بهدوئه المعتاد كان الطفل أحمد ٥ سنوات يجلس داخل شقة والده فى منطقة العمرانية.. على بعد خطوات منه كانت زوجة والده تجلس فى غرفة مجاورة.. دون مقدمات اقتربت منه وقدمت له كوب ماء.. وضعت فيه قرصين لحبوب مهدئة.. لم يسألها الصغير ماذا حدث له ولماذا يشعر بإعياء.. لكنه شعر بأنه فاقد للتركيز ولا يستطيع التنفس.. اقتربت منه أكثر وأجلسته فوق قدميها.. ثم أطبقت على عنقه بـ«إيشارب» وضغطت بقوة.. ثوان وألقت بـ«الإيشارب» بعيدا واستبدلته بـ«يدين قويتين» وتخلصت من الصغير وأسلم الروح دون أن يعرف سببا لـ«القتل» أو لـ«غضب» زوجة والده عليه.
التفاصيل فى الجريمة أكثر رعبا وغرابة وتضع علامة استفهام حول أسباب الجريمة وكيف «تفننت» المتهمة - حسب التحريات والتحقيقات - فى التخلص من الصغير ثم تخلع ملابسه وتشاهده عاريا لمدة نصف ساعة قبل أن تنزل إلى الشارع وبنفس الهدوء وتلتقط هاتفا محمولا من أحد المحال القريبة من المنزل والابتسامة تظهر على وجهها وتقول: «أيوه يا أبو أحمد أنا قتلت أحمد وجثته فى البيت» ثم تجرى مكالمة ثانية لأم الضحية: «أيوه أنا نجلاء.. أنا قتلت ابنك.. تعالى شوفى جثته على السرير»..
وتغلق الخط وتصعد إلى الشقة بهدوء قبل أن يحضر الأب والأم ويكتشفان الكارثة ويتصل الأب هاتفيا بالشرطة ويحضر اللواء على السبكى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، ويتم القبض على المتهمة وتخطر النيابة لمباشرة التحقيق وتحمل سيارة إسعاف جسد الصغير الى مشرحة مستشفى أم المصريين، تمهيدا لتشريحه وإعداد تقرير حول أسباب الوفاة وكيفية ارتكاب الجريمة.
المتهمة نجلاء فتحى عبد الرحيم ٣٣ سنة تزوجت من عبد المنعم فوزى ٣٦ سنة قبل ٣ سنوات.. انفصل الأخير عن زوجته الأولى وأخذ طفله الوحيد أحمد، عامين فى ذلك الوقت، ليقيم معه وعروسه الجديد.. كانت الأمور هادئة ولا توجد مشاكل بين العروس ووالد الطفل..
فى الشهر الأخير وحسب تحقيقات النيابة التى باشرها وائل صبرى، مدير نيابة الحوادث، بإشراف المستشار حمادة الصاوى المحامى العام الأول.. بدأت الخلافات تعرف طريقها إلى المنزل.. تقول المتهمة فى التحقيقات: «أنا حامل فى الشهر الثامن وأرعى هذا الطفل الذى قتلته لكن فوجئت بأن زوجى لا ينفق علينا.. وكنت لا أجد ما أنفق به على الصغير أو أحضر له طعاما..
توسلت إليه أن يترك لى أموالا أعيش منها والصغير دون فائدة.. توجهت إلى أم الطفل التى تسكن فى شارع مجاور.. شرحت لها تفاصيل الموقف.. طلبت منها أن تعطينى أموالا اشترى بها طعاما للصغير.. لكنها رفضت.. عدت إلى المنزل.. أحب أحمد وكان ينادينى بـ«ماما».. لا أعرف لماذا قررت أن أقتله أو أتخلص منه أم أننى أريد أن أخلصه من العذاب.. أحضرت قرصين مهدئين ووضعتهما داخل كوب ماء.. جلس أحمد فوق قدمى.. طلبت منه أن يشرب وبعد دقائق..
بدت عليه علامات الإعياء.. شعرت بالرعب وبدأ «الولد» يترنح أمامى.. لم أجد حلا.. أمسكت بإيشارب وأطبقت على رقبته بقوة.. كان الإيشارب باردا _ تقصد أنه لم ينه حياة الضحية بسرعة _ القيت بالايشارب بعيدا وقررت أن أتخلص منه بيدى.. أطبقت بقوة على رقبته وضغطت.. حتى انتهت حياته..كنت أبكى وأتذكر منذ حضرت للمنزل وكان أحمد «ابن عامين» وكيف كانت الخلافات بينى ووالده.. حملت جثمانه إلى سرير غرفة النوم.. وخلعت عنه ملابسه وتركته عاريا.. دون سبب جلست بجوار الجثة بين الضحك والبكاء.. وبعد نصف ساعة قررت أن أخبر والديه.. ونزلت إلى الشارع واتصلت بـ«المحمول» بزوجى ووالدة الطفل: «أنا قتلت أحمد وجثته فوق فى الشقة».
المتهمة اعترفت بالتفاصيل كاملة وتقرر حبسها ٤ أيام على ذمة التحقيقات جددها قاضى المعارضات ١٥ يوما وتم اقتيادها الى قسم العمرانية بإشراف المقدم مدحت فارس، رئيس المباحث والرائد محمد بسيونى.. تجلس داخل غرفة الحجز وهى تصرخ بأعلى صوتها وتضحك بأعلى صوتها وتطفئ نور الغرفة وتكسر «اللمبة» وهى تصرخ.. ويسألها الضابط النوبتجى.. ليه كسرتى اللمبة يا نجلاء وترد على الفور: «علشان كل واحد ياخد حقه والحق يرجع لأصحابه