احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: أين ذهب التحرش والسرقة والفتنة الطائفية من مشهد ميدان التحرير؟ الإثنين 7 فبراير 2011 - 1:08 | |
| [img]https://alomah.yoo7.com/[/img] من كان يتابع الصحف المصرية بانتظام في العامين الاخيرين، بالتأكيد لم يكن سيلتفت كثيراً، لحوادث القتل والسرقة والتحرش، التي باتت خبر عادياً لا تتوقف عنده العين كل صباح، الا لو تعلق الامر بشخصية شهيرة، او حادثة جماعية وحشية، والتي لم يكن يخلو اسبوع من قصة مثيلة.. وكان طبيعياً بعد اي تجمع في مصر، مثل الحفلات، او المباريات، أن تجد عشرات المحاضر فى اقسام الشرطة، للبلاغ عن حالات سرقة وتحرش وخناقات جماعية. ورغم أن ميدان التحرير، استضاف في العشرة ايام الاخيرة، مظاهرات عديدة، تحت اسم ثورة التحرير، وشارك في بعضها حوالي مليون مصري، إلا انه لم تحدث حادثة تحرش أو سرقة أو فتنة طائفية، مما يطرح سؤالاً، حول مدى قدرة الشعب المصري أن يتغير بهذه الصورة الايجابية، وبهذه السرعة. يوم الجمعة الماضي، امتلئ ميدان التحرير عن اخره، شباب، واسر، وفتيات، وكبار السن، تقول نادية مجدي، محاسبة:" لم اتردد وانا اقبل دعوة خطيب ابنتي للمشاركة، رغم ما قيل عن حوادث البلطجة التي قام بها بعض انصار الحزب الوطني، فانا هنا بين خلاصة الخلاصة للشعب". وحول مدي خوفها علي ابنتها، قالت:" هخاف ازاي، وانا وسط صالون بيتنا، صحيح كبير شوية، بس فيه كل اهلنا". علي بعد سنتيمترات قليلة، هي كل ما يمكن ان تحصل عليه في هذا الازدحام الكبير، كان يستمع لنا باهتمام، كعادة المصريين، الحاج ياسر عبدالسلام، موظف علي المعاش، رغم ان عمره اقل من الخمسين، قال وهو يحاول أن يصرخ بصوته لكي نسمعه، رغم قرب تلمسافة:" محدش هنا بيخاف، واللي بيخاف يروح، هنا حتة من مصر قبل 40 سنة، هنا ميدان مصر اللي بجد". السير في ميدان التحرير، يحتاج الي مهارة خاصة، تقريبا السير يتم بصورة جانبية في ظل زحام كبير وتدافع اكبر، وعلى جانب من ميدان التحرير يمين محل هارديز الشهيرة، كانت تقف رشا عادل، ترتدي قميص، وبنطلون جينز ضيق، مع مجموعة من صديقاتها، لم تخشي رشا علي نفسها، رغم انها ترتدي ملابس متحررة، من وجهة نظر الكثير من الشباب المصري، وتقول رشا،" في هنا شباب زملاء لنا في الجامعة، وبصراحة كل الناس هنا بتخاف علي بعض بصورة مش متعودها، ولما صحابي حكومي مكنتش مصدقه". وتضيف صديقه له، رفضت ذكر اسمها، :" طول عمري عايشة مع اهلي في الخليج، وصحيح كنا بنحب مصر، ومش عارفين ليه". وتكمل بحماس:" النهاردة بس من الروح دي والحب ده، والاحترام، اللي خرج من الفقير والغني، والمتعلم واللي علي قده.. بقي في سبب قوي واضح علشان نحب مصر اكتر". ماريان، عرفت نفسها بانها فتاة مسيحية وهى تمسك المايكروفون، لتخطب في الجميع، اكدت بانها هنا لانها مصرية.. وراحت ترفع يد زميله لها محجبة كانت تقف بجوارها، وكانتا تمسكان انجيل ومصحف، وراحت تصرخ:" محدش هيعرف يفرقنا.. وهتفضل طول عمرها.. خديجة اخت مريم.. وجورج اخو محمد.. كلنا مصريين". تصمت ثم تهتف:" مسيحي.. مسلم .. يد واحد.. ويحيا الهلال مع الصليب" ويردد خلفها مئات الاف من متظاهري التحرير. علي يمين اذاعة الثورة، كما يطلق عليها شباب التحرير، يجلس شابين، وحولهما طاولة، عليها كم كبير جدا من المحافظ والمفاتيح، يقول محمد عادل:" كل شوية بنادي علي بطاقة او سلسلة مفايتح تم العثور عليها، هنا مفيش حاجة بتروح، تضيع اه تتسرق لا، كل حاجة بنلاقيها بالفلوس اللي فيها". "مين عايز ياكل.. مين عايز يشرب"، لن تستغرب كثيراً، اذا سمعت هذه البارة تتردد علي مسامعك، من اكثر من شاب وفتاة، وقد يتبادر الي ذهنك، انهم "يلقطون" رزقهم، ولكن عندما تجد ان ما يدعونك اليه، عبارة عن قطة بسكويت، او بلحة مجففة، او شربة مياه، من زجاجات تم ملئها من الحنفية، ستعرف انها مجانية، وستتأكد، عندما تسمعهم وهم يقولون، قطعة كنتاكي، ساندوتش لحمة.. وهو يوزعون بقسماط
!! | |
|