احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: احمد شعلان يكتب/ابعاد اوباما حيا او ميتا الإثنين 22 نوفمبر 2010 - 4:17 | |
| لا يخفي الجمهوريون أنهم يريدون إبعاد أوباما عن البيت الأبيض وحرمانه من فترة رئاسية ثانية، رئيس الجمهوريين في مجلس الشيوخ يقول بوضوح: إذا كانت أهدافنا هي إلغاء قانون الرعاية الصحية ووقف المعونات للبنوك والحد من الإنفاق الحكومي وتقليص حجم الحكومة، فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق كل ذلك هو وضع شخص في البيت الأبيض لن يعارض وينقض أيا من هذه القضايا.
ولذلك.. سوف يعاني الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال العامين المقبلين رغم يده الممدودة للجمهوريين وإعلان استعداده للتعاون معهم بعد سيطرتهم علي مجلس النواب.. سوف يتعرض أوباما للكثير من الضغوط التي سوف يمارسها ضده الجمهوريون.. استعداده للتنازل لن يعفيه أو يقيه من ضغوط الجمهوريين.
وإذا كان هدف أوباما هو الاستقرار والبقاء في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية فهو سيكون عليه تحمل ضغوط الجمهوريين ضده، بل وإفساد هذه الضغوط.
وثمة سبيلان أمام أوباما في هذا الصدد.. الأول الظهور أمام الناخبين الأمريكيين بصورة الضحية.. أو بصورة الراغب في التعاون مع خصومه من أجل مصلحة هؤلاء الناخبين بينما الذين يرفضون ذلك هم الجمهوريون.. أي إظهار الجمهوريين في صورة مجموعة من المشاغبين لا يهمهم مصلحة الناخبين الذين يطمحون في حل مشاكلهم الاقتصادية وعلي رأسها مشكلة البطالة، إنما يهمهم فقط السيطرة علي البيت الأبيض.
وقد بدأ أوباما بالفعل تجربة هذا السبيل بإعلانه صبيحة سيطرة الجمهوريين علي مجلس النواب باستعداده للتعاون معهم في خدمة الأمريكيين ومصلحة أمريكا واقتصادها.
لكن إذا كان هدف الجمهوريين هو التخلص من أوباما وليس إجباره فقط علي تقديم مزيد من التنازلات فلن يقابلوا يده الممدوة بالتعاون بمد أيديهم إليه أيضًا.. بل في الأغلب قد يراهنون علي أن يستكمل مدته الرئاسية بدون تحقيق أي إنجازات، خاصة في المجال الاقتصادي يستثمرها للفوز بأصوات الناخبين الذين لن يرضيهم سوي تحسن أحوالهم الاقتصادية واستعادتهم لوظائفهم التي فقدوها.
وهنا قد يضطر الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأن يسلك السبيل الثاني وهو سبيل الصدام السافر مع الجمهوريين إذا أكرهوه علي ذلك.. فمثلا إذا نجح الجمهوريون في مجلس النواب في إقرار تشريع يلغي قانون إصلاح الرعاية الصحية فإن الرئيس أوباما سوف يجد نفسه مضطرا لاستخدام صلاحياته الدستورية التي تتيح له نقض مثل هذا التشريع حماية لإنجازه الذي يعتز ويتفاخر به، والأهم حرصا علي أصوات الناخبين الذين يؤيدون إصلاح الرعاية الصحية.
وهذا يعني أن أوباما سوف يقاوم -إذا اضطر لذلك- الضغوط التي يمارسها ضده الجمهوريون إذا تجاوزت هذه الضغوط مستوي أو حدا معينا.
بل إن أوباما من أجل احتفاظه بالبيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية سيكون لزاما عليه شن حملات ضد الجمهوريين هو وقادة الحزب الديمقراطي.. فحتي لو مضي الجمهوريون بعض الوقت في التعاون مع البيت الأبيض، خاصة إذا أبدي أوباما استعدادا لتقديم بعض التنازلات فإن باراك أوباما لن يكون سعيدا إذا حسب الناخبون أي إنجازات يثمر عنها هذا التعاون في صالح الجمهوريين مثلما هو في صالح الديمقراطيين لأن أوباما الذي بدأ بالفعل معركة انتخابات الرئاسة منذ انتهاء انتخابات الكونجرس لن يكون سعيدا بذلك، أي بتقاسم الجمهوريين مع الديمقراطيين ثمار أي إنجازات.
وهكذا.. المواجهة والصدام بين أوباما والجمهوريين قادم وإن تأخر بعض الوقت.
| |
|