[url=
][url=https://servimg.com/view/13349805/81][img]
https://i.servimg.com/u/f74/13/34/98/بينها وبين الفن حالة عشق كبيرة لم تسمح يوما لشيء أن يفرق بينها وبينه.. ضحت كثيرا.. وتألمت أكثر وعاشت حياة فنية وانسانية تعتز بها وفرحت بأوراق النجاح وهي تنمو لتظلل أيامها في رحلة الشقاء والحب هربت من تعليم المدارس لتنهل من دروس الفن وتقرأ كل صباح لشكسبير ويوسف ادريس وتؤمن لأقصي درجة بالمكتوب وهذا هو ما شجعها في فيلم »خلطة فوزية« علي تجسيد شخصية وداد التي ترحب بلحظة الرحيل عن الدنيا بل وتجمل كل يوم مدفنها وتراها شخصية قريبة جدا من شخصيتها.. فهي الفنانة التي تبتعد بحكم الزمن عن الفن ولكنها لم تهجر الحياة ورضيت بنصيبها.
في هذا الحوار تكشف نجوي فؤاد عن خلطتها الخاصة وبعض من محطات عمرها بحلوها ومرها.
في البداية قالت: بمجرد أن عرض عليٌ فيلم »خلطة فوزية« وعلمت انه من انتاج إلهام شاهين.. وهي زميلة قد اعتدت منها أن تقدم أعمالا متميزة - وعادة عندما يقوم أحد الزملاء بانتاج عمل فمن الممكن أن يجامله زميل آخر بظهوره كضيف شرف وقد عملت ذلك مرتين الاولي مع سمير صبري في فيلم »السلخانة« والثانية مع الهام شاهين في »خلطة فوزية« ورأيت أن الهام طالما ستنتج سيكون عملا جيدا.. وعندما قرأت الورق شعرت أنه فعلا خلطة جديدة حدوتة بها كوميديا ودراما ومصداقية.
ورغم أن مساحة الدور صغيرة جدا الا انها اعجبتني للغاية..و لدي قناعة ان الدور ليس بحجمه وانما بتأثيرة واذكر انني زمان قدمت دورا صغيرا في فيلم »السكرية« وتم اجازتي من خلاله عضوا عاملا بنقابة الممثلين وهو دور زبيدة وكان حسن الإمام غير مقتنع تماما لانني كنت صغيرة في السن ولكني كنت عاشقة لهذه الشخصية وقلت له في البروفة اعطني الفرصة، وكان دورا رائعا وحينما عرض كان حمدي غيث نقيب الممثلين وقتها وقال بالنص »البنت دي لا تختبروها في لجنة اجيزوها فورا«
نفس الشيء حدث في »خلطة فوزية«وجدت هذا الدور مختلفا عن شخصيتي وعندما سألوني ماذا تريدين كأجر قلت لا أريد شيئا فقالوا لي لكن الدور مرهق وسيصور في مقابر ومنطقة عشوائية اسمها باسوس، ورغم ذلك وافقت وتسلل الي ذهني فورا فريد شوقي ملك الشاشة الذي تحول فجأة من البطل ليقلب جلده لشخصيات أخري مثل »ومضي قطار العمر، لا تبكي يا حبيب العمر، والبؤساء«.
وما خصوصية دور »وداد« الذي جعلك تنساقين اليه بهذه القوة؟
- الدور انساني جدا، وعشته بقلبي وتخيلته ووضعت نفسي مكان الشخصية، فوداد كانت راقصة متقاعدة، كبرت ومرضت.. بدأت تعيش الحياة طبيعية جدا، سعيدة بمن حولها، وبالمنطقة العشوائية التي تعيش فيها وبجيرانها الذين جمعتهم بها عشرة حلوة، وبدأت أعايش هذه الشخصية بكل ما اوتيت من قوة، ووضعت لفائف اسفنج حول جسدي لابدو في وزن زائد يتناسب مع الدور، وشعرت أن دور وداد هو دور أي انسان في الحياة ينظر بعمق الي سنة الحياة والموت وان الانسان لابد أن يفكر في آخرته كما يفكر في دنياه فقد باعت وداد الذهب واشترت بدلا منه مقبرة لتعد نفسها للقاء الله، وعلي فكرة المخرج مجدي أحمد علي كان مندهشا من ادائي لهذا الدور واحساسي الصادق فيه.
تعايشك الي هذا الحد مع مشاعر هذه الفنانة المتقاعدة. ألم يخيفك؟
- أنا لا أخاف إلا من المرض.. ولا أخاف أبدا من الموت فالموت علينا حق.. ولكل أجل كتاب، وقد تخيلت بالفعل أن ما يحدث لهذه الشخصية يمكن أن يحدث معي، فالانسان لا يعرف ماذا يحمل له الغد وأنا دائما أؤمن بأني يجب أن اعمل لدنياي كأني سأعيش أبدا الدهر ولآخرتي كأني سأموت غدا، فالانسان قبل أن يبني عمارة يجب أن يبني لنفسه المكان الذي ينتقل فيه الي عالم آخر بجوار ربه .
وهل قمت باعداد مدفن خاص لك في الواقع؟
- نعم، لدي مدفنان احدهما اخصصه للمحتاجين وكان عبارة عن قطعة أرض اعطتها لي السيدة جيهان السادات في الوفاء والامل حيث كنت اقدم حفلات خيرية معها بلا مقابل، والمدفن الثاني في الغفير مكتوب عليه بلوحة من الرخام حوش عواطف محمد عجمي وأمي مدفونة به وأنا في الواقع أفعل مثلما تفعل وداد اذهب الي هذا المدفن من وقت لآخر واعدل فيه واضع شجر الصبار.
تصويرك لهذه المشاهد القاسية ألم يجعلك تنظرين لشريط حياتك وتحاسبين نفسك؟
- أنا راضية جدا عن مشواري الف في المائة، لان هذه ملكة اعطاها لي الله، فأنا بنت أسرة متوسطة الحال من الاسكندرية وتركت تعليمي وأنا هاوية للفن ولم ادخله من أجل المال.
ولكن عندما وضعوك في المقبرة لتصوري المشهد كيف كان شعورك؟
- تعاملت مع الموضوع ببساطة شديدة وشعرت في هذه اللحظة انها ربما تكون فعلا لحظة النهاية الحقيقية وطلبت من الله سبحانه وتعالي العفو والرضا، وقد جاء لي تليفون من أبوظبي عندما عرض الفيلم هناك لاجد من يقول لي: »لقد جعلتينا نحب الموت.. فقد جعلتيه بسيطا للغاية لا مرض ولا معاناة ولا صراخ.. امرأة تعيش بالحب وترحل في هدوء«!
ما رأيك في الانتقادات التي وجهت الي »خلطة فوزية« وللأفلام التي تعالج مشكلات المناطق العشوائية؟
- أنا لست مع ذلك، فليس انحيازا لخلطة فوزية ولكنه نزولا الي الواقع، وقاع المجتمع هذا مليء بالمتناقضات بالاحداث.. بالواقعية، واعتقد ان مثل هذه الاشياء هي الاجدر أن تقدم علي الشاشات من مجرد تصوير أفلام في فنادق شرم الشيخ التي لا يعرفها الجمهور العادي، ومشكلات طبقة رجال الاعمال التي تمثل فئة محدودة من المجتمع، بالاضافة الي تقليد الافلام الامريكية والاكشن المفتعل. أنا أري أن في حياتنا ومجتمعاتنا ما هو أقدر من ذلك لنتناوله.
بعد هذا المشوار.. كيف يراك الناس الآن؟
- الحمد لله عندما يقولون لي عندك ثروة أرد قائلة عندي أكبر وديعة اعطاها لي الله في بنك الحياة وهي حب الناس، فيكفي اني قدمت الافلام الاستعراضية بعد ان انقرض هذا الشكل من الافلام بعد محمد فوزي وليلي مراد وفريد الاطرش وسامية جمال.
وهل أنت في هذه المرحلة تشعرين انك متصالحة مع الحياة؟
- جدا، فأنا احيانا لا ادخل ستديو لمدة عامين، ويقولون لي أحيانا عندما تسمعين أن مخرجا معينا داخل مسلسل اتصل به واسأليه »ماعندكش دور ليه« أنا لا استطيع ولا يمكن أن افعل هذا أبدا.
هل تشعرين انه عيب أن تبحثين عن دور؟
- كيف ابحث عن دور والسن الذي وصلت اليه لا يكتب له أدوار حلوة، فلم انكر اني عندما جاءني فيلم »خلطة فوزية« رغم صغر الدور الا أني اعتبرته بطولة وفرحت به جدا وأنا لا اعرف حتي الآن لماذا هناك فصل تام بين مخرجي هذا الجيل وبين جيلنا، أنا وشويكار بالذات!.. مع انه مازال لدينا عطاء، ويمكن أن يأخذوا هذا العطاء ويستغلوه ففي رمضان مثلا ممكن تشوف ممثلة واحدة في خمس أعمال، وهنا أنا ألقي بكل اللوم علي المخرجين والمنتجين الذين لا يفكرون في تغيير الدماء وفي استغلالنا نحن المحبين الحقيقيين للفن.
أنت وجيلك هل مازال لديكن القدرة والفرصة علي الاختيار أم أن الادوار أصبحت مفروضة عليكن؟
- عندما نفلس تكون مفروضة علينا، وأنا علي مدار تاريخي خضت كل التجارب بما فيها تجربة الانتاج، ولكني لم اعمل حسابا للغد لذلك لن انكر أني في بعض الاحيان قد اختار والبعض الآخر قد يفرض عليٌ دور .
هل وجدت نفسك أكثر في السينما أم في التليفزيون؟
- رغم حبي واحترامي الشديدين للتليفزيون واعترافي بانه الوسيلة الاكثر رواجا الآن، الا اننا جيل السينما تعودنا وطلع معنا عباقرة، فأنا اعتبر نفسي خريجة معهد صلاح أبوسيف، كمال الشيخ، حسن الإمام وعاطف الطيب.
ما التكريم الذي تعتبريه التكريم الاكبر في حياتك؟
- التكريم الاكبر في حياتي هو ان الله سبحانه وتعالي منحني الصحة حتي الآن، بالاضافة الي كثير من التكريمات التي كنت اشعر معها أن عمري لم يذهب هباء.
وما المحطات التي تقفي عندها طويلا؟
- اقف عند بعض الاعمال التي قمت بها في حياتي وكان لها تأثير قويا فأنا أول من وضع بصمة لمهرجان القاهرة السينمائي من خلال توفير أفضل اقامة تقدم واجهة مصر لضويف هذا المهرجان علي مدي أربع سنوات، فأنا كنت اعتبر كمال الملاخ رئيس المهرجان ومؤسسه بمثابة أبا روحيا لي، فلم اكن افعل أي شيء الا بعد استشارته وحينما كان هو بصدد تأسيس المهرجان قال لي: نجوي أنا محتاجلك اريدك ان تقفي الي جواري وتقنعي سامي الزغبي زوجك أن يعطينا ٠٥ غرفة لاستضافة النجوم القادمين الينا وكنت علي وشك الطلاق بسبب هذا الموضوع لان سامي كان يري في ذلك تكلفة ضخمة جدا وكنت اقول له ما سيكتب عنك اكبر من أي مبيعات أو دعاية يمكن أن تحققها، وبالفعل هذا ما حدث فقد جاءت الي مصر اليزابيث تايلور ، انطوني كوين، كلوديا كاردينال، فرح فاوست، وغيرهم من كبار الادباء ليتحول الفندق الي قبلة لكل هؤلاء النجوم.