مطلوب محاسبة نقابية لأخطاء الأطباء
مسلسل الإهمال الطبى مستمر رغم ما تضعه وزارة الصحة من ضوابط لا تخرج لحيز التنفيذ، حيث قام طبيب عظام بالفيوم بتشخيص خاطئ لحالة طفلة أصيبت بكسر فى ذراعها الأيسر، مما تسبب فى بتر ذراعها.
تعود الواقعة عندما توجهت الطفلة رحمة شعبان على إلى مستشفى التأمين الصحى بالفيوم إثر إصابتها بأسفل العضد وتابع حالتها الدكتور جوزيف كمال السبع وشخص الحالة على أنها كسر مضاعف بأسفل العضد الأيسر مع وجود جرح سطحى، وقام الطبيب بخياطة الجرح ووضع جبس على الذراع الأيسر تحت تأثير المخدر العام، وظلت الطفلة محجوزة بالمستشفى ثلاثة أيام إلى أن تدهورت حالتها وقام الطبيب المعالج بشق الجبس فنزل صديد من ذراعها، مما دفعه إلى طلب أشعة دوبلر، والتى تم إجراؤها لها فى ذات اليوم خارج المستشفى وعاد والد الطفلة للطبيب ليطلع على الأشعة، حيث أقر بوجود ضغط على الأوعية الدموية وقرر تحويلها لمستشفى صيدناوى بالقاهرة وبمناظرة حالة الطفلة بمعرفة استشارى العظام واستشارى جراحة الأوعية الدموية تبين وجود غرغرينا بالطرف عند وصول الحالة إلى المستشفى، مما تطلب دخولها العمليات بصورة عاجلة، حيث تم بتر الطرف حتى مستوى أعلى المرفق، وقد اتهم والد الطفلة الطبيب المعالج بمستشفى الفيوم بالإهمال فى علاج نجلته واتهم أيضا أخصائى العظام بمستشفى صيدناوى بالتشخيص الخاطئ لحالتها.
قام والد الطفلة بإبلاغ نيابة بندر الفيوم التى تتولى التحقيق وورد تقرير الطب الشرعى، الذى يدين الطبيب جوزيف كمال السبع، حيث أكد التقرير أن الطبيب المعالج أورد فى تقريره، أن يد المصابة كانت دافئة ولونها طبيعى، ومع ذلك طلب عمل أشعة دوبلر عاجلة على الأوعية الدموية، والتى أجريت بعد ساعتين تقريباً، مشيراً إلى أن الأشعة أفادت بوجود قصور حاد فى الدورة الدموية بالطرف، وهو ما يتعارض مع ما ذكره الطبيب المعالج فى تقريره بأن يد المصابة كانت دافئة ولونها طبيعى والنبض محسوس.
اتهم التقرير الطبيب جوزيف بعدم ذكر أن الطفلة أصيبت بغرغرينا غازية، والتى سجلها أخصائى العظام بمستشفى صيدناوى واتخذ على أساسها قرار البتر.
أشار تقرير الطب الشرعى إلى أن تشخيص الطبيب المتهم بالتقصير لم يقم على أساس علمى يقطع بصحته ويتعارض مع أشعة دوبلر، التى أجريت بالفيوم، وأكد على أن هذا التشخيص جاء من واقع الفحص الإكلينيكى ويعد كافياً للتشخيص فى الحالات الطارئة، وأن تطور جلطة الشريان وامتدادها لتحدث انسداد أكبر وقصور أكثر انتشاراً متوقع طالما بدأ فى الظهور وتأخر التعامل معه فى الوقت المبكر المناسب.
كما أكد التقرير أن الحالة التى كانت عليها الطفلة حيال وصولها مستشفى صيدناوى من شأنها تشير إلى عكس ما قرره الطبيب المشكو فى حقه فى تقريره بأن الحالة كانت مستقرة، وأنه تابعها وتعامل معها وفق ما ذكر، وحيث أفاد التقرير الطبى بمعرفة استشارى الأوعية الدموية واستشارى العظام بمستشفى صيدناوى بأنه حال فك الجبس تبين وجود غرغرينا ورائحة كريهة وغازات تحت الجلد وأن فوق المرفق كانت قد بدأت تعانى من تسمم.