احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: عندما يحكمنا رئيس وزراء مقتول !! بقلم/احمد شعلان الجمعة 4 مارس 2011 - 2:07 | |
| [img]https://alomah.yoo7.com/[/img] لا اعرف ما هي الحكمة، أن يكون المشهد الختامي مأسوياً، لكل افراد الحرس القديم من نظام الرئيس السابق مبارك، فاغلبهم خرج إما بفضيحة، او بـ''كلابشات''، او في احسن الاحوال بعد ''غسيل ومكوي'' في برنامج تليفزيوني.. استطيع ان اخمن انها حكمة ربانية في ان ينال الظالم جزاءه على مرأى ومسمع من الذين ظلمهم، وهم تباعاً يتساقطون علي ارض مصر.. من شارك بفعله في ظلم وسرقة هذا الشعب او حتى بصمته وسلبيته. قبل الحديث عن المشهد الختامي الاخير للفريق احمد شفيق، استطيع بضمير مستقر، غير عابئ باي نقد ممكن ان يوجه لي احد، أن اقول أن هذا الرجل ليس بسيء، وفي ظروف اخرى كان ممكن ان يكون رئيسا جيدا لوزراء مصر، ولكن المهمة كانت أكبر منه، خاصة في هذا التوقيت، الذي لم يعد يقبل فيه الناس ان يروا اي وجهة من وجوه العصر الاسود القديم، ولكن هذا لا يمنعنا من ان نقول ان شفيق كانت لديه مميزات ادارية وقيادية جيدة، كان يمكن أن يفيد بها مصر، لو !!... ولو هذه ستكون محور السطور القادمة. المشهد الختامي الاخير، للفريق شفيق كان مهيناً ومذلاً بصورة كبيرة، لهذا الرجل صاحب التاريخ، كما قال هو عن نفسه، في حلقة برنامج" بلدنا بالمصري"، التي اذيعت علي الهواء مباشرة يوم امس بقناة اون تي في، هذه الحلقة كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، ووضعت كلمة النهاية علي سيرة ومسيرة هذه الرجل لمقر مكتبه بمجلس الوزراء، الذى لم يتمتع به إلا لمدة شهر وبضعة أيام، قضى أغلبها في مكتبة القديم في وزارة الطيران المدني، نظرا لمحاصرة المعتصمين لمقر مجلس الوزراء القريب من ميدان التحرير. الحلقة الساخنة، التي كتبت مشهد النهاية للفريق شفيق، استمرت أكثر من 4 ساعات، وضمت بالإضافية اليه، المهندس نجيب سايروس، والاعلامي حمدي قنديل، والروائي علاء الاسواني، والمحلل السياسي عمرو حمزاوي، الذي تركهم في منتصف الحوار، ادار هذه الحلقة التاريخية، المذيعة ريم ماجد، ثم دخل عليها، يسري فودة، ليزيد الاجواء سخونة بهدوئه ورزانته المتعمدة !!. وانا هنا لا أقول ان هذا البرنامج هو السبب في استقالة شفيق، ولكنه كان المسمار الاخير في نعشه مسيرته السياسية ، فرغم ان نيته من الحضور، وسط هؤلاء الغيلان، المتمرسين علي الظهور الاعلامي، هو البحث عن دعمهم، والحصول علي فرصة جديدة، من الشارع المصري، من خلال التقرب من رموز لها مصداقيتها، ولكن "جيت تصيدوا صادك".. فكانت النهاية الحلقة كانت تسير بصورة جيدة في بدايتها، حتى بدأت الاسئلة تنهال علي شفيق من كل جانب، مرة بأسلوب قاسي جارح كما فعل الاسواني ، عندما فتح موضوع المعتقلين، ومحاسبة قتلى الشهداء، وخاطب شفيق منفعلاً :" سوف انزل الجمعة لميدان التحرير لأطالب بإقالتك"، في حدث تاريخي نادر في حياة المصريين.. روائي يقول لرئيس الوزراء، سوف اتظاهر لترحل.. وأمام وجهه، اما حمدي قنديل فرغم انه كان هادئا في طرح أسئلته، إلا انها كانت في الصميم، فاستفسر منه، عن السر وراء الابقاء علي وزراء لا يرضي عنهم الشارع، وعن بقاء جهاز امن الدولة، ورموز الاعلام الفاسدة كما هي دون تغيير. اما المهندس نجيب فارتضي بان تكون مداخلاته بمثابة اضافات، وفي احداها، قال مخاطباً حمدي قنديل، تعليقا علي الافراج عن بعض المعتقلين، قبل يومين، فقال له" لم يكونوا في آمن الدولة.. وبعدين هقولك كانوا فين". كل هذا ورئيس الوزراء كان جالس علي يمين ساويرس، ولم يفكر في التعليق في قضية المفترض ان يكون علي علم بها، فظهر كانه رئيس لمجلس وزراء دولة اخري. المرحلة الحاسمة من البرنامج، والتي وترت الفريق شفيق، وجعلته كما يقول المثل البلدي" مش قاعد علي بعضه"، من خلال جلسته المرتبكة، علي طرف "الكنبة" التي كان يجلس عليه"، ومن "مد" قدميه عن اخرهما، والتلويح بيديه في حركات عصيبة كبيرة، ثم وجه كلامه لعلاء الاسواني، قائلاً: "أنت مش فاهم حاجة "، فرد عليه الاسواني محتدا، " لو كان حد من ودلادك هو اللي مات كنت هتقعد تحقق شهر في موتهم "، فقاطعه شفيق بصوت عالي، قائلاً: " ياريت ما تلبسش زي الوطنية لمجرد أنك نزلت ميدان التحرير، أنا حاربت في 73 وأنت قاعد في بيتك .. وتاريخي يتحدث عني". ثم جاءت الجملة التي كانت بمثابة هدية لمستخدمي "تويتر"، وقام بعمل "هاش تيج" عليها يوم امس، وهي ما قاله الفريق شفيق:" انا حاربت.. وقتلت.. واتقتلت " !!! وهو ما اثار سخرية جميع الشباب، وتسألوا "كيف يحكمنا رئيس وزراء مقتول قبل كدا"، وقال اخر، يجب ان يتم اقالته "احنا ما يمثلناش واحد مقتول أبدا " !! من اللقطات الختامية التي تحمل دلالة شديدة، في مشهد نهاية الفريق شفيق، هو خبر إعلان استقالته وتولي الدكتور عصام شرف مكانه، الخبر صدر بشكل رسمي علي صفحة القوات المسلحة علي "فيس بوك"، في سابقة لا أعتقد أنها تمت في أي دولة حول العالم، وبشكل خاص وحصري، في لفتة واضحة، ان الجيش يقول للشباب نفذنا طلبكم
.. | |
|