رغم أن المجتمع لايكتمل سوى بالرجل والمرأة معا، فلا جنس بمفرده يستطيع أن يستمر دون الآخر جنبا إلى جنب في كافة مناحى الحياة إلا أن الحروب دائما بين الطرفين لا تنتى، رغم تأكيد الفريقين على أهمية الآخر بالنسبة له.
وامتدت الحروب بين الطرفين إلى العالم الافتراضي، وتحديدا على صفحات "الفيس بوك"، حيث انتشرت جروبات وصفحات للتشهير بين الرجال والنساء.
وكان من أصعب الجروبات وأكثرها قسوة على الرجل والمرأة في آن واحد، والذي تسبب في فضح العديد من الفتيات والشباب، وذلك بعرض صور لهم على تلك الجروبات حتى يعطي الجروب شهادة حسن سير وسلوك على هذه الصور، هو جروبين " I KONW HIM "و " I KNOW HER"، "أعرفه، أعرفها"
ورغم أن الصفحتين لم يستمرا لفترة طويلة إلا أنهما كانا سببا في مشكلات عائلية وأسرية كبيرة، حيث قام أعضاء الجروب بالتشهير ببعض الأشخاص سواء من الجانب الأنثوي أو الذكوري، فكان أفضل قرار هو إغلاق الصفحتين.
وسبق واستطاعت بعض الفتيات إطلاق مبادرة على "الفيس بوك" تحت مسمى "femi hub" أو المبادرة المصرية لدعم الفتيات المستقلات، وهي المبادرة الأولى من نوعها في مصر لدعم المستقلات من خلال تبادل الخبرات وتقديم معلومات دقيقة ومحددة عن آليات وخطوات الاستقلال، مع توفير أرضية من المعلومات عن الفنادق وبيوت المغتربات التي تناسب كافة الفئات.
كما أصبحت تلك المجموعة وسيلة جيدة لمساعدة الفتيات في الحصول على بعض الوظائف، حيت تنقل الفتيات الإعلانات التي تجدها لهذا الجروب لعل تجد إحداهن ما يناسبها في تلك الوظائف، بالإضافة لمناقشة بعض القضايا المجتمعية والمشكلات التي تواجه الأنثي بصفة عامة والتطرق للأمور الخاصة والعامة.
وبينما يحاول بعض الشباب اختراق مثل هذا الجروب أو إلصاق الكثير من التهم بالأعضاء، كونه يشجع الفتيات على الانحلال وانعدام الأخلاق على حد قول المعارضين، إلا أن الفتيات يحرصن على توفير الأمان والخصوصية لفتيات الجروب خاصة عند مناقشة بعض الأمور الخاصة، أو الإعلان عن رجال بأعينهم يستغلون الفتيات لينتبه الجميع فلا يقع ضحية لاستغلال مثل هؤلاء الرجال، ليؤكد الجروب دائما أن الهدف هو مصلحة الفتاة.
وفي المقابل، أنشا مجموعة من الشباب جروب "جت ف السوستة" وهو جروب ذكوري فقط يضم الشباب من مختلف الأطياف المصرية، ولايقبل الأعضاء الجدد إلا بعد التأكد من هويته.
وأسس الشباب هذا الجروب للخروج من حالة التقيد التي يضعها وجود الفتيات داخل الحسابات الشخصية، حيث يتناول الجروب القضايا الجنسية وأبعاد العلاقات الجنسية دون التحفظ على المصطلحات والكلمات المستخدمة، كما يمنح الحرية الكاملة لنشر أي مضمون جنسي.
وكان جروبا "جمعية قتل الأزواج" و"إحنا الستات المية مية وهناخد حقنا من الرجالة النكدية" يستهدف السيدات لتوعيتهن بحقوقهن وإعلام الأزواج بما تقوم به النساء من مجهودات في سبيل نجاح العلاقة الزوجية والأسرية وكذلك في مجال العمل الخاص والعام.
فما كان من الرجال إلا وأنشأوا جروب "جمعية قتل الزوجات النكدية" للرد على جمعية قتل الأزواج ليستعرض الرجال مايقومون به ورغم ذلك فإن المرأة لايعجبها شىء ومهما فعل الزوج فلن ترضى عنه.
كما يعرض الجروب بعض المقترحات الهزلية للوقوف أمام المرأة النكدية وجعلها تتخلى عن الشكوى الدائمة غير المبررة من وجهة نظرهم، كأن يعرض جمال المرأة اللبنانية وكذلك السورية التي تتنازل عن كثير من حقوقها مقابل الزواج واهتمامها بنفسها مقابل المصرية.
كما اشتكى بعض الشباب من تعرضهم للظلم والاضطهاد من جانب الفتيات، فجاءت صفحة "ثورة الولاد"، حيث يرى الشباب أن الفتيات يحاولن أن يفرض سيطرتهن على العلاقة وادعائهن أن المجتمع ذكوري ظالم للمرأة لكنه في الحقيقة ظالم للرجل.
وتقوم الصفحة التي تقتصر فقط على الرجال على حل مشكلات الأولاد التي يواجهونها مع الفتيات في ظل عرض الاضطهاد الذي يتعرضون له، ليؤكدوا دائما انهم في مجتمع انثوي وليس ذكوريا.
وفي مقابل "ثورة الولاد"، كانت على النقيض "ثورة البنات" والتي ترفض كافة الثوابت الذكورية فتعلن حربا على العادات والتقاليد التي من وجهة نظرهن ترسخ لسيطرة المجتمع الذكوري وتعلي من قيمة الرجل على حساب المرأة.
وتقوم الصفحة بعرض المشكلات أمام الجميع ومناقشتها من كافة الإتجاهات رافضة أية إملاءات تثير غضاضة الفتيات.
من جانبه، قال دكتور إبراهيم مجدي، أستاذ الطب النفسي السياسي بجامعة عين شمس، إن الأسرة هي عماد المجتمع ومن يقوم بالتشهير والإشتراك في مثل هذه الجروبات التي تهدف إلى الإساءة إلى الطرف الثاني في العلاقة الزوجية، هو شخص مريض عنده اضطراب نفسي وغير سوي، حتى الدين يأمرنا بالتسريح بالمعروف بعد انتهاء علاج الزواج إلى طريق مسدود.
وتابع "مجدي"، من يفعل ذلك يشيع الفاحشة في المجتمع وكل الأديان والأعراف والتقاليد ترفض ذلك السلوك، مشيرًا إلى أن التشهير والإساءة إلى الطرف الثاني في علاقة الزواج التي انتهت بالطلاق يدمر نفسيا بعد هذا السلوك والتشهير، وقد يكون الأولاد الضحية فنجد عمليات انتحار والإصابة بالاكتئاب التفاعلي فلا يصح أن يكون هذا السلوك وسيلة للانتقام عن طريق إلصاق الصفات الذميمة بالطرف الآخر.
وأشار إلى أنه على الرغم من قلة الدراسات حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع العربي، إلا أن 80% من المجتمع العربي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، مؤكدًا أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بالسلب على التركيب والارتباط الأسري على عكس السابق كانت المجتمعات العربية تشتهر بترابطها.