توهمنا أنهم عازمون على إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة وخالية من التزوير والتقفيل والتغفيل والعنف والبلطجة، وحاولنا تصديق دعايتهم وإعلامهم وتصريحاتهم الخادعة، قالوا إننا حزب قوى لا ينقصه اللجوء للتزوير ومن يعبث بصناديق الانتخابات "ليس منا"، وقالوا سنثبت للعالم مدى نزاهة الانتخابات التشريعية فى مصر.. قالوا وقالوا الكثير وصبغوا أقوالهم بالأكاذيب الملونة كلون جلودهم الصفراء.
قالوا بأفواههم ما لم يكن فى ضمائرهم السوداء وقلوبهم المطلية بالسواد الذى زوروا به الانتخابات وحولوا عرس الديمقراطية الذى تمنينا أن يكون عرسا حقيقيا إلى مأتم كبير سالت فيه الدماء وتبادلت فيه الأعيرة النارية وأشهرت فيه السنج والمطاوى والسيوف.
لا يمكن أن نسمى ما جرى سوى بأنه الفضيحة والخديعة.. الفضيحة لكل أشكال التزوير واستخدام كافة وسائل العنف فى الترويع والتخويف للمخدوعين فى انتخابات ديمقراطية يمارسون فيها أبسط حقوقهم السياسية فى التصويت لاختيار نوابهم بعد أن صدقوا الدعوة ليوم الزحف الأكبر والجهاد من أجل التصويت فى صناديق انتخابية تم تقفليها سلفا. ثم الخديعة التى مارسوها علينا بأن البديل فى الانتخابات الحالية مخيف ومفزع لجماعات محظورة وغير شرعية ما لم يكن الحزب الوطنى هو الفائز بأى شكل من الأشكال، ثم دارت الدائرة على الجميع إخوانا وغيرهم، فالتزوير والبلطجة شمل الجميع ولم يكن موجها فقط ضد الإخوان، فما حدث ضد حمدين صباحى فى الحامول ومصطفى بكرى فى حلوان وضد سعد عبود فى بنى سويف وضد محمد عبد العليم داوود وضد كل مرشحى المعارضة الحزبية بما فيهم حزب الوفد كشف الفضيحة والخديعة للحزب الذى مارس كل أشكال التزييف للوعى الشعبى.
ما أشبه انتخابات الليلة بكل ليالى انتخابات التزوير والعنف والبلطجة فى السابق وكأنه قدر لمصر أن تبقى أسيرة لحزب لا يرى سوى سبيل التزوير لحكمه ويأبى أن يرى الناس بصيصا من ضوء فى الحرية وبارقة من أمل فى قليل من الديمقراطية فأغلق كل النوافذ وسد كل الطرق أمام ديمقراطية حقيقية لا يؤمن بها ولا يصدقه أحد عندما يتشدق بملء أفواه دهاقنته عن الديمقراطية والحرية.
حقيقى كفاية حرام ما حدث ويحدث وحاولنا تصديقه والفضيحة شاهدها الجميع والخديعة كشفها الملايين الذين استقروا فى بيوتهم ليلة "العرس الوطني" ليشاهدوا فى حسرة وغضب سيناريو قبيح ومهزلة معيبة ولم تفلح معهم نداءات مزيفة للخروج والمشاركة فى المهزلة أو صرخات ملفقة للاحتفال بعرس التزييف والتزوير للحزب الوطنى. يا سادة فضوها سيرة نرجوكم فلم يعد فى القلب حنطة ولا فى القنديل زيت.