عدد الرسائل : 891 العمر : 47 الموقع : perfspot.com/koky4u5000 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
موضوع: حتي لا ننسي: 125 سنة علي ضرب الاسكندرية الثلاثاء 8 مايو 2012 - 10:34
حتي لا ننسي: 125 سنة علي ضرب الاسكندرية
الفتنة الطائفية: قراءة تاريخية ضرب الأسكندرية انتهزت إنجلترا مشاجرة عادية نشبت بمدينة الإسكندرية الساحلية في يونيه سنة 1882م بين مواطن مصري اسمه "السيد العجان"،
يعمل حمّاراً (عربجي)، وبين أحد الرعايا الأجانب - مالطي - المقيمين في الإسكندرية، وكانت المشاجرة بسبب الخلاف على أجرة
الركوب بين العربجي والمالطي، فما كان من المالطي إلا أن أخرج سكيناً كبيراً طعن بها العربجي المصري حتى الموت، فثارت حمية
المسلمين، وعدوا ذلك انتهاكاً ليس لحياتهم فقط، بل لدينهم أيضاً، واتسع نطاق الشجار حتى طال معظم أحياء المدينة، وقُتل فيه عشرات
الأجانب والمصريين.
اتخذت إنجلترا من تلك المشاجرة - التي عُرفت في التاريخ بمذبحة الإسكندرية - ذريعة لضرب الإسكندرية بالمدافع؛ بعدوى حماية
الأقليات النصرانية، وتطورت الأوضاع حتى وصلت إلى قيام إنجلترا باحتلال مصر كلها بعد ذلك بأسابيع، وقد قيل بعد ذلك، إن
الحادثة كانت مدبرة سلفاً، وجرى التخطيط لها من قِبَل إنجلترا وبعض الخونة داخل مصر من المستفيدين من دخول الاحتلال لبلاد
مصر. وهذا الأمر قابلٌ للتصديق بل وتكرر؛ فمحاولات تأجيج الفتنة موجودة ومعروفة وقديمة؛ لأن أهل الباطل دائماً ما يفكرون في
كل ما يمكن أن يضر بأهل الحق، وكما أننا لا نعفي أهل الحق من تقصيرهم في القيام بدورهم في الأخذ بأسباب الحيطة والحذر، فإننا لا
نستطيع أن ننفي أو نغفل عن وجود فكرة المؤامرة؛ فهي في رأينا موجودة وباقية مادام وُجد أهل الباطل.
وسرعان ما اكتشف المصريون الأغراض الحقيقة للإنجليز، فاصطفوا جميعاً - سواء من المسلمين أوالنصارى - ليسطروا ملحمة
رائعة وخالدة من العمل المقاوم للاحتلال الإنجليزي استمر على مدار سبعين عاماً، وكان الاندماج والتعاون بين المسلمين والنصارى
مثار دهشة واستغراب من الجميع، بما فيهم قوى الاحتلال، الذين حاولوا كثيراً اللعب على هذا الوتر، ولكن دون جدوى. يوم 11 يوليو .. مر قرن وربع قرن علي ضرب الإسكندرية وبداية ملحمة كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال الانجليزي حيث
شهدت الثغر أولي ملامح هذه الملحمة التي استمرت حتى 23 من نفس الشهر عام 1952 .. ولهذا كان شعب الإسكندرية في طليعة
الشعب المصري في الكفاح بالروح والدم من اجل هذا الوطن . وحتي لا ننسي … ومن اجل الأجيال القادمة ..التي يجب ان تعرف نضال الأجداد ستسرد جزء من مذكرات الزعيم احمد عرابي ونشر
صورة لأحدي طوابي الثغر التي دمرت بفعل القصف البريطاني ” البربري ” الغاشم لمدينتنا . وصف عرابي المشهد منذ تحرك الأسطول الانجليزي بقيادة الأميرال سيمور وكان قوامه 8 مدرعات و 5 سفن مدفعية و سفينة
طوربيد واخري كشافة مزودة بمدافع ( ارمسترونج ) وعددها 77 مدفع – بعيد المدى – وحوالي 5700 جندي وكان هدف تحركهم
نحو الإسكندرية لحماية المصالح الأجنبية في مصر أبان الثورة العرابية متذرعين بحماية أرواح الأجانب في مصر وخاصة بعد مذبحة
الإسكندرية التي بلغ عدد الضحايا فيها علي وجه التقريب 49 قتيلا منهم 38 من الأجانب و 11 من المصريين وكان عدد الجرحى 71
جريحا منهم 38 أجنبي و 33 مصري وتركي . وصدرت الأوامر في حوالي الساعة السابعة صباحا يوم الثلاثاء 11 يوليو 1882 بضرب الاسكندرية واستمر القتال بين أساطيل
بريطانيا وقلاع الثغر حتي منتصف النهار ثم اخذت النيران في التناقص حتي تم تدميرها بالكامل قبيل الغروب .. وقد باغتنا العدو علي
غير استعداد منا وكان ضرر شظايا الأحجار المتناثرة من تأثير المقذوفات اكثر من القصف المباشر !! و من المعلوم ان للإسكندرية
عدة حصون وقلاع ومتاريس وأبراج مستديرة ولكن أكثر تسليحها كان قديما لا تصلح لمقاومة “الدوارع” الانجليزية . ولم تكن مدفعية البحرية الانجليزية تهدف توجيه ضرباتها للاستحكامات العسكرية بل كانت تأخذ في قصف المدينة ذاتها . ولم يكن لهم هدف سوي التدمير والقتل وإلحاق الخراب بالمدينة المصرية الجميلة دون تفريق لما هو مصري او أجنبي . ولعل ابلغ ما يمكن وصفه تلك الصورة المنشورة لتذكرنا بمرور 125 عاما علي هذا العدوان الغاشم علي الإسكندرية لتكون شاهدا
علي العصر ولتذكرنا ايضا ان الاستعمار هو الاستعمار لقد سارع الشاب النصراني عريان سعد بالتطوع لاغتيال الباشا يوسف وهبة "النصراني"، الذي قَبِل أن يشكل الحكومة تحت سلطة
الاحتلال الإنجليزي خارجاً عن إجماع الأمة، التي قاطعت سلطات الاحتلال؛ لئلا يكون اغتياله على يد مسلم ذريعة لفتنة طائفية،
وخطب القس سرجيوس ملطي من على منبر الازهر في ثورة 1919م هاتفاً: "إذا كان الإنجليز هم الذين سيحمون الأقباط، فليمت كل
الأقباط ولتحيا مصر حرة مستقلة". ومن العبارات التي حفظها التاريخ للزعيم النصراني مكرم عبيد قوله : "نحن مسلمون وطناً
ونصارى ديناً، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصاراً، واللهم اجعلنا نحن النصارى لك وللوطن مسلمين".
وحين اغتيل الوزير النصراني الموالي للإنجليز بطرس غالي، حاول الإنجليز استغلال هذا الاغتيال في إثناء ابنه واصف غالي عن
مقاوتهم، فقالوا له: "كيف تضع يدك في يد من قتلوا والدك؟" فقال لهم :"أفضل أن أضع يدي في يد من قتل والدي على أن أضع يدي في