مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة تتحدث عن الاتفاق بوصفه خطوة متواضعة وتؤكد أنه لن يؤثر علي رفض أمريكا تأجيل اصدار لائحة الاتهام من قبل المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير.
الغريب أن أمريكا التي لم تعترف بالمحكمة المذكورة أصلا تصر علي تمرير اللائحة ضد الرئيس السوداني!
الجدير بالذكر أن اللائحة إذا صدرت فإنها ستعصف بالسودان وتهدد الاستقرار فيه وتجعله ساحة للفوضي كما أنها ستشكل خطرا علي المساعدات الدولية وعلي بعثات حفظ السلام في الإقليم. لقد أثارت اللائحة لغطا في المجتمع الدولي حيث رأينا دولا غربية تحرض علي تمرير اللائحة وتقف بذلك علي مسار تصادمي مع افريقيا والصين وروسيا.
المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي علي وشك اجازة مذكرة التوقيف ضد البشير ليصبح بمقتضاها أول رئيس دولة يتم اتهامه من قبل هذه المحكمة منذ انشائها سنة ٢٠٠٢.
لا يمكن أن يترك المجتمع الدولي تسيره عصبة الغرب الحاقد علي الشرق والمنضوي تحت أمريكا وفرنسا وبريطانيا وهي عصبة الشر الحقيقية بدليل تبنيها للمعايير المزدوجة، لم نسمع من ساستها إدانة إسرائيل علي المحرقة التي سلطتها علي غزة وراح ضحيتها سبعة آلاف فلسطيني، ولم يحرك هؤلاء ساكنا إزاء الحصار التجويعي الإجرامي الذي فرضته إسرائيل علي غزة علي مدي عامين كاملين حتي الآن!
اليوم تهرع عصبة الشر للتحريض ضد السودان عندما تطالب بتفعيل مذكرة التوفيق ضد رئيس عربي رغم أن السودان ليس عضوا في المحكمة المذكورة. إنها مؤامرة لتقسيم السودان ولا غرابة فهؤلاء يجهرون بالعداء لدولنا ومن ثم يبادرون بإلصاق الاتهام للبشير بدعوي ارتكابه جرائم حرب في دارفور.
الغرب الموتور غابت عنه مبادئ العدل والحق. واليوم يتعلل بذريعة تقول: إن أي قرار بتجميد أو اسقاط الدعوي ضد البشير يمكن أن يدمر مصداقية المحكمة الجنائية الدولية ويجبر رئيس هيئة الادعاء 'أوكامبو' علي تقديم استقالته.
ولا غرابة، فالمجتمع الدولي غابت عنه العدالة فهو لا يري إلا بعين واحدة هي عين الغرب الحاقد وعصبة ثلاثي الشر : أمريكا وبريطانيا وفرنسا!