احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047
الموقع : جريدة الامة
تاريخ التسجيل : 24/09/2008
 | موضوع: انذار شديد اللهجة للحكومة بقلم/ احمد شعلان  الإثنين 8 نوفمبر 2010 - 1:24 | |
| [img] https://alomah.yoo7.com/ [/img] تحول خطير في تحرك الشارع المصري ضد الحكومة ..ظهرت ملامحه في الاشهر الاخيرة وبشكل خاص اعتبارا من شهر مايو الماضيفلم يعد الشعب يكتفي بالصمت وكظم الغيظ كما ظل عليه الحال علي مدي عقود طويلة او تنظيم وقفات احتجاجية سلمية كما حدث في السنوات الاربع او الخمس الماضية وانما اصبح يهدد يتوعد ويمسك بادوات بمكن ان تتسبب في احداث كوارث وفوضي مدمرة مثل الظاهرة التي اراها تحولا خطيرة في المعارضة الشعبية لسياسات الحكومة واعني ظاهرة قطع الطرق وايقاف حركة المواصلات ومايصاحبها من استخدام الفئوس والعصي والشوم واشعال الحرائق والسيارات .. وهي الظاهرة التي لم يلتفت اليها الخبراء والباحثون والمحللون السياسيون والاجتماعيون رغم خطورتها وحتي لايتهمني البعض بالمبالغة اعرض بعض صورة عمليات وحوادث قطع الطرق من مختلف ربوع مصر التي وقعت في الاشهر الاخيرة حتي نتاملها جيدا لعلنا ندرك معانيها ولعل الحكومة تأخذ الامر علي محمل الجد قبل فوات الاوان ففي الاسبوع الماضي وبالتحديد يوم الاربعاء خرج بضع مئات من اهالي قرية رحيم بمركز سنورس بالفيوم ، والغضب بتملكهم من الحكومة وافعالها ، وقاموا بقطع طريق الفيوم – القاهرة احتجاجا علي اهمال الحكومة لمطالبهم بتحسين حالة الطريق واقامة مطبات صناعية واحكام الرقابة المرورية وهو ماتسبب في وقوع حادث تصادم بين سيارتين، أسفر عن مصرع واصابة 17 عاملاً بأحد المصانع بالمنطقة الصناعية بكوم أوشيم، وتمكنت قوات الشرطة من إعادة الهدوء والحركة المرورية للطريق بعد ساعتين من النقاش مع الاهالي (احداث طناش ) هذا السلوك لم يكن الاول في ظاهرة قطع الطرق التي عمت مصر من الشمال الي الجنوب ومن الشرق الي الغرب ، ففي مايو الماضي قام أهالي قريتي «جزيرة محمد» و«طناش» بقطع الطريق الدائري في المسافة بين مخرجي الوراق والقومية العربية احتجاجاً علي قرار الدكتور أحمد نظيف- رئيس مجلس الوزراء- بضم جزء من «جزيرة محمد» و«طناش» لـ 6 أكتوبر بدلاً من الجيزة، وقام الأهالي عقب الخروج من صلاة الجمعة بالجلوس علي الطريق الدائري حاملين الفئوس، ومنعوا السيارات من المرور، وقالواإنهم يرفضون قرار «نظيف» بضم جزء من القريتين لـ 6 أكتوبر بدلاً من الجيزة واوضحوا انهم ارسلوا خطابات لوزير التنمية المحلية ورئيس الوزراء يطلبون منهما ضم «جزيرة محمد» و«طناش» إلي محافظة الجيزة بناء علي طلب الأهالي والأجهزة المحلية والشعبية، إلا أن القرار صدر متجاهلاً رغبة المواطنين. وأضافوا أن القرار أحدث بلبلة كبيرة لدي المواطنين، حيث قسم المناطق المتنازع عليها إلي قسم بحري يتبع الجزء الغربي أكتوبر، بينما يتبع الشرقي الجيزة، ورفض الأهالي تنفيذ هذا القرار واعترضوا عليه، واشاروا الي استعدادهم لرفع دعوي قضائية ضد «نظيف» بتوقيع من 25 ألف أسرة. ( ثورة الصعايدة ) وفي سوهاج قام اهالي قرية بني هلال التابعة لمركز المراغة بالتجمهر لأكثر من ست ساعات متواصلة ووصل عددهم أكثر من 900 مواطن وقاموا بقطع طريق مصر - أسوان الزراعي، وذلك عقب اصطدام مركبة أجرة من نوع «ميكروباص» بدراجة بخارية أمام القرية من الجهة البحرية. وأدى الحادث إلى مقتل سائق الدراجة البخارية، و أقدم أهالي القرية على إشعال النار بعدد من إطارات السيارات، ورشق سيارات الشرطة بالحجارة وزجاجات المياه الغازية.. ولم تتمكن قوات الشرطة من تفريق المواطنين إلا عن طريق استخدام القنابل المسيلة للدموع بعد رفض الأهالي الامتثال لتعليمات قوات الأمن بفض التجمهر وفتح الطريق للسيارات المارة من الاتجاهين، بل وإقدم الاهالي على الاعتداء على سيارات الشرطة برشقها بالحجارة. وأدى هذا الاعتداء إلى إصابة ضابط من شرطة المراغة ومجندين بإصابات خطيرة نقلوا على أثرها إلى مستشفى المراغة المركزي. ولقد جرى تمشيط القرية وتوقيف 40 متهما بعد فرار المئات إلى داخل الزراعات، وتولّت نيابة المراغة التحقيق. . وفس الأهالي قيامهم باعمال الشغب بانها وسيلة لاجبار المحافظة علي اقامة مطب صناعي امام مدخل القرية واتخاذ الوسائل الكفيلة لمواجهة تهور السائقين وزيادة حوادث الطرق لكن الحقيقة ان الناس غاضبون وينتهزون اي فرصة للتعبير عن غضبهم ( قطع الطريق الدولي ) وفي محافظة كفر الشيخ تكرر المشهد وان اختلف السبب فقد قام عدد كبير من أهالي القرى التابعة لمراكز الحامول والرياض التابعة لمحافظة كفر الشيخ في مايو الماضي بقطع الطريق الدولي الساحلي الواصل من كفر الشيخ إلى بلطيم. وجاء قطع الاهالي للطريق احتجاجا على عدم وصول مياه الري إلى أراضيهم منذ فترة كبيرةوانحصارها عن مساحات كبيرة مما يهدد بتلفها. ورفض الأهالى مرور السيارات وطالبوا بحضور المسئولين عن قطاع الري بالمحافظة لحل مشكلتهم. ( طريق مظلم ) وفي الدقهلية في شهر اغسطس الماضي تجمهر حوالي ألفي مواطن من قرية الروضة التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية على الطريق الدولي الساحلي في الساعات الأولى من الصباح وقطعوه لمدة 6 ساعات، بعد مصرع وإصابة 7 من القرية في حادث تصادم. وأشعل الأهالي النيران على الطريق، ووضعوا الحجارة لمنع مرور السيارات، كما حطموا سيارة قوة الشرطة التي حاولت فض التجمهر. وأكد الأهالي أنهم قطعوا الطريق بسبب تكرار الحوادث عليه منذ عامين بسبب إطفاء أعمدة الإنارة، وعدم استجابة محافظ الدقهلية لمطالبهم بإنشاء نفق للعبور، كما رفض ثلاثة طلبات لمحمد عبد الباقي، عضو مجلس الشعب عن دائرة طلخا بإقامة كوبري بحجة عدم وجود ميزانية. ( ظاهرة خطيرة ) السلوك اصبح ظاهرة جديدة في المجتمع المصري ، تحمل مدلولات خطيرة ، فكما اطلق موظفو الضرائب العقارية من مختلف المحافظات قبل بضع سنوات ، ظاهرة الاحتجاجات والاعتصامات السلمية ، باصطحابهم زوجاتهم وابنائهم والمبيت علي ارصفة مجلس الوزراء والشعب والشوري للمطالبة بضمهم الي وزارة المالية ومساواتهم بزملائهم في ديوان عام المصلحة بالقاهرة ، ولم يبرحوا اماكنهم الا بعد ان صدرت تعليمات الي وزير المالية بعقد لقاء معهم ومناقشة طلباتهم ، وهو ماتم فعلا حيث التقي بهم الوزير في مقر معهد الصيارفه بالزيتون واستجاب الي طلباتهم جميعا بعد ان كان يرفض قبل ذلك مجرد الاستماع اليهم ويردد للمقربين منه ومستشاريه : محدش يلوي ذراعي . فماذا يمكن ان نسمي تحول موقفه من الرفض التام الي الاستجابة التامة بعد ذلك . لذا كان من الطبيعي ان تتوالي الحركات الاحتجاجية بعد ذلك من المعلمين وخبراء وزارة العدل وهيئات التمريض والعديد من فئات المجتمع ومنها العاملون في مراكز المعلومات التي استمرت احتجاجاتهم عدة ايام حتي استجابت الحكومة لمطالبهم الاسبوع الماضي ( حكومة لاتملك قرارها ) المضحك ان الحكومة التي لاتملك قرارها ، كما يبدو ، ولاتتحرك الا بالامر ، حولت ظاهرة الاحتجاجات والاعتصامات الي صفحة النجاحات التي تدعيها وتنسبها لنفسها ، حيث وصفتها انها تعكس حالة الحراك السياسي والاجتماعي التي شهدها المجتمع المصري ، بعد التعديلات الدستورية التي تمت قبل الانتخابات الرئاسية الماضية ، اضافة الي اتساع مساحة الحريات العامة ، وهو مايحسب لها لا عليها !! قد يكون الوصف صحيحا ، لكن مالم تذكره الحكومة ان الاحتجاجات والاعتصامات لم تأت باذن الحكومة وانما رغما عنها ، اي ان هذا السلوك الاحتجاجي انتزع انتزاعا من الحكومة التي مازالت تعتبر تجمع اكثر من ثلاثة اشخاص تجمهرا يرفضه القانون !! كما تكشف الظاهرة ايضا ان الحكومة الحالية التي تقبع علي انفاسنا منذ ست سنوات ، لاتتحرك لمصلحة الشعب وفق خطة مدروسة ، وانما تتحرك كرد فعل للاحتجاجات والاعتصامات ، بمعني آخر انه لو لم يتحرك موظفو الضرائب العقارية ماشعر بهم احد ، وعلم احد في الحكومة او حتي في اوساط الشارع المصري ، ان هناك موظفا حكوميا يتقاضي 160 جنيها شهريا فقط !! ( اشارة خطيرة ) لقد اعطت الحكومة اشارة بالغة الخطورة الي المصريين جميعا ، مفادها انه لن تتحقق اي مطالب شعبية الا بالاحتجاج والاعتصام ، وان من يريد شيئا عليه بالاعتصام علي ارصفة شارع القصر العيني امام مقار مجالس الوزراء والشعب والشوري ، اي بالبلدي .. حقي بذراعي .... اي لن يحصل شخص علي حقه الا بذراعه ! وطالما ان الحكومة ارست هذا المبدأ ، سواء بقصد او بغير قصد ، فكان من الطبيعي ان تضاف الي الاحتجاج والاعتصام وسيلة اكثر فاعلية تحمل في ظاهرها ما يخيف واعني قطع الطرق . محمل الخطر الذي اعنيه هنا ان الاعتصام والاحتجاج وسيلة تعبير سلمية ، لاتتعدي رفع اللافتات التي تحمل مطالب المشاركين في الوقفة الاحتجاجية او اطلاق الهتافات ، ورغم ذلك اثارت حفيظة الحكومة وقلقها ، اما قطع الطرق فيحمل ابعد من ذلك بكثير ، حيث يحمل المشاركون في هذه الوسيلة الجديدة للاحتجاج ادوات يمكن ان تحدث تلفا للمال العام او الخاص مثل الفئوس او العصي او الطوب او قطع البلاط ، ومن الطبيعي ان تتطور الادوات المستخدمة في المستقبل لتضم ماهو أخطر وتهدد الانفس والممتلكات . ( التباهي الكاذب ) لقد رأت الحكومة في الاحتجاجات والاعتصامات وسيلة للتباهي بمناخ الحريات الذي ينعم به الشعب ، وصدق رجالها هذه الكذبة ، فهل تري ظاهرة قطاع الطرق بنفس العين ؟ الاجابة بالطبع لا . لأن استخدام الفئوس واشعال الحرائق في السيارات والاعتداء علي رجال الشرطة لايطمئنها ولايمكن لوزير صغير او كبير ان يصفه بوسيلة تعبير سلمية ، وان كانت الحكومة تعلم علم اليقين ان قطع الطرق تطورا طبيعا لوسائل التعبير عن رفض سياسات الحكومة التي تسببت في زيادة معدلات الفقر وانتشار الامراض والاوبئة وتدهور المرافق العامة وارتفاع اسعار السلع والخدمات وكبت الحريات واستمرار العمل بقانون الطوارئ وتزوير الانتخابات واهمال مطالب الشعب ، حتي اوشك لقد تحول بعض المصريين الي قطاع طرق لاسباب قد تبدو في نظر البعض تافهة ، وهنا مربط الفرس فبساطة الاسباب مثل طلب اقامة مطب صناعي او عدم تاخير مياه الري او وقوع حادث مروري بسبب اطفاء اعمدة الانارة لاتبرر الهجوم بالفئوس علي رجال الشرطة واحراق السيارات .. لكن السبب الحقيقي لظاهرة قطع الطرق هو الغضب الكامن في الصدور من كل سياسات الحكومة ..ولاتمثل الاسباب البسيطة سوي الشرارة التي يمكن ان تتحول الي نار تأكل الاخضر واليايس ..فهل تفيق الحكومة قبل استفحال الظاهرة .. وقبل ان ينضم الشعب بأسره الي قطاع الطرق ؟ | |
|
الرئيسية 
البوابة* 