تعتبر جماعة الإخوان المسلمون اكبر فصيل
سياسى إسلامى على الساحة حاليا خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 التى قلبت كل
موازين القوى السياسية فى العالم والعالم العربى .
وفى السطور القادمة تاريخ الحركة
فمن هم الاخوان المسلمين ؟
بدأت نشاطها في مصر كحركة جامعة شاملة تهتم بالإصلاح الاجتماعي والسياسي.
أسسها حسن البنا عام 1928 في مدينة الإسماعيلية وما لبثت أن انتقلت إلى
القاهرة. وفي ثلاثينيات القرن العشرين، زاد التفاعل الاجتماعي والسياسي
للاخوان , وأصبحو في عداد التيارات المؤثرة سياسياً واجتماعياً.وفي عام
1942 خلال الحرب العالمية الثانية عمل الاخوان على نشر فكرهم في كل من شرق
الأردن وفلسطين، كما قام الفرع السوري بالانتقال إلى العاصمة دمشق في عام
1944.
وبعد الحرب العالمية الثانية، قاموا بالمشاركة في حرب 1948 لتحرير فلسطين
بكتائب انطلقت من كل من مصر بقيادة البطل أحمد عبد العزيز والصاغ محمود
لبيب والشيخ محمد فرغلي وسعيد رمضان ومن سوريا بقيادة مصطفي السباعي ومن
الأردن بقيادة عبد اللطيف أبو قورة وكامل الشريف ومن العراق بقيادة محمد
محمود الصواف
حلت الجماعة في أعقاب عودة مقاتليها من حرب فلسطين من قبل محمود فهمي
النقراشي رئيس الوزراء المصري وقتها، بتهمة “التحريض والعمل ضد أمن
الدولة”. ولاحقا اغتيل محمود فهمي النقراشي. وقد أدان الإخوان قتل النقراشي
وتبرؤوا من القتلة بعد ان قال البنا مقولته الشهيرة علي القتلة “ليسوا
إخوانا، وليسوا مسلمين”. وكان الذي قام بهذا العمل طالبا بكلية الطب
البيطري بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، اسمه “عبد المجيد حسن” أحد طلاب
الإخوان الذي تم القبض عليه في الحال، وأودع السجن، وقد ارتكب فعلته، وهو
يرتدي زي ضابط شرطة، لهذا لم يُشَك فيه حين دخل وزارة الداخلية، وتربص
بالنقراشي، لإطلاق النار عليه,وبعد اغتيال النقراشي بعدة أشهر، تم اغتيال
مؤسس الجماعة حسن البنا يوم 12 فبراير 1949م.
من هو حسن البنا وما هى نشاته ؟
اسمه كاملا حسن أحمد عبدالرحمن البنا ,مؤسس الجماعة , والمرشد الأول له.
ولد فى شهر أكتوبرعام 1906 ، بالمحمودية في محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية .
التحق بمدرسة الرشاد الدينية وسنه حوالي ثمانية أعوام واستمر لمدة أربع
سنوات ، وكانت هي الأساس والقاعدة الصلبة التي استند عليها في تجاوز مراحل
تعليمه اللاحقة بجدارة وتوفيق .
أنتقل بعد ذلك إلى المدرسة الإعدادية ثم إلى مدرسة المعلمين الأولية عام 1920م وتخرج منها مدرساً .
أكمل دراسته في دار العلوم بالقاهرة بتفوق عام 1927 وكان على صلة بمحب
الدين الخطيب ، ويلتقي بجمهرة من العلماء الافاضل في المكتبة السلفية أثناء
تردده عليها .
قان بتأسيس الجماعة عام 1928م وأعاد إصدار (جريدة المنار) بعدما توقفت،
وعمل من أجل المشروع الإسلامي الذي يستطيع مقاومة الاستعمار، ومحاولات قهر
الشعوب المسلمة، واقتحم سنة 1936 الميدان السياسي ، ودعا الملوك والحكام
إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في شؤون الحياة سنة 1948 ، وبشر بالدولة
الإسلامية في صورة الخلافة، وقال “إذا لم تقم الحكومة الإسلامية فإن جميع
المسلمين آثمون “.
قام بتأليف (الرسائل) و (أحاديث الجمعة) و(المـأثـورات) وكتاب سيرته
الذاتية (الدعوة والداعية) وأوكل إليه أبوه كتابة ” مقدمة الفتح الرباني ”
مع ترجمة مؤلف أصل الكتاب الإمام أحمد بن حنبل، فكتب في مناقبه وسيرته،
ومحنته، وما يتعلق بمسنده، ومنزلته عند المحدثين
كان خطيبا من الطراز الأول وصف الشيخ علي الطنطاوي لقاء خطب فيه الإمام
البنا فقال : ” وهو في خطبته التي يلقيها كما تلقى الأحاديث بلا انفعال
ظاهر، ولا حماسة بادية، من أبلغ من علا أعواد المنابر، تفعل خطبه في
السامعين الأفاعيل وهو لا ينفعل، يبكيهم، ويضحكهم، ويقيمهم، ويقعدهم، وهو
ساكن الجوارح، هادئ الصوت، يهز القلوب ولا يهتز “.
كان يضع أمامه هدفين الاول تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي ، والثاني أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة.
جمع أتباعه على المحبة والإخاء ، ورباهم على إلإيمان بالدعوة ، والتجرد
لها، والاستعداد التام لكل ما يلقونه في سبيلها، وأعاد فكرة شمولية الإسلام
، وضرورة تطبيقه كمنهج حياة، والولاء الكامل للإسلام، والإخاء الإسلامي،
وأحدث تياراً بارزاً إسلامياً في المجتمع، وحارب بصدق مظاهر الانحلال
الخلقي، وجميع مظاهر الاغتراب في المجتمع.
اغتالته حكومة إبراهيم عبد الهادي السعدية بسلاح حكومي، وموظّفين حكوميين،
وبقرار إنجليزي ، في القاهرة عام 1949 بعد مقتل رئيس وزراء مصر محمود
النقراشي ، الذي أصدر القرار بحل (جماعة الإخوان المسلمين) بناء على أوامر
القيادة العليا للقوات البريطانية في الشرق الأوسط ، والذي كان ضالعا مع
العرش والاستعمار في إجهاض القضية الفلسطينية ، على يد المخبر أحمد حسين
جاد، عندما أراد عبد الهادي أن يقدم رأسه هدية لفاروق في العيد السنوي
لجلوسه على العرش، فكان اغتياله سببا في إسقاط أسرة محمد علي باشا عن عرش
مصر، وقيام ثورة 1952 وخلفه المرشد الثاني حسن إسماعيل الهضيبي .
كانت تربط البنا بكثير من العلماء وقيادة الفكر في المجتمع صلات كثيرة
ووثيقة ، علي سبيل المثال ، ونذكر منهم محمد رشيد رضا والاستاذ محب الدين
الخطيب والشيخ الدجوى والاستاذ محمد فريد وجدى والشيخ طنطاوى جوهرى والأمير
شكيب أرسلان ، والشيخ مصطفي صبري المنفلوطي ، ومصطفي صادق الرافعي ،
وتيمور باشا ، ومحمد إقبال ، وغيرهم ، وهذا يوضح لنا المناخ الفكري العام
الذي أحاط بالإمام من خلال هؤلاء وأمثالهم ما يمكن أن يكون قد تأثر به
البنا بشكل أو بآخر ، وكان له بعد ذلك أن يأخذ ويدع ، ويقبل ويرفض ، وينتقد
ويصحح ، حسب فكره ومنهجه ، ودعوته .
أهم ما كتبه البنا عن جماعة الاخوان المسلمين
ان من نتيجة هذا الفهم العام الشامل للإسلام
عند الإخوان المسلمين أن شملت فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة ، وتمثلت
فيها كل عناصر غيرها من الفكر الإصلاحية ، وأصبح كل مصلح مخلص غيور يجد
فيها أمنيته ، والتقت عندها آمال محبي الإصلاح الذين عرفوها وفهموا مراميها
، وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك ، إن الإخوان المسلمين هى جماعة إصلاحية
شاملة تفهم الإسلام فهما شاملا وتشمل فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة
وأنها دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى أصوله الصافية
القرآن والسنة النبوية، وهي أيضا طريقة سنية لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل
بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك
سبيلا, حقيقة صوفية، يعتقدون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب،
وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله،
والأخوة في الله,وهيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في
صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة,وجماعة
رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف،
ويلتزمون قول النبي: “إن لبدنك عليك حقًا”، وأن تكاليف الإسلام كلها لا
يمكن أن تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم
الصحيح,وهى ايضا رابطة علمية ثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها،
وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان، والعلم ,قال ايضا
انها شركة اقتصادية، فالإسلام في منظورهم يعني بتدبير المال وكسبه، والنبي
يقول: “نعم المال الصالح للرجل الصالح”
كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بالمجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاج
وشفاء الأمة منها. أي أن فكر الأخوان مبني على شمول معنى الإسلام، الذي جاء
شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا والدين، ووجه نشاط
الإخوان إلي كل هذه النواحي ، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلي ناحية
واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعاً ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها
جميعاً .
السير على خطى البنا
الاخوان يعملون فى خطوط متوازية على مدار سنين طويلة ومعروف عنهم انهم
منظمون إلى أقصى درجة لذا فهم يتبعوا خطوات البنا ومبادئه فيروا ان الفرد
المسلم هو اسرع الخطوط بالحركة ,والاسرة المسلمة ووجودها حتمى لان اذا وجد
الفرد المسلم فلابد ان ياتى وقت ويكون اسرة مسلمة أما المجتمع المسلم ونواة
المجتمع هى الاسرة المسلمة وبهذا عندما تكثر الاسر المسلمة سياتى بعده
المجتمع المسلم ,أما الحكومة المسلمة تاتى فى مرحلة متأخرة عن المجتمع
المسلم فهى خطوة لابد ان تاتى ولكن بعد تكوين المجتمع المسلم ,أما الدولة
المسلمة تاتى بعد وجود الحكومة المسلمة ,استاذية العالم وهى اخرمرحلةفي
خطة الاخوان وهى ان تعود الخلافة الاسلامية إلى سابق عهدها وان تجمع الدول
العربية والاسلامية تحت لوائها .
الاخوان فى عهد ثلاث رؤساء
بداية علاقة عبد الناصر بالإخوان
تمكن عبد المنعم عبد الرءوف من تجنيد جمال
عبد الناصر وضمه “للجمعية السرية لضباط الجيش” عام 1944 ، وظل عبد الرءوف
طيلة المدة من 1944 وحتى 15 مايو 1948 هو المسؤول عن التنظيم السري داخل
الجيش ،متعاونا مع الفريق عزيز المصري والشيخ حسن البنا والصاغ محمود لبيب
،وهناك بعض المصادر التي تشير إلى أن ارتباط عبد الناصر بالإخوان كانت عن
طريق الشيخ الباقوريٍ.
في هذه الفترة أعجب بعض ضباط الجيش بما كانت تتميز به جماعة الإخوان من
الإنضباط والروح المحاربة ،وقد استجاب الإخوان وألحقوا الضباط الذين
تجاوبوا معهم بالنظام الخاص، وتم اتصالهم بعبد الرحمن السندي في سرية مطلقة
حيث ،وتم تخصيص الشيخ سيد سابق ليعطيهم دورسا في الفقه والثقافة الإسلامية
عوضا لهم عن عدم حضورهم محاضرات الإخوان العامة.
ولما كثر عدد المنتسبين من الضباط في النظام الخاص وضاقت قدرات عبد الرحمن
السندي وثقافته عن تلبية نوازعهم الفكرية وأشواقهم إلى العمل الجدي، أفرد
لهم حسن البنا قسما خاصا يرأسه الصاغ محمود لبيب وكيل الإخوان وقتئذ .
وأطلق محمود لبيب اسم الضباط الأحرار على هذا القسم التابع للإخوان داخل
الجيش..
عبد الناصر والاستقلال بالتنظيم
ولكن ما لبث حماس الضباط للإخوان أن فتر سنة 1946 فقرروا البعد بحركتهم عن
أية صلة بالإخوان وأن تقتصر على الجيش وتولدت لديهم الرغبة في التحرر من
ارتباطهم بالإخوان وبدأ عبد الناصر في تحويل ولاء الضباط له دون علم الصاغ
محمود لبيب ٍخاصة بعدما ضاق الضباط حين وجدوا أنفسهم وقد سجلت أسماؤهم في
فصول لتعليمهم –بواسطة مدنيين- كيفية استخدام البندقية وفكها ،مع أنهم
كانوا يتوقعون أن يستعان بهم في التدريب العسكري لأعضاء الجماعة ، كما وجد
هؤلاء الضباط مشاكل تنظيمية داخل الجماعة يستحيل معها اختراق حاجز التدرج
الهرمي للمراتب .
وفي عام 1945 بدا أن لجمال عبد الناصر اعتراضات جوهرية على أسلوب الإخوان
ومنهجهم في نشر الفكر الإسلامي عن طريق التربية والتعليم حتى تصبح له
أغلبية شعبية تضغط على الحكومة لتنفيذه وإلا قاموا بالمظاهرات والإضرابات
والعصيان المدني، ورأى عبد الناصر” أن هذا الأسلوب سيطول جدا وربما يتعذر
تنفيذه ولا يجعل لنا نحن ضباط الجيش دورا ملموسا وسنكون تابعين لا
متبوعين”.
وابتداء من عام 1950 بدأ عبد الناصر في إعادة التنظيم السري لضباط الجيش
والذي توقف عام 1948 وبدأ يضم عناصر أخرى من غير الضباط الإخوان ،وخاصة
الضباط الذين قاسموه محنة الفالوجا وغيرهم ممن يلمس فيهم الشجاعة والكتمان .
وبموت حسن البنا ومحمود لبيب انقطعت صلة الإخوان بضباط الجيش وبدأ عبد
الناصر يستقل بالتنظيم
وقد حدث خلاف بين عبد المنعم عبد الرءوف وجمال عبد الناصر حول تبعية تنظيم
الضباط الأحرار للإخوان المسلمين .. وقد بدأ ذلك منذ عام 1943 .. وتدريجيا
رفض عبد الناصر وبقية الضباط هذه التبعية فانسحب عبد المنعم عبد الرءوف من
لجنة قيادة الضباط الأحرار وحل محله عبد الحكيم عامر عن سلاح المشاة ،وكان
لهذا الخلاف جذور ،ومن مظاهره ما حدث عندما قام جمال عبد الناصر وعبد
المنعم عبد الرءوف وأبو المكارم عبد الحي وكمال حسين بزيارة السندي بمستشفى
قصر العيني – وكان محبوسا في قضية السيارة الجيب – وكان بين الزائرين خلاف
كبير في الرأي .. فجمال عبد الناصر يقول إن منهج الإخوان طويل طويل ولا
يوصل إلى شيء ،فما جدوى أن تجمع الضباط في مجموعات لحفظ القرآن والحديث
ودراسة السيرة ..إلخ ،وما ضرنا لو انضم إلينا ضابط وطني من غير دين
الإسلام؟ وهكذا أصبح جمال عبد الناصر – وباعتراف قادة الإخوان – هو الشخص
الوحيد الذي أشرف على تنظيم الضباط الأحرار بعد حرب فلسطين عام 1948 وكان
يعرف الضباط كلهم واحدا واحدا وفي يده كل خيوط التنظيم ..
وأمسك عبد الناصر في يده منذ عام 1950 بكل أمور التنظيم السري واستطاع
ابتداء من هذا التاريخ إقناع الضباط المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بعدم
الاتصال بالإخوان خشية اكتشاف الحركة .
وقد التنظيم وافراد المتطوعين من الاخوان بلاء حسنا فى حرب القنال ضد
الانجليز بمدن القناة كلها وقدم التنظيم والاخوان عددا من الشهداء منهم :
انور شاهين واحمد منيسى وغيرهم من الشهداء الذين قدموا ارواحهم على خط
القنال فى مكافحة الاحتلال .
وبعد ذلك حدثت احداتث عظيمة عجلت بحركة الجيش منها على سبيل المثال : حريق القاهرة – انتخابات نادى الجيش – استهتار الملك .
وبدأ التخطيط لحركة الجيش والتى كانت مقرر لها يوم 22/6/1952 ولكن تأخر
قرار المرشد العام الذى كان فى الاسكندرية وقت اذ فتأخر التحرك يوما كاملا
فأتت حركة الجيش يوم 23/ يوليو /1952
ومن هنا بدأفصل جديد فى علاقة الاخوان بعبد الناصر الذى هو فرد من الاخوان
حتى الان والذى اقسم على المصحف والمسدس فى بيت الاستاذ صالح عشماوى وقد
اخدث عليه البيعة هو كمال الدين حسين وعبدالحكيم عامر وعبداللطيف البغدادى
وقد ذكر هذا فى عدد من مذكرات اعضاء مجلس قيادة الثورة وهذا ما قاله حسين
الشافعى فى ششهادته على العصر مع الاعلامى احمد منصور
ويقول الاستاذ محمد حامد ابو النصر المرشد الرابع لجماعة الاخوان المسلمين عن علاقة الاخوان بالجيش :
الإخوان وحركة الضباط
وجاءت حركة الضباط في يوليو سنة 1952 – وقبل أن نتناول مثل هذه الأمور التي
كانت موضع خلاف بين قيادة الحركة والإخوان .. لابد لنا من وقفة نذكر شيئا
من مراحل انتشار دعوة الإخوان داخل صفوف الجيش . ففي أواخر الثلاثينيات حيث
كانت تلقي الدروس في دار المركز العام للإخوان المسلمين كان يحضرها خليط
من أفراد الشعب ومن هؤلاء الكثير من جنود الجيش الذين تأثروا بمعاني الدروس
والتوجيهات التربوية التي تدعو إلي الإقدام والتضحية في سبيل العقيدة
والوطن ، وكان هؤلاء الجنود توزع عليهم مجلة الإخوان المسلمين التي – كان
يحملونها بدورهم إلي داخل الوحدات فكان يطلع عليها بعض الضباط الذين أعجبوا
بما ينشر فيها من مقالات وما تناقشه من قضايا تمس الوطن كالاحتلال
البريطاني لمصر والبلاد العربية فتغرس في نفوس الضباط والجنود معاني
التضحية والفداء وحفظ الكرامة وما إلي ذلك من فضائل الأخلاق التي يجب أن
يتحلي بها الجندي ، ولما كانت الوحدات العسكرية تحتفل بالمناسبات الدينية
مثل ذكرى الهجرة ، والمولد النبوي الشريف وغيرها من المناسبات التي كان
يحتفل بها والتي كان يدعي لها العلماء والوعاظ من رجال الدين ومن بينهم
الإمام الشهيد / حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين الذي تميز
بأسلوبه العذب وطريقته السهلة في تناول الموضوعات وتوجيهاته الرقيقة في
علاج النفوس وجمع القلوب علي الخير ومكارم الأخلاق ، ومن ثم برزت العناصر
المتحمسة والتي تمثلت في كثير من الجنود والضباط الذين حرص الإمام الشهيد
علي إلحاقهم بجماعة الإخوان المسلمين وضمهم في تنظيمات الجماعة الخاصة تحت
إشراف الأخ المرحوم الصاغ / محمود لبيب – الذي تعرف بالإمام الشهيد حوالي
سنة 1936 وهو محارب قديم اشترك مع المرحومين اللواء / صالح حرب باشا – وعبد
الرحمن عزام باشا في قتال الاستعمار الايطالي علي أرض ليبيا .
ومما يذكر أن الأخ المرحوم الصاغ محمود لبيب كان يوالي أنشطة نشر الدعوة
داخل صفوف الجيش ويغذيها بالمنشورات التي كان يقوم علي تحريرها الإخوان
المسلمون والتي كانت تناهض الاستعمار وتبث في الجنود روح اليقظة والشجاعة ،
وكانت تصدر أولا تحت اسم (الجنود الأحرار) ثم تغيرت إلي إخفاء دورهم
ونشاطهم داخل الجيش . ومن أسبق الإخوان الضباط الذين اندمجوا في صفوف
الجماعة الأخ اللواء / أبو المكارم عبد الحي متعه الله بالصحة والعافية وهو
يمتاز بقدرته العلمية وكفاءته العسكرية وكذلك الأخ اللواء طيار / عبد
المنعم عبد الرءوف رحمه الله الذي ضبط في أثناء هروبه مع القائد الفريق
عزيز المصري قبيل واقعة العلمين فحكم عليه ثم أفرج عنه بعد انقضاء مدة
الحكم ، وهذا الحادث ألقي ضوءا قويا علي شخصية الطيار كشاب وطني جرئ . وعلي
أثر ذلك في أوائل سنة 1945 التقي بالإمام الشهيد / حسن البنا في المركز
العام للإخوان المسلمين بحضور الأخ المرحوم الصاغ / محمود لبيب وكيل جماعة
الإخوان المسلمين العسكري ، وقد كان استعداد الأخ الطيار لاستقبال دعوة
الإخوان المسلمين طيبا كريما وأخذ علي عاتقه أن يجمع عليها الضباط ، وقد
بايع الإمام الشهيد وصدق بيعته وبر بها والحمد لله ، وبعد فترة استطاع الأخ
اللواء / طيار عبد المنعم عبد الرءوف أن يكون أسرة من الإخوة الضباط :
جمال عبد الناصر – وصلاح خليفة – وحسين حمودة – وخالد محيي الدين – وكمال الدين حسين – وعبد الحكيم عامر – وسعد توفيق .
وهؤلاء الضباط كثيرا ما كانوا يلتقون
بالإمام الشهيد / حسن البنا جماعات وأفرادا بحضور الأخ الصاغ / محمود لبيب .
ولما رأي فضيلة الإمام الشهيد في هؤلاء الضباط من حماس وتطلع للاستعداد أن
يؤدوا البيعة فتوجهوا إلي منزل الأستاذ / صالح عشماوي بالصليبة بحي
الخليفة بالقاهرة فأخذوا منه البيعة الخاصة نيابة عن الإمام الشهيد ثم
استقبلهم الأستاذ / عبد الرحمن السندي المسئول عن النظام الخاص للجماعة
وهنأهم لعقد البيعة . ومن الضباط الذين انضموا وبايعوا علي دعوة الإخوان
المسلمين علي فترات مختلفة الإخوة : حسن إبراهيم – وحسين الشافعي – وصلاح
سالم – وعبد اللطيف البغدادي – وفؤاد جاسر – وجمال ربيع – والإخوان
الأخيران ومعهما الأخ / حسين حمودة حكم عليهم في قضايا الإخوان سنة 1954
وأمضوا فترة طويلة في السجن تحملوا فيها كثيرا من الشدائد والمحن .
أما ” الضابط أنور السادات ” فلم يكن معروفا في صفوف الإخوان ومبلغ صلته
بالإخوان المسلمين نشأت عندما أتهم في اشتراكه في اغتيال أمين عثمان فقد
ذهبت السيدة حرمه الأولي إلي فضيلة الإمام الشهيد في المركز العام للإخوان
المسلمين وقدمت إليه أسورتها الذهبية وطلبت منه أن يقرضها مبلغا من المال ،
لكن فضيلته رحمه الله رد إليها أسورتها وأعطاها المبلغ المطلوب وقدره
سبعون جنيها ، وقرر لها ولأبنائها راتبا شهريا من خزينة المركز العام
للإخوان المسلمين ، وقد بدأ نشاط بعض هؤلاء الضباط مع قسم الوحدات العسكرية
بقيادة الأخ الضابط الأستاذ / صلاح شادي بالقيام بسلسلة من الأعمال
الفدائية قصد منها إقلاق المستعمر وإعلان البغض والكراهية له فقد نفذ هؤلاء
الإخوان بعض العمليات نذكر منها :
حادث تفجير فندق الملك جورج في الإسماعيلية – وحادث القطار الانجليزي –
الذي كان يحمل الجنود البريطانيين من مصر إلي فلسطين – وحادث محاولة تفجير
اللغم في قناة السويس .
كما نسق بعض ضباط الإخوان مع إخوانهم الفدائيين من الإخوان المسلمين قتال
الجمعيات الإرهابية الصهيونية مثل : شتيرن والهاجاناه وأرجون وغيرها علي
أرض فلسطين المقدسة تحت قيادة الأخ الشهيد فضيلة الشيخ محمد فرغلي – الذي
كان يقود المقاومة ضد قوات الاحتلال في خط القناة فأرغب الانجليز وأقلق
بالهم حتى أنهم رصدوا مبلغا كبيرا من المال لمن يأتي برأس الشهيد فرغلي حيا
أو ميتا ، كما كان يقوم الضابط جمال عبد الناصر – بتكليف من الأستاذ عبد
الرحمن السندي رئيس النظام الخاص في جماعة الإخوان المسلمين بتدريب بعض
الأفراد من المتطوعين الذي كانت ترسلهم جماعة الإخوان المسلمين للقتال في
فلسطين . وكادت القوات المصرية الباسلة تحرز النصر علي قوات العدو الصهيوني
في فلسطين لولا أن حكومة النقراشي باشا أمدتها بالأسلحة الفاسدة فكانت
الهزيمة التي لحقت بالجيوش العربية . ثم أعقب ذلك إعلان الهدنة المشئومة .
وفي موجة الغليان التي كانت تجري في عروق هؤلاء الضباط علي أثر تلك الخيانة
فكروا في عمل تغيير الحكم في البلاد .
وعلي أرض المعركة كان أول اجتماع لدراسة هذه
الفكرة في خيمة فضيلة الشيخ فرغلي قائد الفدائيين من الإخوان المسلمين ،
ثم استؤنفت اللقاءات والاجتماعات عند عودة الجميع إلي أرض الوطن . .. ولكن
ما لبث الحال طويلا فقد عمت البلاد موجة عارمة من الحوادث والاضطرابات فحلت
جماعة الإخوان المسلمين وأغلق دورها واعتقل الكثير من شبابها وازدادت
الأحوال سوءًا باغتيال حكومة إبراهيم عبد الهادي باشا الإمام الشهيد حسن
البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، فضلا عن العديد من قضايا
الإخوان المنظورة أمام المحاكم وانشغال الإخوان باختيار مرشدهم الجديد . كل
تلك الأحداث الضخمة لم تصرف الإخوان في ضرورة القيام بعمل تغيير في البلاد
بل سارعت في تنفيذ الفكرة لإصلاح الفساد الذي استشري وعم . وهنا يحسن بنا
أن نرجع إلي أواخر سنة 1950 قبل وفاة الأخ المرحوم الصاغ / محمود لبيب –
المسئول عن ضباط الإخوان في الجيش وقبل اختيار المرشد الجديد ففي تلك
الفترة لاحظ اللواء طيار عبد المنعم عبد الرءوف أن الضابط جمال عبد الناصر
يجمع زملاءه علي اختلاف مبادئهم وآرائهم علي القيام بالحركة تحت اسم حركة
الضباط الأحرار فاعترضه الأخ عبد المنعم عبد الرءوف قائلا له : (إنها بيعة
يجب أن تظل للإخوان و الإسلام) ولذا يلزم أن يكون الضابط جمال عبد الناصر
لم يوافق علي ذلك فاختلفا ، واتفقا علي عرض الأمر علي الأخ الصاغ محمود
لبيب الذي كان طريح الفراش يشكو مرض الموت ، فذهبا إليه وعرضا الأمر عليه
فحاول أن يوفق بينهما فلم يستطع فخرجا مختلفين متمسكا كل منهما برأيه
محتفظا به ، وهنا لم يَفُتْ الأخ المرحوم الصاغ محمود لبيب أن يذكَّر
الضابط جمال عبد الناصر بيعته للإخوان المسلمين .
والجدير بالذكر أن الضابط جمال عبد الناصر حاول بعد ذلك أن يثني الأخ
اللواء طيار عبد المنعم عبد الرءوف عن موقفه الحازم فأرسل إليه الضابط عبد
الحكيم عامر لإقناعه بالعدول عن رأيه ، لكنه أصر وأكدا علي ضرورة أن تكون
الحركة باسم ( الإخوان المسلمين ) . وفي أواخر سنة 1951 تم اختيار الأستاذ /
حسن الهضيبي مرشدا عاما للإخوان المسلمين وعندئذ بدأت جماعة الإخوان
المسلمين في مزاولة نشاطها ، فدب من جديد نشاط الإخوان داخل الجيش بالتجمع
والارتباط علي تنفيذ فكرة التغيير ، وفي خارج الجيش استأنفت اللقاءات بين
ضباط الإخوان وأخوانهم من المدنيين فكانت هذه الاجتماعات تتم تارة في منزل
الأخ الأستاذ / عبد القادر حلمي ، وتارة أخري في منزل الأخ الأستاذ / منير
دله – أمين صندوق جماعة الإخوان المسلمين وكان يحضر هذه الاجتماعات معهم
بعض الإخوة المسئولين مذكر منهم : الأخ الأستاذ / صلاح شادي المسئول عن
الوحدات العسكرية في جماعة الإخوان المسلمين ، والأخ الأستاذ / حسن
العشماوي المحامي ، والضابطك جمال عبد الناصر بصفته أحد المسئولين عن ضباط
الإخوان في الجيش ، وكانت هذه المجموعة تربطها أواصر الإخوة والمحبة
لتعاونهم في بعض العمليات الفدائية السابقة التي عمقت هذه العلاقة . وقد
روعي في اختيار هؤلاء الإخوة قلة العدد وسرية الاجتماع لعظم المهمة
وخطورتها ومتطلباته ويناقشون مراحل تنفيذه ويبحثون جميع الجوانب التي
يشملها التغيير من القضاء علي الفساد في البلاد والتخلص من الاستعمار
وأعوانه والإطاحة بالملك رأس الفساد في البلاد ، وإصلاح الحالة الاجتماعية
وتحرير اقتصاد البلاد من أيدي المستعمر ، وإقامة حياة نيابية سليمة تقوم
علي دعامتها مبادئ الحق والعدل والمساواة بين الناس في ظل مبادئ الإسلام
الحنيف ووضعوا كل الخطوط العريضة لأوجه التغيير في كيفية الحكم واحتمال
تدخل الدول الأجنبية وبحثوا ذلك بالتفصيل ، علي أن يعتمدوا في تنفيذ هذه
الحركة وما يصحبها من تغييرات علي شعبة الإخوان المسلمين .
ولما تهيأت الظروف المناسبة وتجمعت للقيام
بعمل التغيير المنشود ، توجه الضابط جمال عبد الناصر إلي الأخ الأستاذ /
صلاح شادي في منزله وأخبره بضرورة سرعة التنفيذ خوفا من اكتشاف أمرهم .
فأمهله الأخ الأستاذ / صلاح شادي حتى يستطيع رأي فضيلة المرشد الموجود
بالإسكندرية ، وأثناء وجود الضابط جمال عبد الناصر بمنزل الأخ الأستاذ /
صلاح شادي حضر الأستاذ / عبد الرحمن السندي ومعه بعض الإخوة ليخبر الأخ
صلاح شادي ببوادر الاستعداد لحركة داخل الجيش فأخفي عنهم وجود الضابط جمال
عبد الناصر معه إمعانا في السرية التامة والكتمان لخطورة الأمر وجسامته .
وعلي أثر مغادرة الضابط جمال عبد الناصر
المنزل اتفق الأخ الأستاذ / صلاح شادي مع الأخوين الأستاذ / حسن العشماوي
المحامي ، والأستاذ / عبد القادر حلمي أن يسافر فورا إلي فضيلة المرشد
ليحملا إليه الخبر ويشرحاه له . .. فحذرهم ونصحهم بتمركز الإخوان علي خط
القنال تحسبا من انقضاض القوات البريطانية لإحباط الحركة ، ووافق علي
تنفيذها وصدق عليها مؤكدا ضرورة الالتزام بما سبق الاتفاق عليه معهم من
تحكيم شرع الله ، وفوضهم في إصدار التعليمات – اللازمة لجميع الإخوان في
داخل الجيش وخارجه لتنفيذ ما يصدر إليهم من أوامر . وعند عودة الأخوين من
الإسكندرية بعد مقابلة فضيلة المرشد العام ، حضر الضابط جمال عبد الناصر
لمنزل الأخ الأستاذ / صلاح شادي يستطلع الخبر ويتعرف علي رأي فضيلة المرشد
فأخبروه بكل ما حدث ونقلوا إليه تأكيد فضيلة المرشد علي تحكيم شرع الله ،
وموافقته علي تنفيذ الحركة وتصديقه عليها . وهنا ذكَّر الأخ الأستاذ / صلاح
شادي الضابط جمال عبد الناصر بما سبق أن اتفقوا عليه بضرورة تنفيذ شرع
الله وقرأ معه فاتحة الكتاب وأشهدوا الله علي ذلك .
وفاء يقابل بنُكث !
وفي يوم 23 من يوليو سنة 1952 الميعاد المحدد والمتفق عليه للتنفيذ صدرت
الأوامر لشعب الإخوان في القاهرة للمحافظة علي المنشآت العامة وكذلك صدرت
الأوامر لضباط الإخوان في الجيش بتنفيذ ما يصدر إليهم من أوامر وتعليمات
وقد تم كل ذلك بحماس ، ترجم ذلك في المظاهرات الضخمة التي كان يقودها
الإخوان في أنحاء القاهرة استقبالا للحركة وتأييدا لها . وبذلك نجحت الحركة
وظهرت . ومما يذكر أن الضابط جمال عبد الناصر أول من هنأ الأخ المرحوم
الأستاذ / حسن العشماوي المحامي بنجاح الحركة – وطلب إليه أن يرسل أحد
الإخوان إلي منزله ليطمئن أسرته . وبعد نجاح الحركة أرسل فضيلة المرشد إلي
الضابط جمال عبد الناصر يطلب إليه ضرورة إخراج الملك من البلاد ، وفي الحال
استدعي الأخ اللواء طيار / عبد المنعم عبد الرءوف من العريش وكلف بناء علي
رغبة فضيلة المرشد بإخراج الملك من البلاد فتوجه علي رأس قوة لمحاصرة قصر
رأس التين لإجبار الملك علي مغادرة البلاد – وكان ذلك في يوم 26 من يوليو
سنة 1952 – وفي ذلك التاريخ نشرت جريدة الأهرام توديع بعض ضباط الحركة
برئاسة اللواء / محمد نجيب للملك أثناء مغادرته البلاد من ثغر الإسكندرية
علي اليخت الملكي (المحروسة) وقد سجلت جريدة الأهرام ما جاء علي لسان الملك
قوله إلي الضباط : (إن مهمتكم شاقة وإنني أعلم أن الذين قاموا بهذه الحركة
شرذمة من الإخوان المسلمين) .
وفي الأسبوع الأول من قيام الحركة التي
استقبلها الشعب بحماس بالغ وارتياح منقطع النظير ، حضر فضيلة المرشد
للقاهرة وتم أول لقاء بينه وبين الضابط / جمال عبد الناصر – المسئول عن
ضباط الإخوان داخل الجيش وقائد الحركة في منزل الأستاذ / صالح أبو رقيق ،
وبحضور الأخ الأستاذ / حسن العشماوي المحامي وبعد تبادل التهنئة بنجاح
الحركة قال فضيلة المرشد للضابط جمال عبد الناصر يحسن أن تقوموا ببعض
الاصلاحات السريعة التي تدعو إليها مبادئ الإسلام خصوصا والحركة الآن في
أولي خطواتها وأوج نجاحها ، وفي مثل هذه الحالة يزداد التفاف الشعب حولكم
ولا يستطيع أحد أن يعترض طريق الإصلاح ، وفي الوقت نفسه تكونون قد أديتم
للبلاد والعباد أجل الخدمات .. فرد الضابط جمال عبد الناصر قائلا : طبعا
سنقوم بعمل إصلاحات كثيرة – لكن تدع ما يتصل بالإسلام الآن . فقال فضيلة
المرشد : أليس في نيتكم خدمة البلاد بمنهج الإسلام كما اتفقتم مع إخوانكم
من قبل ؟! فرد الضابط جمال عبد الناصر : أنا لم أتفق مع أحد علي هذا . وهنا
سأل فضيلة المرشد الأستاذ / حسن العشماوي المحامي ألم تتفقوا علي ذلك يا
حسن ؟ فأجابه : نعم فقد اتفقنا جميعا علي ذلك – وسرد من الوقائع ما يثبت
ذلك .. لكن الضابط جمال عبد الناصر نفي ذلك بتاتا قائلا : نحن لا نقبل
وصاية علينا من أحد – فتعجب فضيلة المرشد في حزن وقال حيث إنكم لم تتفقوا
علي شيء فيحسن عدم الكلام ، وختم علي هذا اللقاء الأول صمت عميق .. وانتهي
اللقاء بفتور بالغ .
غـدر وخـداع !
وتركت هذه الزيارة انطباعاتها المؤلمة علي نفس فضيلة المرشد ومن معه من
الإخوان فاحسوا بخيبة الأمل عندما تنكر الضابط جمال عبد الناصر عن ارتباطه
تنفيذ ما سبق أن اتفق عليه .. وكانت الصدمة عنيفة عندما شعروا لأول مرة
يتخلي قائد الحركة عن مبادئ الجماعة التي كان يلتزم بها من قبل . .. وكان
هذا اللقاء الأول المفجع بين فضيلة المرشد والضابط جمال عبد الناصر الذي
شرد أخيرا من حضانة الإخوان المسلمين . … وهكذا اعتبر هذا اللقاء بمثابة
عصا التحويل التي بها انطلق قطار الحركة مسرعا لا يلوي علي شيء تاركا
العاصمة الضخمة الرابضة علي أرض الوطن محط الأمل ومسئول الرجاء – الممثل في
مبادئ جماعة الإخوان المسلمين . وعقب مغادرة الضابط جمال عبد الناصر مكان
اللقاء ذكر فضيلة المرشد للإخوان الحاضرين أن هذه الحركة لا تعمل في ظل
الإسلام ، ونصح بالتعاون معها في سبيل مصلحة البلاد ، وحذر من تصدع وحدة
الصف خوفا من تدخل الانجليز وعودة الملك . ولم يشأ فضيلة المرشد أن يذيع
ذلك بين صفوف الإخوان . من هنا بدأ الضابط جمال عبد الناصر يخطط للتخلص من
رباط الإخوان المسلمين تدريجيا بل وقرر تصفية الجماعة نهائيا علي مراحل ،
استجابة لعقدة الذنب بعد تحلله من البيعة – وتطمينا للمستر كافري الذي أيد
الحركة في ساعات ميلادها الأولي أملاً في تنفيذ سياسة أمريكا في الشرق
الأوسط .
ومما يجب ذكره في سرد هذه الوقائع أن الضابط جمال عبد الناصر كافأ هؤلاء
الإخوة الذين خططوا وشاركوا معه في الإعداد للقيام بالحركة ، وعلي رأس
هؤلاء جميعا فضيلة المرشد الراحل الأستاذ / حسن الهضيبي – قاتئد الجماعة
الذي تمت كل هذه الخطوات علي يديه وتحت رعايته وبموافقته ، فقد حكم عليه
بالإعدام واستبدل به السجن المؤبد ، وكذلك الأخ الأستاذ / صلاح شادي صاحبه
في الجهاد والذي وضع الضابط جمال عبد الناصر أسرار الحركة في ذمته .. فقد
حكم عليه بالإعدام وبدَّل بالأشغال الشاقة المؤبدة ، وكذلك الأخ الأستاذ /
حسن العشماوي المحامي أحب الإخوان إلي نفسه والذي اختاره الضابط عبد الناصر
ليبلغ أهل منزله بنجاح الحركة ويطمئنهم عليه لثقته فيه ولقربه منه .. فقد
حكم عليه بالإعدام وشاءت إرادة الله أن يهاجر البلاد ويلقي ربه بعيدا عن
الوطن ، وكذلك الأخ اللواء طيار المرحوم / عبد المنعم عبد الرءوف والذي كان
له فضل الحاق الضابط عبد الناصر بجماعة الإخوان المسلمين والذي أجبر الملك
علي الخروج من البلاد بشجاعته النادرة وجرأته الفائقة .. فقد حكم عليه
بالإعدام فخرج من البلاد وذاق مرارة الغربة وحمل مشاقاتها واشتركت عليه
الأمراض رحمه الله تعالي ، وكذلك الأستاذ / صالح أبو رقيق الذي فتح بيته
لاستضافة الضابط جمال عبد الناصر في أول لقاء بفضيلة المرشد العام للإخوان
المسلمين بعد نجاح وقيام الحركة بأسبوع .. فقد حكم عليه بالأشغال الشاقة
المؤبدة .
هكذا رد الضابط جمال عبد الناصر الجميل لقائده مرشد الجماعة ولإخوانه –
وبهذه الخسة عاملهم متنكرا للشرف العسكري مطيحا بمبادئه . والآن بعد أن
ذكرنا نبذة عن تاريخ انتشار دعوة الإخوان المسلمين في صفوف الجيش ومتى
اعتنق ضباط الحركة مبادئ [[جماعة الإخوان المسلمين]] وبايعوا عليها وكيف
انخرطوا في تشكيلاتها الخاصة . … نعود فنقول جاءت حركة 23 يوليو سنة 1952
وحالة الإخوان في داخلهم كما وصفنا آنفا . واستقبل الإخوان قادة وجنودا
الحركة بتفاؤل وتأييد لإحساسهم العميق بصورة الفساد المستشري في أنحاء
البلاد والاضطهاد الشديد الذي أصاب جماعة الإخوان المسلمين في العهود
الماضية وأودت بحياة مرشدها الإمام الشهيد / حسن البنا أملا في إصلاح
الحالة وتغيير طريقة الحكم في البلاد ، ولكن القدر لم يمهل البلاد طويلا
فما لبث هذا الأمل أن ضعف في نفوس الإخوان عندما سمعوا من الضابط جمال عبد
الناصر قائد الحركة الحقيقي في خطبته في الحوامدية قولته : ( لا تكونوا
كالببغاوات ترددون مالا تعقلون ) موجها كلامه إلي جماهير الشعب الذين كانوا
يستقبلونه بهتافات الإخوان المعروفة : (الله أكبر .. ولله الحمد .. الله
غايتنا .. والرسول زعيمنا .. والقرآن دستورنا) وبهذا التصريح ألقي قائد
الحركة القفاز في وجه الإخوان المسلمين ، وبعد صدور هذه البادرة السيئة من
قائد الحركة وقعت كثير من التحديات سنتناولها فيما بعد .
والمتابع المنصف لمجري الأحداث يسجل علي الضابط جمال عبد الناصر أنه كان
يتعامل مع الإخوان المسلمين مستوحيا مبادئ (ميكيافيللي) التي لا تقيم وزنا
للشرف والنزاهة والصدق .. بل عنده أن الغاية تبرر الوسيلة – بينما كان
الإخوان يتعاملون معه من منطلق مبادئ الإسلام السمحة مع الصدق وحفظ الكرامة
تاركين لله عاقبة الأمور ، وسيتضح هذا الأسلوب من خلال كثير من الأحداث
التي وقعت بين قائد الحركة والإخوان ، سنذكر البعض منها علي سبيل المثال
وليس علي سبيل الحصر . فمثلا أولي تلك الأحداث هي طلب قائد الحركة اشتراك
الإخوان في الوزارة وكل ما دار حول ذلك المطلب لا أذكره بالتفصيل لأنني لم
أكن وقتها عضوا بمكتب الإرشاد الأول للإخوان المسلمين في أول عهد فضيلة
المرشد الراحل / حسن الهضيبي – رحمه الله .. ولكن يحكم موقعي في جماعة
الإخوان المسلمين ومتابعتي للأحداث عن كثب أستطيع أن أقول إن عرض مسألة
اشتراك الإخوان المسلمين في الوزارة لم يكن إلا عرضا صوريا .. إذ أن ذلك لم
يكن من الضابط عبد الناصر عن حسن نية ولا صدق طوية لأنه يعلم تماما من
خلال مشاركته للجلسات التحضيرية التي سبقت الإعداد للقيام بالحركة أن
الإخوان لا يرغبون الاشتراك في الحكم لأن ذلك قد يشكل خطرا علي الحركة وهي
في مهدها .. إذ أن مريكا التي أبدت الحركة قبل مولدها تحقيقا لأهداف سياسية
معينة ، لا ترضي عن ذلك . ولكن حقيقة الأمر أن الضابط جمال عبد الناصر
أراد الإغراء بالتلويح للاشتراك في الحكم لأنه في حاجة إلي تأييد السواد
الأعظم من الشعب الذي يتعشق مبادئ الإخوان المسلمين .
وهو يريد من وراء ذلك أن تبقي صورة العلاقة
الحسنة بينه وبين الإخوان حتى يحين الوقت للانقضاض عليهم للتخلص منهم ..
كما وأن الأسلوب الذي اتبع في هذا الذي اتبع في هذا الشأن كان غير سليم –
فبينما طلب الضابط عبد الناصر من الإخوان اشتراكهم في الحكم لم يتمهل
وينتظر رد الإخوان الممثل في قرار مكتب الإرشاد بل استعجل وألح في ضرورة
سرعة الرد ، فالوقت عنده لا يحتمل التأخير ، يبغي من وراء ذلك إحراج فضيلة
المرشد .. فاضطر فضيلة المرشد إلي ترشيح الأخوين الأستاذ / حسن العشماوي
المحامي والمستشار الأستاذ / منير دله المستشار بمجلس الدولة ، وكان فضيلة
المرشد في هذا الاختيار رجلا حصيفا ومتعاونا صادقا فالأخ الأول من أحب
وأقرب الإخوان إلي قلب الضابط جمال عبد الناصر ، والأخ الثاني كان العنصر
الهام في اللقاءات الأولي الطويلة للتحضير للحركة – فقد كان منزله كعبة
للضابط عبد الناصر وزملائه من الضباط – وهكذا كانت العلاقة بينهم جميعا
وثيقة والصلة عميقة . ومن الطبيعي أن يرشح فضيلة المرشد العناصر المناسبة –
للاشتراك في تحمل مسئولية الحكم لأن فضيلته أعرف الناس بكفاءات الإخوان
المختلفة وأنه هو المسئول عن كل ذلك .
وقد تأسي فضيلة المرشد في ذلك برسول الله صلي الله عليه وسلم حينما بعث وهو
في المدينة بسيدنا عثمان بن عفان إلي مكة يسترجع آمانات المسلمين المودعة
لدي زعماء قريش ، وعاد بها سالما ، وكان هذا – الاختيار من رسول الله صلي
الله عليه وسلم مناسبا ومحققا للغرض – فقد كان سيدنا عثمان ينتسب إلي بني
أمية ذات القوة والمتعة التي يحسب لها حساب في مكة . … وبذلك فقد نجحت
سفارته وكلل عمله بالنجاح – وذلك بفضل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
. … وفي هذه الأثناء اتخذت فيها هذه الخطوات الإيجابية من جانب الإخوان
اتصل الضابط عبد الناصر مباشرة بفضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري وتم اللقاء
بينهما وأخبره باختياره له وزيرا فقبل فضيلته المنصب شاكرا (لواهب الفضل
ومجري النعم) . تبعا لهواه وجريا وراء لعاعات الدنيا دون الرجوع إلي مرشد
الجماعة الذي طالما قبل يديه الكريمتين صباح مساء ، وبذلك خلع فضيلة الشيخ
بيعة الإخوان المسلمين وحل الربقة من رقبته ، وأسدل علي فعلته هذه ستار
الاستقالة من جماعة الإخوان المسلمين ، ورغم هذه التضحية الكبرى لم يسلم
الشيخ من إيذاء الضابط عبد الناصر له – وهكذا من شحذ سيف البغي قتل به .
ولما أعلنت الاستقالة في الصحف ، وكان ذلك علي غير رغبة الإخوان ، ودار
حولها ما قيل من أن الإخوان لا يتعاونون مع الحركة زار فضيلة المرشد وبعض
كبار الإخوان الشيخ الوزير في مكتبه ليبددوا ما أثير . … في الوقت نفسه رفض
الضابط عبد الناصر ترشيح الأخوين الأستاذ حسن العشماوي المحامي هذا
التناقض فاضطر لاتخاذ قراره برفض الاشتراك في الحكم . … بهذه الخدعة
الماكرة عرض الضابط عبد الناصر مسرحية اشتراك الإخوان في الحكم ، وهذه هي
الحقيقة المجردة .
وكنتيجة لكل الاحداث السابقة اتت حادثة المنشية لكى تتخذ منحنى اخر فى علاقة عبدالناصر بالاخوان
وفى هذا يقول الاستاذ يونان لبيب :
لو لم يكن هناك حادثة المنشية لكان هناك حادث آخر مش ضروري في المنشية، في
أي مكان آخر لأن الصراع بين جمال عبد الناصر والإخوان المسلمين وصل إلى
الذروة ولم يكن يحتاج إلا إلى حادث.
حادثة المنشية أحد أكثر الجرائم السياسية إثارة للجدل في تاريخ مصر الحديث
حادثة المنشية أحد أكثر الجرائم السياسية إثارة للجدل في تاريخ مصر الحديث،
انتهت التحقيقات الرسمية وأُغلقت الملفات، أصدرت محكمة الشعب التي شكلتها
ثورة يوليو أحكامها، نجا مَن نجا ومات من مات، واجه المئات مصائرهم ما بين
السجن والبراءة، أكثر من خمسين عاما مضت وما زال الخلاف على أشده حول حقيقة
ما جرى، هل حاول الإخوان المسلمون فعلا اغتيال جمال عبد الناصر في ذلك
اليوم من أكتوبر عام 1954؟ وهل كانت محاولتهم تلك إن ثبتت انتقاما لتنكُّره
لهم وانقلابه عليهم بعد ما كان واحدا منهم حسب ما قيل؟ أم أنها كانت فقط
رغبة في الإطاحة بالثورة والوصول إلى كرسي الحكم؟ عشرات السنين تفصل بينا
وبين الحقيقة، مسرح الحدث لم يعد كما كان، احترق مبنى البورصة بالإسكندرية
عام 1977 واحترق معه جانب من الذاكرة وأثار ما جرى، أما ملفات ووثائق مَن
حكموا البلاد في تلك الفترة فمازالت حبيسة خلف الجدران العتيقة لقصر عابدين
كغيرها من سجلات مَن حكموا مصر لم يُفرج عنها بعد، لم يتركوا لنا سوى كتاب
محكمة الشعب الرسمية للمحاكمات، أصدرتها الدولة بعد مرور أقل من شهرين على
الحادث ونسخة سينمائية غير مكتملة صوتها أبلغ من صورتها، دَفَعَنا الولع
بالحقيقة إلى سور الأزبكية، أكبر مستودع للكتابات القديمة في التاريخ وغيره
لنجد عشرات الكتب عن عبد الناصر والإخوان المسلمين وحادث المنشية، فتشنا
في صحفاتها عن الأماكن والأحداث، عن أشخاص شاهدوا وعاصروا، تركوا فيما جرى
من قريب أو بعيد وإذا بنا وسط عشرات الكتابات للتاريخ كلٌ يكتب تاريخه
ويثبت ما يعتقد أو يريدنا أن نعتقد أنها الحقيقة.
صلاح الدسوقي – الصاغ (الرائد) – رئيس وحدة
أركان حرب وزارةالداخلية 1954: وقت انطلاق الطلقات على عبد الناصر في حادثة
المنشية كنا وراءه ما تحركانش من ورائه، بعد حوالي نص ساعة من الحديث
سمعنا أطلقة نارية والناس بدأت تهرب وبدأ يقول كلمته المشهورة، كل واحد
يثبت في مكانه، كلكم جمال عبد الناصر والكلام اللي إحنا سمعناه ده والحقيقة
أنا بصيت لقيت في جيبه الشمال زي نقطة.. حاجة حمراء، فقلت له إيه ده؟ قال
لا ده قلم حبر.
سامي شرف – اليوزباشى(النقيب) – ضابط المخابرات المصرية الحربية بالقاهرة
1654: أنا كنت في ذلك الوقت في القاهرة في مبنى اسمه القسم الخاص، تابع
للمخابرات العامة، اتصلنا بمكتبنا في إسكندرية، أعطوا لنا صورة عن الموقف
في المنصة وفي الشارع يعني الصورة بالنسبة للمنصة، إصابة أحد الأخوة
السودانيين اللي هو الأستاذ ميرغني حمزة وإصابة الأخ أحمد حميد اللي هو كان
في هيئة تحرير في مدينة إسكندرية بطلق..
مراسل الجزيرة: هو أحمد بدر؟
سامي شرف : أحمد بدر، متأسف.. أحمد بدر بطلق ناري في بطنه وأنه نُقل إلى المستشفى.
إبراهيم بغدادي – اليوزباشي (النقيب) – ضابط المخابرات الحربية بالإسكندرية
1954: أنا كنت بأعمل في مكتب مخابرات إسكندرية التابع للمخابرات العسكرية،
جرينا عشان نشوف إيه اللي حصل واخترقنا الصفوف عشان نوصل إلى أقرب ما يمكن
من المنصة عشان نعرف، في ذلك الوقت كان فيه الناس اللي هجمت على اللي أطلق
الرصاص، وقع على الأرض، لما إحنا وصلنا هناك طبعاً كان وصل قبلنا بسرعة
أفراد من الشرطة قبضوا على اللي أطلق الرصاص.
صلاح الدسوقي: وجدنا واحد، اسمك إيه؟ قال اسمي محمود عبد اللطيف، فما نعرفش
عنه حاجة خالص، فقلت لهم ما حدش يتكلم معه خالص وقعد كمال رفعت معه، خرجت
من مكتب جانبي، كان عندنا في المباحث العامة مدير المباحث العامة وقتها
الله يرحمه عبد العظيم فهمي، كان رجلا دقيقا جداً وكان عندنا أرشيف في غاية
الدقة عن جميع الإخوان المسلمين خصوصاً التنظيم السري، تاريخ كل واحد منهم
فكلمته من تليفون جانبي، قلت له إحنا عندنا واحد اسمه كذا اللي أطلق
الأعيرة النارية وأنا عايز أعرف بسرعة جداً في أقل وقت ممكن أكبر معلومات
عنه، قال لي هأرد عليك في عشر دقائق وفعلاً رد عليّ قال لي ده وُلد في
المحافظة الفولانية، راح المدرسة الفولانية، جُند في الإخوان المسلمين سنة
كذا، تدرب على استعمال السلاح في المعسكر الفولاني والفولاني والفولاني
ويعتبر من أحسن الرماة في التنظيم السري.
اعترف محمود عبد اللطيف بأنه هو الذي أطلق الرصاصات الثمانية على عبد الناصر، كما تعرف على المسدس الذي عُثر عليه بعد الحادث بأيام.
علي عبد الفتاح نويتو: محمود يا إخواننا كان بتاع سباكة في الأصل وعامل وجندي دعوة والجندي عنده حاسة قوية عندي نمرة واحد حق الله.
أمام محكمة الشعب قدم عبد ال