احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: الأسد "يقلد" مبارك ويقع في "فخ" أوباما السبت 16 أبريل 2011 - 1:56 | |
| رغم أن السوريين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر خطاب الرئيس بشار الأسد لوضع حد للأزمة الحالية المتصاعدة في البلاد إلا أنه جاء على عكس المتوقع تماما بل ووقع في الخطأ ذاته الذي ارتكبه الرئيس المصري السابق حسني مبارك عندما تأخر كثيرا في التجاوب مع مطالب الشعب الثائر ودفع ثمنا فادحا في النهاية . بل واللافت للانتباه أيضا أن الأسد تجاهل نصيحة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الذي اتصل به ثلاث مرات منذ اندلاع الاحتجاجات لحثه على الإسراع بالاستجابة لمطالب شعبه بالإصلاح وتفويت الفرصة على أي تدخل أجنبي . صحيح أن الأسد اعترف بأن الإصلاح تأخر وأن سوريا ستبدأ الآن ، إلا أنه صدم الجميع عندما لم يتطرق في خطابه أمام البرلمان السوري لرفع حالة الطواريء ، بالإضافة إلى تأكيده أن قوانين حالة الطواريء والأحزاب السياسية وغيرها من القضايا تنتظر النقاش العام . بل وزاد من الصدمة أيضا أن الأسد ركز على أن سوريا ضحية مؤامرة خارجية تستهدف استقرار البلاد بدلا من التركيز على وضع آلية لتنفيذ حزمة الإصلاحات التي جاءت في وقت سابق على لسان مستشارته بثينة شعبان والتي تضمنت دراسة إلغاء قانون الطواريء المعمول به منذ عام 1963 وإعداد مشروع قانون الأحزاب السياسية وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام والقيام بإجراءات لمكافحة الفساد. ورغم أن البعض عزا خطاب الأسد الخالي من المفاجآت للتطورات المتسارعة في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالتباين في المواقف الدولية تجاه حل أزمة ليبيا ، بالإضافة إلى المظاهرات التي خرجت في 29 مارس تأييدا له والتقارير حول انقسام المعارضة السورية في الداخل والخارج بين تأييد بقائه في السلطة والمطالبة برحيله ، إلا أن هناك من يرجح أن الأسد قد يواجه ما هو أسوأ من سيناريو القذافي خاصة وأن تحالفه مع إيران ودعمه لحزب الله مازال يثير استياء إسرائيل والغرب . ولعل ردود الأفعال حول خطابه ترجح صحة ما سبق ، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية أنه لايلبي طموحات السوريين بالإصلاح ، كما خرجت مظاهرات غاضبة في مدينة اللاذقية للتنديد به . ورغم أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تتحدث صراحة عن عقوبات أو تدخل عسكري ، إلا أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت في 29 مارس أن واشنطن تراقب الوضع في سوريا عن كثب وانتقدت ما وصفته بقمع المتظاهرين هناك ، كما حثت الأسد على تنفيذ الإصلاحات في مواعيدها والاستجابة لمطالب الشعب بما في ذلك الرفع الفوري لحالة الطواريء. واللافت للانتباه أن تصريحات كلينتون السابقة جاءت بعد ساعات قليلة فقط من تقديم حكومة ناجي عطري استقالتها التي قبلها الرئيس السوري ، كما جاءت متزامنة مع إعلان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أنه من المبكر الحديث عن العقوبات ، إلا أنه لم يستبعد مثل هذا الأمر. والخلاصة أن خطاب الأسد جاء ليزيد من غموض المشهد في سوريا وهو الأمر الذي جعل كثيرين يحبسون أنفاسهم بانتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة . مؤامرة خارجية
|
| | | | | |
وكان الأسد خرج على السوريين بعد حوالي أسبوعين من اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح ليؤكد أن سوريا هدف لما أسماها مؤامرة لإحداث صراع طائفي، معتبرا أن بعض السوريين الذين تظاهروا ضد حكمه لهم مطالب مشروعة لكنهم تعرضوا لخداع من قلة متآمرة. واعترف في خطابه أمام البرلمان السوري بأن الإصلاح تأخر لكن سوريا ستبدأ الآن ، قائلا :" التحدي هو نوع الإصلاح الذي نريد الوصول إليه". وأوضح أنه ليس كل من خرج للمظاهرات متآمر بل الغالبية خرجت بشكل عفوي وحركتها أقلية متآمرة إذ خلط المتآمرون بين الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية. وتابع " لا يمكن القول إن كل من خرج للشوارع يعد متآمرا ، كانت هناك تعليمات بمنع جرح أي مواطن خلال الاحتجاجات وكان هناك حرص على عدم إراقة دماء". وأقر بأن كلمته تأخرت كثيرا عمدا حتى تتضح الصورة من الأحداث في المنطقة ، وأضاف أن أهل درعا التي بدأت الاحتجاجات فيها هم من سيقومون بتطويق القلة القليلة التي أرادت الفوضى. وشدد الأسد على أنه سيتم التحقيق والمحاسبة فيما يتعلق بإراقة الدماء ، معربا عن أسفه لسفك هذه الدماء وأنه سيعمل بأقصى سرعة للملمة الجراح ورأب الصدع. وأشاد في هذا الصدد ببلدة درعا في جنوب سوريا والتي كانت على مدى الأسبوعين الماضيين مسرحا لاحتجاجات أدت إلى سقوط أكثر من 60 قتيلا ، قائلا :" الدماء التي نزفت هي دماء سوريا وكلنا معنيون بها ، سنعمل بأقصى سرعة لرأب الجرح ، أهل درعا لا يحملون أية مسئولية في ما حصل ولكنهم يحملون معنا المسئولية في وأد الفتنة". وأنهى كلمته دون الإعلان عن نهاية العمل بقانون الطواريء ورأى أن البقاء بدون إصلاح "مدمر"، لكنه حذر من "التسرع" فيه.
| |
|