عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: محللون: إسرائيل مصدر تهديد للأمن القومي المصري السبت 6 نوفمبر 2010 - 2:59
][/url] يجمع عدد من المحللين السياسيين على أنه يحدث يوما أن تجذر العداء بين حركة حماس وأي دولة عربية أخرى وخاصة مصر. ويرى كثيرون أن التحالفات السياسية تنبني على المصالح المشتركة والعدو المشترك وليس على حسن النوايا والعلاقات العامة، بينما يشعر آخرون أن لإختلاف البرامج يتحدث الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان "للامة" عن طبيعة العلاقة ما بين حركة حماس والحكومة المصرية، فيقول إن حماس في قطاع غزة والضفة الغربية هي امتداد لحركة الإخوان المسلمين، ويوضح: "هناك معسكران، وهما معسكر الإعتدال "مصر والأردن والسعودية" ومعسكر الممانعة الذي يتكون من "إيران وسوريا وبعض الحركات السياسية كحزب الله وحماس"، وهناك خشية من القيادة المصرية أن يتم تحويل هذه العلاقة إلى أبعاد سياسية تُستخدم بها حماس ورقة في إطار الصراع الإقليمي بين المحورين في الوطن العربي على حساب الإستقرار والأمن المصري". ومع ذلك يرى أبو رمضان بأنه لم يتضح أن حماس تستهدف أيًا من الأنظمة العربية، ويضيف: "تعلن حماس أن وجهتها هي الإحتلال وترفض التدخل في شؤون البلدان العربية، ولكن علاقة حركة حماس مع بعض البلدان على المستوى الإقليمي هي من يثير حالة من القلق لدى القيادة المصرية، كعلاقة حماس مع كل من إيران وسوريا". ويقول أبو رمضان إن حماس تدرك البعد الجيو سياسي في العلاقة مع مصر، ويشير: "إذا توترت هذه العلاقة فإن مستقبل حماس في قطاع غزة سيكون صعبا خاصة أنها البوابة الوحيدة التي تربط قطاع غزة بالوطن العربي والعالم، وحماس تدرك ذلك، وهي حريصة على أن تكون العلاقة قائمة على الثقة المتبادلة". ويرى أنه ليس سهلا أن تحصل حماس على هذه الثقة نتيجة العلاقة التاريخية المتوترة بين حركة الإخوان المسلمين والقيادة الرسمية المصرية، ويقول: "تسود حالة من التوتر والقلق في الأوساط الرسمية المصرية في ما يتعلق بتوجهات حركة حماس وذلك بسبب الإرتباط العضوي والفكري بين حركة حماس وقيادة حركة الإخوان المسلمين، وهذا هو سر حالة عدم الثقة من قبل القيادة المصرية تجاه حركة حماس". ويذهب أبو رمضان ليستدل على حسن النوايا في العلاقة بين مصر وحماس فيقول: "الموقف المصري مؤخرا كان موقفا إيجابيا خلال اللقاء الذي تم بين عمرو سليمان وخالد مشعل في مكة". ويتابع: "هناك مبادرة إيجابية من قبل مصر، حيث إنها سمحت لحركة حماس أن تتفق على ورقة تلحق في ورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية على الرغم من أن القيادة المصرية كانت تصر بأن يتم التوقيع على الورقة المصرية كشرط لأي مصالحة". ويؤكد أبو رمضان أن الخطر الذي تواجهه مصر هو إسرائيلي، فيقول: "إسرائيل هي التي تستهدف الأمن القومي العربي، وبالتالي هناك محاولة من قبل الإسرائيليين وربما الأميركيين بتضخيم بعض العمليات التي تتم في جنوب مصر لدعم حركة حماس بالعمليات والسلاح، وتحاول أن تصوره أنه شيء كبير وربما يؤثر في الأمن المصري". ويتابع قائلا: "لكن الذي يؤثر في الأمن القومي المصري هي إسرائيل التي تستهدف مياه نهر النيل من خلال تحالفاتها مع بعض الأطراف في أفريقيا من أجل تجفيف هذه المياه، وإسرائيل تنظر بأن جنوب مصر "سيناء والعريش" يجب أن تكون مناطق محظورة تحت مبرر الحفاظ على الأمن الإسرائيلي". ويعتقد أبو رمضان أن إسرائيل تلعب على المتناقضات وتحاول أن تفجر العلاقة بين حركة حماس ومصر من أجل تحقيق أهداف سياسية، وحرف أنظار الناس عن أطماعها الأخرى في الوطن العربي. إسرائيل مصدر التهديد الإستراتيجي لمصر إبراهيم حبيب باحث ومتخصص في شؤون الأمن القومي يقول في حديثه "لإيلاف" إنه إذا كانت حماس تشكل تهديدا أمنيا على مصر فيجب أن يُرى أثر هذا التهديد الأمني على النظام المصري، ويتساءل: "هل حماس تفتعل مشكلات في الوطن وفي الداخل المصري، وهل حماس تعبث بسيناء، وهل هناك عمليات تحدث داخل القطر المصري وتزعزع حالة الإستقرار، رغم تهريب السلاح الذي يأتي للمقاومة الفلسطينية التي تشكل خط الدفاع الأول عن مصر ". ويتابع قائلا: "إذا كان التهديد الذي يدعيه البعض عسكريا ضد مصر، فهل حماس تملك جيشا لاحتلال مصر، وهل لحماس أطماع لاحتلال سيناء كما يدعي البعض، بالتأكيد هذا كلام سخيف، فحماس هي من يدافع ويقف في خط الدفاع الأول لحماية تراب سيناء لتبقى مصرية". ويتساءل حبيب عن طبيعة التهديد الإقتصادي الذي تشكله حماس على مصر، فيقول: "حماس تدعو إلى ربط الإقتصاد الفلسطيني بالإقتصاد المصري، وهذا مطلب وطني وقومي لأنه ببساطة حجم التبادل التجاري بين قطاع غزة وإسرائيل يقدر بثلاثة مليارات دولار". ويضيف: "إسرائيل لا تتحمل أي أعباء لاحتلالها قطاع غزة والضفة الغربية، ما يعطي ميزة للإحتلال بأنه يستخدم أراضي السلطة الفلسطينية كمركز تسوق رئيس مفتوح لتسويق بضاعته، وحماس تطرح ببساطة أن يستفيد المصريون من هذا المبلغ لينشطوا بضاعتهم ونعمق أواصر الترابط بيننا وبين الشعب المصري". ويؤكد: "سنبقى سعداء لو فتحت المعابر التجارية مع مصر، ونريد أن نستثمر قوانا المشتركة، فهناك سوق تجارية كبيرة في قطاع غزة يقدر بسبعة آلاف شاحنة يمكن أن يستخدم على مستوى النقل المصري والعربي، وهناك الكثير من نقاط الإلتقاء يمكن الإستفادة منها نحن والإخوة المصريون بغض النظر عن الخلاف السياسي". ويرى حبيب أن من مهمة الدولة أن تبحث عن مصلحتها وأن ذلك ليس عيبا، ويقول: "رغم العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلا أن الجهتين لديهما جواسيس على الآخر، فعمل المخابرات هو عمل للحصول على المعلومة مهما كانت وبالتالي هذه مصلحة وطنية نحن نقرها، ولكن إذا كانت هذه المصلحة تشكل خطرا على الأمن القومي المصري فلا نقبل ذلك لأننا حماة للأمن المصري".
ويقول حبيب انه رغم حالة الإختلاف السياسي والعرقي واللغوي في دول أوروبا إلا أنهم يتحدون اليوم في إطار إتحاد أوروبي واحد يجمعه منطق المصلحة، ويبين: "نحن يوحدنا التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة والعدو المشترك وبالتالي نحن الاولى بالوحدة". ويضيف: "الحدود بين فلسطين ومصر وهمية وقد صنعها الإحتلال، ونحن لا نقر بها بل نتعامل معها كأمر واقع". ويشير حبيب إلى ما تذكره المؤسسات المصرية الرسمية وغير الرسمية في ما يتعلق بإسرائيل فيقول: "كل مؤسسات الدراسات الإستراتيجية وصانعو القرار في مصر، ومؤسسات الجيش ومنها مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للقوات المسحلة المصرية يقول إن مصدر التهديد الإستراتيجي للأمن القومي المصري هو في المقاوم الأول إسرائيل". ويتابع: "بينما مراكز صنع القرار والإستخبارات في إسرائيل تقول إن مصدر التهديد الإستراتيجي لإسرائيل في هذه المرحلة وجود حماس في الحكم". ويحلل حبيب هذه النتيجة فيقول: "لذلك إذا كانت إسرائيل هي مصدر التهديد الإستراتيجي لمصر، وحماس هي مصدر التهديد الإستراتيجي لإسرائيل فمن المفترض أن تكون حماس خادمة للأمن القومي المصري لأنها تستنزف القوى الإسرائيلية وإسرائيل تستنزف القوى المصرية". حماس حامية للأمن القومي المصري وتقدم خطابا متوازنا من جانبه يرى الدكتور وليد المدلل أستاذ العلوم السياسية أن المواقف المصرية تجاه حماس محكومة بالعلاقة ما بين الحكومة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين بمصر، ويضيف: "العلاقة بين حماس ومصر تأثرت لأن الحكومة المصرية تعتبر حماس امتدادا لحركة الإخوان المسلمين، ولأن مصر تعتبر وجود حركة حماس في غزة هو بمثابة قوة إضافية إلى جانب المعارضة في مصر". ويقول المدلل إنه تم اتهام حماس من قبل البعض بأنها لا تقف الموقف المطلوب حيال ما يعتبره البعض انتهاكات مصرية بحق الفلسطينيين، ويتابع: "رغم ذلك بقيت حماس مقدرة لعلاقتها مع مصر، وتعتبرها علاقة استراتيجية ولا يمكن التضحية بها تحت أي ظرف من الظروف وحتى في الظروف المتوترة". ويؤكد أن هذه العلاقة ليست طارئة وإنما هي ضرورية للمصير الفلسطيني، ويبين: "الجميع يحرص على العلاقة مع مصر وليس حماس فقط، وكذلك مصر بحاجة إلى حماس وقوة داعمة لها في منطقة حدودية حساسة هي الأقوى بالنسبة لها، والعكس صحيح". ويضيف: "حماس تعتبر مصر القدر الجغرافي الذي لا يمكن الفكاك منه، وعلاقة حماس بمصر أكثر من كونها جوارا فقط بل هي علاقة مصير". ورغم ذلك يبين المدلل قائلا: "لم تقرأ مصر نجاح حركة حماس في الحكم بأنه قوة دفع أو رصيد لها على الرغم من كل التطمينات التي قدمتها حركة حماس والتي جاء فيها أن حماس لا تهدد الأمن القومي المصري، وإنما هي حامية له، وقد أثبتت حماس ذلك على الأرض". ويشير إلى أن حماس تقدم خطابا متوازنا تجاه مصر يمجدها ويعتبرها شقيقة كبرى، وأنها هي من تقود النضال العربي ضد إسرائيل وهي التي تقدم التضحيات الكثيرة، ويضيف: "لو رجعنا إلى كل ما كتب في الآونة الأخيرة من حماس تجاه مصر سنجد أنها خطابات متزنة وملتزمة ومنضبطة، وتقدم العلاقة مع مصر على غيرها من الاعتبارات". ويتحدث المدلل عن التباينات التي شكلت قيدا في العلاقة بين مصر وحماس فيقول: "موقف حماس من العملية السلمية هو موقف معارض، وذلك على عكس مصر التي لها موقف آخر من عملية السلام". وأخيرا يقول المدلل إن السياسة لا تتعاطى كثيرا مع الأمنيات ولكنها تتعاطى مع ما هو موجود على أرض الواقع، ويرى أن التحالفات السياسية تنبني على المصالح وليس على حسن النوايا.