احمد شعلان يكتب: الوحدة ليست فقط اتحاد الهلال والصليب
كاتب الموضوع
رسالة
احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: احمد شعلان يكتب: الوحدة ليست فقط اتحاد الهلال والصليب الجمعة 21 يناير 2011 - 2:29
[img]https://alomah.yoo7.com/[/img] عندما يتوحد الشعب لمواجهة الظالم دون وجود قائد، وعندما تنبعث شرارة الثورة من نيران تلتهم رجلا فقيرا، لم يجد ما يفعله للتعبير عن غضبه سوى أن يشعل النار فى جسده، يجب التوقف والتأمل فى هذا المشهد.
ففى الوقت الذى انشغل فيه المصريون بالهلال والصليب، ومحاولة وأد الجرح وإطفاء نار الفتنة، كان الشعب التونسى يقرر مصيره ويغير مسار التاريخ كان التوانسة يتوحدون والمصريون يحاولون منع انفصال المسلم عن المسيحى، لقد نسينا الوحدة الحقيقية لهذا المجتمع واختصرناها فى شكل هلال يحتضن صليب.
فالحديث عن الوحدة الوطنية كأنها فقط بين الهلال والصليب هو حديث مغلوط، فلقد نجحت الدولة باقتدار فى تفكيك هذا المجتمع إلى طوائف وشراذم متبعثرة يصعب توحيدها
والحديث هنا عن الطبقية، واختفاء الطبقة الوسطى التى كانت نقطة التقاء المجتمع كارثة بكل المقاييس ، لقد تحول المصريون إلى سكان منتجعات أو سكان عشوائيات، إلى رجال أعمال توفر لهم الدولة الماء ليسقوا ملاعب الجولف وحمامات السباحة الخاصة بهم ، بينما يعلن مصريون آخرون ثورة العطش ويرفعون الجراكن الفارغة بحثا عن نقطة ماء نظيفة.
لقد تحولنا إلى مستفيدين ومظلومين، المستفيدون من بقاء النظام وهم من الطبقة العليا ليس فقط من رجال الأعمال بل من رجال الدولة بأجهزتها المختلفة، أصحاب الكارنيهات ولوحات السيارات المميزة، أصحاب الصوت العالى ولقب (الباشا)، والمظلومون وما أكثرهم لا حول لهم ولا قوة، منهم من يفترش شارع قصر العينى فى انتظار منحة أو كادر، ومنهم من غرق فى البحر (سواء ضحايا العبارة أو ضحايا الهجرة إلى ايطاليا) ، أو من مات مقتولا فى طوابير العيش أو الأنبوبة اللعينة ، أو من ينتظر قرار علاج على نفقة الدولة ليعالج من الأمراض التى ابتلته بها الدولة بمائها و مبيداتها وتلوثها.
ولن أغفل أننا أيضا تفككنا إلى مسيحيين ومسلمين ، مسيحيون يختبئون بين أسوار كنيستهم بعد أن عجزوا عن التفاعل مع مجتمعهم الذى لفظ البعض منهم، يحتمون بالكنيسة ويلجأون للبابا فى كل شئون حياتهم بعد ان غاب الأقباط عن البرلمان بالتدريج حتى أصبح من يمثلهم فقط الأعضاء المعينون.. ومسلمون منهم من لبى نداء السلفية وكرس حياته للبحث عن وفاء وكاميليا.
إذن فالحديث عن الوحدة الوطنية ليس فقط باتحاد الهلال والصليب، بل باتحاد كل فئات هذا المجتمع المهلهل، الذين لا يجتمعون حول هدف واحد إلا الفرحة بفوز المنتخب، وهو اليوم الوحيد الذى ينزل فيه المصريون بالملايين للشوارع من كل الطبقات، فهل يجتمعون حول هدف آخر؟
احمد شعلان يكتب: الوحدة ليست فقط اتحاد الهلال والصليب