في الذكرى ال93 لميلاد الزعيم جمال عبد الناصر وعد وعهد وموقف
كاتب الموضوع
رسالة
احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: في الذكرى ال93 لميلاد الزعيم جمال عبد الناصر وعد وعهد وموقف الإثنين 17 يناير 2011 - 4:56
[img]https://alomah.yoo7.com/[/img][img]https://alomah.yoo7.com/[/img][img]https://alomah.yoo7.com/[/img] بمناسبة حلول الذكرى ال93 لميلاد الرئيس جمال عبد الناصر، وجَه قائد حركة المرابطون الأخ محمد درغام، كلمة لقواعد المرابطون في لبنـان والمهجر، شدَد فيها على أهمية التمسك بالتراث الثوري العربي لعصر الزعيم جمال عبد الناصر. ودعا الشباب الناشيء، للمحافظة على تاريخنا العربي المقاوم الطامح دوماً من خلال حاضرنا نحو الحرية والإشتراكية والوحدة. تطرق الأخ قائد المرابطون في كلمته للوضع اللبناني المتعثر المتوتر محدداً أسس يجب مراعاتها في مسار لبنـان العربي الحقيقي :
يظن البعض أن ذكرى الزعيم جمال عبد الناصر خبت في وطننا العربي، لكن الحقيقة أن الشعب العربي ومن ضمنه جمهور العروبة، بات مثقل بهموم حياتية يومية قاسية جداً وبأعباء لعبة أمم لا ترحم. هذا العام تحلَ علينا الذكرى ال93 لميلاد جمال عبد الناصر إبن مصر العروبة، التي أنجبت وحضنت عظماء تركوا بصماتهم في تاريخنا العربي-الإسلامي، ولنا في حضرة هذه الذكرى كلام. بداية، أوجَه كلمة لإخواني في قواعد المرابطون في لبنـان والمهجر، فأقول لكم لقد عاصرنا زمن الثورة والكفاح في ظلَ الزعيم جمال عبد الناصر، زمن تبلورت فيه القومية العربية بشكل متكامل، تماهت بشكل كامل مع الدين الإسلامي الحنيف، فأقفلت الجدل حول تناقض القومية العربية مع الإسلام التي كان يروَج لها بعض من أرادوا تسويق أحزابهم الإسلامية، التي كان لأكثر قياداتها إرتباطات بالمخابرات البريطانية، إرتباطات لم تكن مكشوفة لقواعد إستقطبوها بإسم الإسلام في المساجد وحاولوا من خلالها الإساءة لمسيرة جمال عبد الناصر، ولا غرابة في ذلك فالتاريخ العربي الإسلامي مليء بأحداث رفع فيها شعار الدين لمناكفة الخليفة والقائد والوالي والدين كان غالباً براء مما جرى. في زمن جمال عبد الناصر، تبلور أسلوب النضال القومي العربي، بأسلوب جماهيري مبسط، بعيد عن التزمت الحزبي والتعصب للآراء جامدة. إنطلقت القومية العربية وإنتشرت عبر بلاد العرب كلها وباتت صورة جمال عبد الناصر من مكونات أثاث كل بيت عربي من المحيط للخليج. إستحوذت ثورة العرب الجديدة إعجاب قادة ثوار كبار في العالم، إستلهموا منها الأساليب النضالية. قال القائد الكبير تشي غيفارا للزعيم جمال عبد الناصر خلال زيارته لمصر، لقد إستلهمنا الكثير من مواقفكم وثباتكم وأسلوبكم خلال نضالنا في أميركا اللاتينية. الثورة التي قادها جمال عبد الناصر، كانت سنداً لحركات التحرر في أفريقيا وآسيا اللتان تضمان شعوب العالم الثالث الفقيرة والمضطهدة، ثم كانت أساس في تكوين كتلة دول الحياد الإيجابي وعدم الإنحياز بين معسكري الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي اللذان تقاسما السيطرة العسكرية على العالم عقب الحرب العالمية الثانية . تتالت الأحداث والتحديات في لبنـان، فنشأ فيه شارع شعبي ناصري عفوي، سبق في حركته المثقفين، الذين رأيناهم يسارعون بإنشاء حركات وتنظيمات، لتأطير المناضلين اللذين بايعوا جمال عبد الناصر بينهم وبين الله. بعد مرحلة من النهضة والعمل المخلص، رأينا وللأسف ظهور أمناء عامون لتشكيلات ناصرية كانت تتوالد كالفراخ، بعد أن كثرت إنقلاباتهم وحركاتهم التصحيحية على بعضهم البعض. في جوَ مفعم بالنضال، ولدت حركة المرابطون، ككل حركة عفوية إلتزمت منهج التجربة والخطأ، خاضت في ساحة لبنـان الملتهبة تجربة تخللها إيجابيات وسلبيات على مستوى العمل التنظيمي، لكن ما يهم أنها تكللت بتسطير ملاحم في مقاومة الإحتلال الصهيوني الإسرائيلي لثاني عاصمة عربية بعد القدس، كما سجل التاريخ لمناضليها تصديهم لكل مفاعيل ذلك الزمن الإستعماري الصهيوني-الأميركي ودفعهم أثمان غالية بسبب مواقفهم المبدأية. في أتون المواجهة مع العدو، تعرض المرابطون للغدر ممن أعناهم مراراً وفتحت لهم بيروت أبوابها. لقد رسمت أميركا ومن معها زمن مخابراتي سوري حكم لبنـان، فقاومنا طويلاً ظلم ذوي القربى، ووقفنا بنهاية المطاف بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في خط سيادي متوافق مع إحترام قناعاتنا وإلتزامنا العربي الإسلامي. تلاقينا مع قوى كثيرة وضعت تاريخ الحرب الأهلية وأخطائها ورائها وقالت تعالوا لنبني لبنـان خالي من الوصاية. هنا فوجئنا بمجموعة أشخاص لا يتجاوز عددها أصابع اليدين، صالت وجالت وتثعلبت حتى بانت حقيقة تبعيتها للمخابرات التي جندتها لتناصب آل الحريري العداء. شلَة حاولت أدلجة عمالتها، مسحت أحذية من إعتدوا على المرابطون وبيروت، ونكلوا بالمسلمين السنَة في لبنـان، بعد أن إنتزعوا بنادقنا المقاومة لتخلو الساحة للبندقية الفارسية والشعوبية. ظهَر تجمع 8 آذار صورة على ورق، قوامها شلَة مخبرين، تدَعي أنها من المرابطون، يرأسها بطل قصف المخيمات الفلسطينية في الثمانينات لحساب اللواء السادس التابع لحركة أمل العميد المتقاعد مصطفى حمدان، الذي يتوهم أن كونه إبن شقيقة الأخ إبراهيم قليلات يعطيه حق وراثي بالمرابطون. حزب الله جهز ومول شلَة مصطفى حمدان وفتح له منابر يصول فيها ويجول، متوهماً نفسه راكباً على حصان إمارة المرابطون بينما هو راكب على شيء آخر بحجم مخيلته. من زمن ردَة جديد، بأمل الثائر الذي لا يموت، أتوجه للشباب الناشيء وأشدَد على أهمية التمسك بالتراث الثوري العربي لعصر الزعيم جمال عبد الناصر. كما أدعوا الشباب للمحافظة على منجزات تاريخنا العربي الإسلامي المقاوم، الطامح دوماً نحو الحرية والإشتراكية والوحدة، ثالوث الثورة الذي يضمن حلَ مشاكل الشعوب العربية. لقد ثبت، أن شعب لا يتمتع بالحرية يتحول لمجموعة عبيد يستخدمها السياسيون للعب على الدساتير وتزوير الإنتخابات وإغتصاب السلطة، ثبت بأن ترك الإقتصاد الفوضوي يؤدي لإحتكارات ولعب برغيف الناس وتكديس الثروات حيث يشتري رأسماليون النيابة والوزارة كشرائهم لسيارة أو أي سلعة ترفيهية، أما تجزئة العالم العربي بحجة سيادات وطنية أقفلت الأقاليم عن بعضها البعض، فهو تبديد للثروات القومية وللطاقات البشرية التي لو إجتمعت لما كان حال العرب كحالهم اليوم. إزاء التطور الكبير في المسار السياسي اللبناني، نحن المرابطون نرثي للوضع الحالي المتعثر المتوتر، الذي كنا نتوقعه منذ تظاهرة 8 آذار 2005، منذ أحداث الثلاثاء والخميس، ومنذ الإعتصام الإنقلابي وسط بيروت الذي توَج بعدوان 7 أيار 2008. الوضع اللبناني يتأزم بقرارات خارجية لكن بأيدي لبنـانية، لذلك نحن نعتقد بأن على الرئيس سعد الحريري، الذي يعتبر اليوم الزعيم السياسي الأول للمسلمين السنَة في لبنـان، أن يحسم أمره ويعتمد الحزم أسلوب تعاطي مع من ملأوا المنابر والساحات تعنت ووقاحة وبلطجة وقلة أدب، وأن يخيرهم بين لبنـان وبين إماراتهم الميليشيوية المذهبية. هناك أسس واضحة يجب مراعاتها في بلورة لبنـان العربي الحقيقي يجب أن تفهمها كل الطوائف : أولاً، الإيمان بعروبة لبنـان، كما قاتلنا من أراد "فينقته" أو ربطه بالغرب المسيحي، فسنقاتل من يسعى لربطه بإيران وبولاية الفقيه الإيراني المتستر بلبوس التشيع. ثانياً، دفع دعم القضية الفلسطينية، وليس حركتي حماس والجهاد أو حتى فتح لوحدها، لإيجاد حلَ عادل للشعب الفلسطيني يضمن له العودة لدياره التي إغتصبت منه على مرأى من الأمم. ثالثاً، الوقف الفوري لمشروع الغيتو الشيعي، الذي بدأته حركة أمل وإستكمله حزب الله، كذلك الغيتو الأرمني والغيتو المسيحي العوني الذي ساعدت إيران على إنشائه لزعزعة الساحة اللبنانية تصفية لحسابات سياسية تستهدف من رفعوا شعار ثورة الأرز. إستطراداً المطلوب وقف حزب الله لإنقلاباته والعودة للحياة السياسية اللبنانية كباقي القوى. رابعاً، رسم أسس واضحة للعلاقات السورية-اللبنانية، تصحح ما أفسدته المخابرات على مدى 29 عاماً التي ما زالت تعرقل منذ 6 سنوات الحلول في لبنـان من تحت الطاولة. العلاقة مع سوريا يجب أن تكون علاقة أخوية طبيعية كباقي الدول العربية، لا تمييز لها ولا تماييز، فالأخوَة العربية قيمة مطلقة ليست أبداً عند الأحرار إستنسابية تقود للوصاية والتزلم. في ذكرى الزعيم جمال عبد الناصر، نجدد العهد على مواصلة المسيرة مهما تكالبت علينا دوائر المخابرات من الداخل والخارج، إنه عهد ووعد والخيرة فيما إختاره الله.
في الذكرى ال93 لميلاد الزعيم جمال عبد الناصر وعد وعهد وموقف