثل هذا النوع من المفاتيح لا يخدم قضية ولا يلمع صورة. لا اريد القول ابداً انني قدمت طلب انتساب الى من يعدون الناس بـ «ابواب جهنم». لكن يخالجني شعور ان المنطقة مهددة بالانزلاق نحو مناخات من هذه القماشة. اكتب ذلك لأن مهنتي تلزمني بمعايشة الأخبار في هذا الجزء الممتع من العالم والذي يسمى الشرق الأوسط. وهي تلزمني احياناً بالنوم في عواصم مضطربة او مرشحة. وبعدم الاكتفاء بالإجابات الرسمية على اسئلتي. وبالسعي الى جس النبض الفعلي للمواطن العادي في البلدان التي ازورها. وللأسف فإن البلدان السعيدة لا تغوي الصحافي ولا يدرجها على لائحة زياراته. يراودني شعور اننا في اسوأ وضع عربي عرفه جيلنا. انه اخطر مما كان عليه حين اندلعت الحرب العراقية - الإيرانية في 1980. وأخطر مما كان عليه في 1982 يوم غزت اسرائيل لبنان واحتلت للمرة الأولى عاصمة عربية. واسوأ مما كان عليه يوم اجتاح نظام صدام حسين الكويت وهبت عليه «عاصفة الصحراء». وأخطر مما كان الوضع عليه حين اقتلعت الآلة العسكرية الأميركية نظام صدام في 2003 بمزيج من الغرور والتهور والجهل. اننا في وضع اكثر خطورة من ذلك الذي استشعرنا به لحظة وقوع «غزوتي نيويورك وواشنطن» في 2001. من حقك عزيزي القارئ ان تتهمني بشيء من المبالغة او الكثير منها. لكن دعنا نقرأ بعض الأحداث. ألم يستوقفك مهرجان السيارات المفخخة في بغداد اول من امس؟ ألم تسأل نفسك عن معانيه الأمنية وتوقيته ومخاطره لجهة السعي الى ايقاظ العنف المذهبي وسط الانسداد السياسي الحاصل؟ وماذا عن مذبحة الكنيسة في اليوم السابق وقرار معاقبة عراقيين بسبب انتمائهم الديني وبذريعة الرد على الأقباط في مصر؟ ألم يستوقفك ايضاً ترف السياسيين العراقيين وإنفاقهم ثمانية شهور في البحث عن حكومة وكأنهم يعيشون في ظل المؤسسات السويدية وليس في صلب البركان العراقي؟. ألم تستوقفك عزيزي القارئ اخبار الطرود اليمنية وصور العولقي على الشاشات الدولية، والعزلة التي قد تصيب اليمن، والكارثة التي ستحدق بالمنطقة اذا نجحت «القاعدة» في التحصن في كهوف التضاريس الصعبة وكهوف التركيبة السكانية والاجتماعية الصعبة؟ وماذا لو اختارت اميركا مثلاً مواجهة الخطر الوافد من اليمن على ارض اليمن نفسها؟ ألا ينذر ذلك بفتح «ابواب جهنم»؟. حديث «ابواب جهنم» مفتوح ايضاً في لبنان. هناك من يعلن ان صدور القرار الظني لن يفتح باب العدالة بل «ابواب جهنم». وواضح ان المؤسسات اللبنانية على اختلافها تتعرض لضغط شديد قد لا تقوى على احتماله. وهناك من يقول ان الأبواب نفسها ستفتح اذا لجأ معارضو صدور القرار الى القوة ووقف الجيش اللبناني متفرجاً وأن الجيش قد يخسر وحدته وهيبته معاً ما يسهل اطلالة «القاعدة» على المسرح اللبناني حاملة معها مشروعاً لفتح «ابواب جهنم». يمكن الحديث عن ساحات اخرى تتجمع فيها نذر الانهيارات والأخطار. المأساة هو اننا نتعامل مع وضع بالغ الخطورة بأساليب عادية. يمكن القول اننا نعالج السرطان بالأسبرين والنتائج معروفة
| |
|