البلاغة النبوية.. كتاب للدكتور محمد رجب البيومى الجمعة، 6 فبراير 2009 - 14:08
الكتاب: 16 فصلا فى 400 صفحة
اهتم أغلب علماء الإسلام اهتماما فائقا بأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، منذ أن عرف العرب التأليف فى هذا المجال، فوقفوا عند صحة الإسناد والرواية، وابتكروا فى ذلك علما جديدا لم يسبقهم إليه غيرهم، وهو علم "الجرح والتعديل" الذى يبحث عن صدق رواية الرواة، ويتتبع سيرتهم، وصولا إلى مطابقة الحديث الشريف لما قاله النبى "عليه الصلاة والسلام" نصا وحتى إشارة يديه وتعبيرات وجهه أثناء تلفظه بالحديث، لكن أحدا لم يقف عند بلاغة الحديث نفسه ومدى أدبيته.
أدبية الحديث وبلاغة النبى "صلى الله عليه وسلم" ومنابع تكوينها والسمات الفارقة التى تتميز بها من خلال رؤية أدبية لها سياق بلاغى. هذه النقطة بالتحديد كانت محل بحث طويل وعميق من قبل الدكتور محمد رجب البيومى، فى كتابه الجديد "البلاغة النبوية" الصادر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية.
يضم الكتاب ستة عشر فصلا فى أربعمائة صفحة من القطع الكبير، وأتاحت له هذه السعة تأمل موضوعه باستفاضة، واستعراض تاريخ التأليف فيه منذ القدم، ولأن عصرنا ابتلى بالعديد من الشبهات حول الإسلام ونبيه الكريم "صلى الله عليه وسلم" دعا ذلك المؤلف لاستعراض البلاغة النبوية فى عيون معاصرى النبى، ومن أتى بعدهم وصولا إلى كبار أدباء القرن العشرين الذين أدلوا بشهادات مفصلة حول بلاغة الرسول "عليه الصلاة والسلام".
يدلل المؤلف بداية على بلاغة النص النبوى ودلالة الاستشهاد بالحديث النبوى الصحيح من حيث الطابع والمعنى، ثم يرصد لدور القرآن كموجه للنبى "صلى الله عليه وسلم"، ومستعرضا ألوان النتاجات البلاغية التى صدرت عن النبى "عليه الصلاة والسلام" فى الخطب والرسائل والمعاهدات، مع إيراد نصوصها، وملامح فن الأقصوصة فى أدب الرسول "عليه الصلاة والسلام" وصور القيامة فى هذا الأدب، وتأثير حديث الإسراء والمعراج فى الأدب العالمى، وتحليل سمات الأسلوب الأدبى والرسالة التى حققها الرسول "عليه الصلاة والسلام" من منظور التعبير الأدبى، وتناول التحليل فيما بين إعجاز القرآن الكريم وإبداع الحديث.
ويستعرض المؤلف فى المقالات الأخيرة من الكتاب شهادات ثلاثة من الأدباء المعاصرين، وكيف وقفت هذه العقول الكبيرة موقف المأخوذ بأدب النبوة الساحر وطابعه الفريد