احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: باراك حسين أوباما خيب انظار العالة الاسلامى الأربعاء 28 يناير 2009 - 20:28 | |
| بمجرد أن رفع يده لأداء اليمين كـ رئيس للولايات المتحدة، دخل باراك حسين أوباما التاريخ، فهو أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي يصل إلى هذا المنصب على مدى تاريخ الولايات المتحدة. ليس هذا فحسب، بل إنه تحول خلال الدقائق التي أدى فيها القسم من مجرد شخص أو سياسي إلى رمز لم يكن من الصعب على أي إنسان أن يلحظ التغيير الذي غلب على المشهد العام منذ لحظة أداء اليمين عند مبنى الكونجرس، إلى الحشود التي تجمعت في شوارع واشنطن، إلى تنوع الوجوه في المنصة التي أقيمت أمام البيت الأبيض لمتابعة الاستعراض. وليس مستغربا أيضا أن تعمل إدارة أوباما على إحداث مزيد من التغييرات داخل الأمة الأمريكية التي تواجه الآن مشاكل ذات دلالة تاريخية. فنادرا ما يأتي رئيس إلى السلطة فيما تشهد الساحة هذا الكم الهائل من التضارب في المزاج العام، أو فلنقل الهموم والمشاكل. فالأمريكيون يعانون الآن أسوأ ركود منذ الكساد الكبير في القر ن الماضي، ومن ثم، فهناك شعوربالتشاؤم العميق تجاه المستقبل ورفاهتهم الشخصية، وهناك الحرب في العراق التي استنفدت صبر الكثير من الأمريكيين، والحرب في أفغانستان، والنزاع في الشرق الأوسط. كلها تحديات هائلة ليس من الهين على أعتى القادة مواجهتها. غير أن أوباما، في خطاب تنصيبه، بدا واثقا من قدرته على تحمل المسئولية ومواجهة التحديات حينما ذكر أن التحديات التي تواجهها أمريكا حقيقية وخطيرة وعديدة، ولن يكون حلها سهلا أو في فترة وجيزة من الزمن، ولكنه أكد أن بلاده ستواجه تلك التحديات. وكان حذرا في موازنة تعهده باستخدام الدبلوماسية والتعاون في التعامل مع بقية دول العالم بكلمات فولاذية عن التصميم والعزيمة. أوباما، كأي رئيس أمريكي يهمه في المقام الأول الحفاظ على أمن بلا ده القومي وهزيمة أعدائه ومنع الإرهاب.. كان واضحا في ذلك في خطابه، ولكنه في الوقت ذاته يريد أن يعيد إلى أمريكا مكانتها وقيمها وصورتها المشرقة الماضية التي تضررت على نحو كبير خلال السنوات الثماني الماضية. ولم يتردد، في حضور سلفه جورج بوش الذي تدنت شعبيته في الخارج، أن يقول إن أمريكا على استعداد للقيادة مرة أخرى. يقول الكاتب الصحفي دان بالز في تحليل نشرته صحيفة الواشنطن بوست عقب تولي أوباما منصب الرئيس، إن أوباما خاض حملته الانتخابية على وعد بأن يطوي صفحة سياسات الماضي التي تراوحت بين مجادلات خانقة استهلكت واشنطن واستقطاب أيديولوجي أفسد المزاج العام ولهذا، لم يكن مستغربا أن يشير أوباما في خطاب تنصيبه إلى إنهاء حالة التظلمات التافهة، والوعود الزائفة، والاتهامات المضادة والعقائد البالية التي مزقت السياسات الأمريكية لفترة طويلة. واضح أن كثيرا من المحللين، يعتريهم الأمل في أن تشهد الفترة القادمة تغييرا فعليا بعد أن ضاق العالم بالسياسات السابقة. لذا نجد أن الكاتب الصحفي ديفيد سانجر، كتب هو الآخر تحليلا في صحيفة النيويورك تايمز بعنوان "دعوة للتغيير: رفض حقبة بوش ، والمطالبة باستعادة القيم"، وفيه قال إن خطاب أوباما في حفل تنصيبه هو بمثابة تبرؤ من حقبة بوش والحقائق الأيديولوجية التي أحاطت بها. وتجلى ذلك في تعهد أوباما بأن يقود الولايات المتحدة نحو "عهد جديد" عن طريق استرداد قيم الماضي البعيد. كان أوباما واضحا حينما وصف المنحنيات الزائفة والطرق التي لم تسلكها أمريكا فيما كان بوش ونائبه تشيني يجلسان على بعد خطوات منه. ويرى الكاتب أن الرئيس أوباما أظهر كياسة وهو يوضح ذلك حيث إنه ألقى باللوم على البلد نفسه منتقدا الفشل الجماعي في اتخاذ خيارات صعبة والاستعداد لتعليق المثل من أجل المنفعة على طريقة "الغاية تبرر الوسيلة"، وهي إشارة واضحة إلى سلسلة القرارات التي تراوحت بين سياسات الاستجواب والتحقيق، والتنصت، إلى غزو العراق. وكل مرة كان يحث فيها أوباما الأمريكيين على اختيار الأفضل من تاريخهم لتطبيقه مستقبلا، إنما هو رفض "للاختيار الزائف" بين الأمان والمثل الأمريكية، وإقرار بأن قوة الجيش الأمريكي "لاتخولنا أن نفعل ما يحلو لنا"، وإشارة إلى تعهد بإعادة صياغة النهج الأمريكي نحو العالم وانتهاج الأسلوب العملي البراجماتي ليس كاستراتيجية حكم فحسب، بل أيضا كقيمة أساسية. وكان أوباما واضحا كذلك حينما وجه كلامه للعالم الإسلامي قائلا إن إدارته ستسعى إلى سبيل جديد يقوم على أساس المصلحة والاحترام المتبادلين. إن اتصال الرئيس الأمريكي الجديد أوباما بزعماء مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل في أول يوم عمل له بعد تنصيبه، واجتماعه بقادته العسكريين ومستشاري الأمن القومي لبحث أوضاع الحرب في العراق وأفغانستان، وتصريحاته المتكررة بالرغبة في الانسحاب التام من العراق، كلها مؤشرات على أن الشرق الأوسط يحتل أهمية كبرى في أولويات السياسة الخارجية للإدارة الجديدة، وأن أوباما سيقوم بدور أكثر نشاطا من ذي قبل في محاولة إيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي.
| |
| |
|