احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: هل أنت من الحزب الوسنى بقلم/احمد شعلان الأربعاء 10 نوفمبر 2010 - 2:01 | |
| [img] https://alomah.yoo7.com/[/img] أنت مرشح رئاسى أم غير رئاسى؟.. لا تستغرب من السؤال، فالفارق كبير جداً.. إن كنت محظوظاً فقد وافق عليك الرئيس، وأذن لك بالانطلاق فى الماراثون.. وإن كنت غير محظوظ، فلا الرئيس بارك ترشيحك ولا يريدك.. فلا تنتظر أن يقف معك أحد.. فالمرشح الرئاسى بشرطة.. ومجرد أن يختاره الرئيس فعليه أن يذبح الذبائح، ويطلق الزغاريد.. ابتهاجاً بالتأشير الرئاسى على ترشيحه! وبناء على هذه القاعدة، فمرشح الحزب الوطنى مرشح رئاسى.. وافق عليه الرئيس، واعتمد ترشيحه، وبارك خوضه الانتخابات.. فمن الذى يجرؤ بعد ذلك، على الوقوف أمامه؟.. ومن الذى يستطيع تعطيله؟.. الإجابة لا أحد.. ولذلك فلا تتعجب ولا تستغرب، لأن المحافظ يقف معه ويدعو له، ويعقد له المؤتمرات، كما أن الأمن يحشد له الحشود البشرية.. ويتغاضى عن البلطجية، ويحرس له اللافتات! الفارق كبير جداً، بين مرشح رئاسى، ومرشح على باب الله.. فلم نسمع مثلاً أن هناك مشكلة واحدة، فى تقديم طلبات مرشحى الوطنى.. ولم نسمع أن اللجنة طلبت منهم استيفاء أوراق أو تأشيرات، ولم نسمع أنها طلبت من أحدهم شهادة جنسية.. ولا شهادة حسن سير وسلوك.. ولم نسمع أن مرشح الوطنى ذهب إلى مديرية الأمن بعد صلاة الفجر، ثم وقف فى الطابور حتى أذان العصر.. لأنه مرشح رئاسى بشرطة! فماذا تفعل حينما تقرأ أو تسمع أن الرئيس عقد اجتماعاً لمراجعة أسماء المرشحين قبل التقديم؟.. وماذا تفعل حين تعرف أن الرئيس هو الذى أصدر القرار بأن يخوضوا الانتخابات؟.. وماذا تفعل حين تعرف أن الرئيس هو الذى سمح لهذا واستبعد ذاك؟.. وماذا تفعل حين تعرف أن عدداً كبيراً من الفاسدين فى مجالس سابقة، كانوا من ضمن الذين اختارهم الرئيس، وبارك ترشيحهم وأصدر قراراً بترشيحهم؟! الاحتمال الأول أن تنسحب أمام مرشح الوطنى.. فلا أحد يقف أمام اختيار الرئيس.. الاحتمال الثانى أن تترشح ضده، وتفوز عليه، لتثبت أن الذين قدموا القائمة للرئيس ليسوا أمناء، وأن هناك أغراضاً فى الاختيارات.. الاحتمال الثالث أن تطعن عليه أمام المحكمة.. باعتبار أن حق التقاضى مكفول.. الاحتمال الرابع أن تلتزم حزبياً، إذا كنت من المستبعدين، ضمن مرشحى الحزب الوطنى! هناك احتمالات أخرى بالطبع، منها الاستقالة لو كنت عضواً بالوطنى.. أو إعلان التحدى إذا كنت من جماعة الإخوان أو أحزاب المعارضة.. وتتعامل مع الأمر على أن الرئيس فى هذه الحالة رئيس الحزب، وليس رئيس الجمهورية.. فلا يعتبر قراره قراراً جمهورياً، ولا يعتبر قراره ملزماً.. ولا يعتبر أكثر من قرار حزبى، قد لا يلقى له تأييداً على أرض الواقع، وقد لا يؤدى بالضرورة إلى نتائج إيجابية.. وهناك سوابق كثيرة! خطورة المسألة أن هناك من يربط بين اسم المرشح واسم الرئيس، وصورة المرشح وصورة الرئيس.. ويذبح الذبائح بمجرد الإعلان عن اسمه، ويضرب نار، ابتهاجاً باختياره كأنه إعلان فوز فى البرلمان، وليس مجرد قرار ترشيح.. والسبب فى كل هذا أن رئيس الحزب الوطنى هو رئيس الجمهورية.. دون أى فوارق فى عمل الرئيس ولا رئيس الحزب.. وهو الخلط الذى كان على الرئيس أن ينأى بنفسه عنه! فمتى يكون رئيس الحزب الوطنى، مثله مثل رئيس حزب الوفد، أو غيره.. لا ميزة له، ولا خاتم شعار الجمهورية، ولا قرار جمهورى.. لا تمييز تحميه أجهزة الأمن، ويحميه المحافظون، ويتكالب عليه المرشحون.. متى يكون رئيس الجمهورية محايداً وهو يتحدث عن الحياد بين الأحزاب؟.. ومتى يكون المرشح طبيعياً.. دون أن يكون أحدهم رئاسياً، والآخر غير رئاسى؟.. عندما تكون فى مصر انتخابات؟!
| |
|