عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: عبادة الأصنام الفلسطينية.. بقلم/ احمد شعلان الخميس 23 ديسمبر 2010 - 16:08
[img]https://alomah.yoo7.com/[/img] من شدة الجلد الذاتي يخيل أن شريكنا الفلسطيني ينتظر بأذرع مفتوحة التسوية النهائية للنزاع وفقط ذنبنا هو ان الامور لا تتحرك. لا أساس من الصحة لهذا. السبب المركزي يكمن، بتقديري، في أن حيالنا يقف شريك غارق في عبادة الاصنام بثبات منذ سنين. الصنم الاول هو "صنم الضحية": الشعب الفلسطيني هو ضحية الوحشية الاسرائيلية المحتلة، الذي يتعرض على نحو منهاجي لعملية قتل شعب، هو مسكين، هو بائس، هو يحتاج الى مساعدة دائمة من الجميع؛ ولما كان الحال هكذا، فلا يجب أن يطلب منه أي طلبات أو أي بادرات طيبة. هذه مطلوبة فقط من الطاغية. فضلا عن ذلك فانه كضحية يوجد له مبرر لاستخدام العنف. الصنم الثاني هو "صنم العدل". العدل يقف الى جانب الفلسطينيين. وكل حل لمعاناتهم يجب أن يخدم هذا العدل. ولما كان الحديث يدور عن العدل، فانه غير قابل للتقسيم، لا يمكن خرقه ولا يمكن المساومة عليه. من درأ العدل الفلسطيني، من لا يقف العدل التاريخي والاخلاقي الى جانبه (أن اسرائيل توجد حاليا كنتيجة لوضع الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني المحق)، هو الذي ينبغي أن يتنازل ويتنازل الى ان يخرج العدل الفلسطيني الى النور وتختفي اسرائيل اليهودية عن العيون. الصنم الثالث هو "صنم الزمن". الايمان الفلسطيني المتزمت هو ان الزمن يعمل في صالحهم بوسائل عديدة مثل الديمغرافيا وانعدام طول النفس الاسرائيلي. ولماكان هكذا هو الحال فلماذا التنازل؟ الصنم الرابع هو "المخلص الخارجي". الايمان هو أن الخلاص سيأتي من الخارج، سواء من خلال الفرض على اسرائيل أم من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية سيادية دون أي اتفاق مع اسرائيل. أدوات تحقيق هذا الايمان: جهد مثابر، ثابت، في كل المحافل الدولية، لتحقيق نزع الشرعية عن دولة اسرائيل، كي تضعف هذه لدرجة الاستسلام. وعليه، فان الطرف الفلسطيني غير معني باتخاذ قرارات حاسمة استراتيجية. الصنم الخامس هو أكبر الاصنام: "صنم حق العودة" للاجئين الفلسطينيين الى منازلهم في دولة اسرائيل. هذا الصنم يعبر عن الجوهر الفلسطيني الذي يرى الخطيئة الاسرائيلية ليس في احتلالات 1967 بل بطرد الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي في 1948. وعليه، فان هذا الصنم لا يسمح بأي شكل لاي زعيم فلسطيني للاعتراف بانه يوجد شعب يهودي وله حق تقرير المصير في وطنه التاريخي. من جهة اخرى فانه يسمح للفلسطينيين باستخدام العنف ضد الخطائين الصهاينة. توجد أصنام اخرى، ولكن من المهم الاشارة الى أن دولة اسرائيل ايضا بوركت بكثرة الاصنام: صنم بلاد اسرائيل الكاملة، صنم رفض الاعتراف بالحق الفلسطيني في دولة، صنم الغرور، صنم "سيكون الحال على ما يرام"، صنم "القدس الكاملة"، وغيرها. ولكن بينما لدى القسم الاكبر من الجمهور الاسرائيلي وزعمائه تحطمت بعض من هذه الاصنام لدى الفلسطينيين كلهم لا تزال الاصنام كاملة ومستقرة. فضلا عن ذلك فان التعليم الفلسطيني، منذ الروضة يطور قصص الاصنام هذه. وحيال كل هؤلاء تقف المشكلة الدائمة للادارات الامريكية: أسهل عليهم محاولة الضغط عليها لاننا عبدة أصنام بقدر أقل، ونحن متعلقون بالمساعدات والميزانيات منهم. كيف التصدي لعبدة الاصنام الفلسطينيين؟ كيف الوصول الى أن يحطموا اصنامهم انطلاقا من اعتراف داخلي عميق بان هذه هي المصلحة الفلسطينية ايضا؟ هذه أسئلة عسيرة، وكل هذا قبل أن نلمس صنم الاسلام المتطرف الذي تسجد له حماس.