مر عام كامل على مصرع بائع فاكهة تحت عجلات سيارة شرطة فى سوهاج.. الرواية الأولى قالت إنه تعلق بمقدمة السيارة لمنع قوة من المباحث من ضبط شقيقه تنفيذاً لقرار النيابة وأن السائق لم يشاهد الضحية وأن الأهالى طاردوا السيارة وقالت الرواية الثانية إن قوة الشرطة شاهدت الضحية وأمر الضابط بأن تنطلق السيارة بقوة لتدهس البائع الشاب وتسحله مسافة ٧٠٠ متر تكفلت بأن تنهى حياته خلال ثوان..
ما بين الروايتين بدأت النيابة التحقيق وأحالت المتهمين إلى محكمة الجنح فى طهطا وبدأت الجلسات وصدر حكم بإدانة الضابط منذ ٤ شهور.. أسرة الضحية مازالت تشعر بالغضب على مقتل ابنها وهدأت حالة الغضب من جديد عند صدور الحكم.. لكنها فوجئت بأن لا قيمة له.. فالضابط تم نقله إلى مديرية أمن أسيوط بعد الحادث بأيام منعا لحدوث مكروه للضابط وتهدئة أسرة القتيل..
الأسرة تنتظر من ينفذ حكم القانون على الضابط بالحبس ٣ سنوات، وتتساءل هل تنفذ الداخلية الحكم على واحد من ابنائها أم تتركه حرًا طليقًا بينما يجلس أبناء القتيل - ٥ أطفال- بجوار والدتهم المريضة وإلى جوار عمهم وهم يقولون: أبونا راح فين والضابط اتحبس ولا لأ؟!.
ناصر مدرس بإحدى المدارس فى قرية الجبيرات فى طهطا وشقيق القتيل عيد أحمد أبراهيم قال لـ»المصرى اليوم»: «إن الضابط محمود سعداوى تسبب فى قتل شقيقى أو قل قتله عمدا فى مارس ٢٠٠٨ وتركه جثة هامدة بعد أن سحله ٧٠٠ متر تحت عجلات سيارة الشرطة ..أتذكر أننا تجمهرنا يومها وأعلنا الغضب.. لكن فى النهاية رضخنا للأمر الواقع.. الواقعة ستحقق فيها النيابة ثم تتولى المحكمة الجزء الثانى من التفاصيل..
كنت أنظر بمرارة إلى أبناء شقيقى الخمسة وهم دون العاشرة داخل المنزل ينظرون إلى صورته.. يجلسون وحدهم إلى جوار أم حزينة لا تقوى على فعل شىء بعد أن فقدت زوجها ومصدر الرزق الوحيد لأسرة من ٦ أفراد.. كان أخى بائعًا للفاكهة يكفى ما يكسبه أن يسد جوع أبنائه.. لكن بعد رحيله أو مقتله لا «عائل» ولا مصدر رزق نهائيا.. ٣ من أبنائه معى فى نفس المدرسة.
أحاول أن أخفف عنهم أحزان الرحيل.. لكننى لا أقوى على مواجهتهم حين يسألون: أين الضابط الذى قتل والدنا منذ عام وشهر بالتحديد.. لماذا لا يتم حبسه مثلما يحدث مع المتهمين الذين تثبت إدانتهم.. لا أجد ردًا.. لكننى أخاطب وزير الداخلية، حبيب العادلى، أن يعيد جزءًا من حق الأطفال الخمسة ونحن كعائلة نرتضى وارتضينا بحكم القانون.. نريد من الوزير أن يقدم الضابط لتنفيذ حكم صادر بحبسه».
كان النقيب محمود سعداوى، معاون مباحث مركز شرطة طهطا السابق، قد توجه على رأس قوة لضبط إبراهيم أحمد إبراهيم «٥٨ سنة» لاتهامه بإطلاق النار على ساقه اليسرى واتهم فتحى السباعى «٦٥ سنة - مزارع» بسبب خلافات، وتبين إصابته بغرغرينا بعد الحادث لإصابته بالسكر.
ضبطت قوة المباحث المتهم وثار شقيقه عيد «»٥٨ سنة - فكهانى» واعترض قوة الشرطة، وأثناء تحرك سيارة الشرطة من المكان فوجئ الضابط بالفكهانى يلقى بنفسه تحت عجلات السيارة واعتقد الضابط أن المجنى عليه قد أصيب ورفض التوقف بالسيارة خوفاً من الأهالى.
وأمر السائق بالتحرك، وتبين للقوة أن المجنى عليه تعلقت جثته بأسفل السيارة بعد السير أكثر من ٧٠٠ متر حتى اصطدمت السيارة بمطب صناعى فظهرت الجثة، وتحرك أفراد القوة الموجودون فى السيارة بإطلاق صيحاتهم وأخبروا الضابط وتوقفت السيارة وتم تخليص الجثة وتوجهت القوة إلى المركز.وقال أقارب القتيل فى التحقيقات وجيرانهم إن الضابط اعتدى على الضحية بالضرب ثم أمر السائق بأن ينطلق والضحية معلق فى السيارة.
وقالت زوجة القتيل فاطمة السيد أبوالدهب «٢٨ سنة» إن زوجها ترك ٥ من الأطفال وهم مروة ١٠ سنوات محمد ٨ سنوات وأحمد ٦ سنوات وطايع ٤ سنوات وأصغرهم أمل ٩ أشهر
الرئيسية 
البوابة* 
الأحد 5 أبريل 2009 - 6:29