عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: رائد عباس ''قهوجي'' بالنهار.. و''بطل'' بالليل السبت 5 فبراير 2011 - 3:14
لم يكن يتخيل رائد عباس، أن يجلس في يوم من الايام وسط ''بتوع السياسة والوطنية'' علي حد قوله، ولكن الظروف والظلم الذي راه في بلدته ابوقرقاص في المنيا، جعلته يندفع مشاركاً في مظاهرات ايام الغضب. قصة رائد مثلها مثل الاف الشباب المصري، القادم من الصعيد، بحثا عن لقمة العيش، الي القاهرة الواسعة، وفي قول اخر، القاهرة القاسية. رائد عباس، شاب مصري بسيط، عمره 22 عاماً، يعمل قهوجي، في احد القهاوى، في منطقة وسط البلد، رغم محدودية ثقافة القراءة والكتابة، لديه الا انه كما يقول كان متابعاً للأحداث، خاصة وانه كان يحب مادة التاريخ ايام ما كان في المدرسة، ويقول:" كنت بحب اعرف ايه اللي بيجري في العالم من حولينا، وكان نفسي اشوف مصر، بلد كل واحد حر، ومفيش فرق بين غني وفقير، وشخص مهم وغلبان". قصة رائد، بدأت مع اول ايام ثورة الغضب، ولقرب القهوة التي يعمل بها، جعلته ينضم لشباب 25 يناير، وكان يساعدهم ليلاً، ليس فقط لعمل الشاي والقهوة المجانية لهم، ولكن ايضا في عمليات الهتاف والحماية، ومع ظهور بلطجية الحزب الوطني كما يقول، كان قراري بان اشارك، ويضيف:" أنا بعرف ارمي بالطوب كويس قوي، وبنشل كويس، من ايام ما كنت في الصعيد، وحدفت طوب كتير علي البلطجية اللي كانوا بيضربونا، واصبت بعضهم بالفعل". رغم تمكن رائد من الحفاظ علي جسده بعيدا عن اي اصابات، طوال ايام الغضب، الا أن يوم الجمعة 4 فبراير، والذي اطلقوا عليه "جمعة الخلاص"، وهو اليوم الذي كان رائد، يعده اليوم الاخير لعمله في القهوة، للتفرغ لمساعدة اخوته في ميدان التحرير، ولكن بعض البلطجية هاجموه، عند احد الشوارع الجانبية، المؤدي لميدان التحرير، وتمكنوا من ضرب بالحجارة والعصي، وكسروا قدمه. ورغم ان قدم رائد في جيرة الان، وتقريبا لا يتحرك، وجلس طوال نهاره، في المستشفى الميداني الذي اقامه الثوار، في ميدان التحرير، وتحديدا في مسجد "عباد الرحمن". رائد مازال متمسك بالدفاع عن بلده، ويقول:" لسه عندي ايدين سلام، ورجل، ومش هسيب حقي، ولا حق بلدي"، ويضيف وهو يضحك:" انا مش عايز ابقي شيطان.. علشان اللي بيستكت عن حقه شيطان اخرس