اليهود قوم جبارين .. لن تفلح معهم معاهدات أو عهود
القدس لن تحرر إلا إذا عادت الأمة للإيمان
أرض الميعاد أكذوبة صهيونية للاستيلاء على الأراضي المقدسة
ما أهمية تاريخ فلسطين بالنسبة للأنبياء ؟
** لابد قبل الحديث عن هذا أن نؤكد على قاعدتين الأولى أن الله سبحانه وتعالى يرسل الأنبياء في هذا المكان لقيمة هذا المكان عند الله فهو مكان غير عادي وقيمته عالية فهو يرسل أنبياء مخصوصا من أجل أن تظل هذه الأرض مؤمنة وعلى صلة بالله ..
والقاعدة الثانية العجيبة أن أرض فلسطين هي ترمومتر الإيمان في الأرض ، لذلك تاريخ فلسطين مع الأنبياء طويل ، فكلما جاء نبي تعود فلسطين مؤمنة وعندما يبتعد الناس عن الإيمان تضيع فلسطين وإذا زاد الإيمان تعود فلسطين للمؤمنين. فالبداية كانت سيدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وطوال ما كان هؤلاء الأنبياء موجودين كان الإيمان موجودا ولهذا فإني أقول إن قضية فلسطين قضية إيمانية وكلما كان شعبها موصولا بالله ، وبعد موت الأنبياء الأربعة بدأ الإيمان يقل وتذهب فلسطين ويسيطر عليها قوم من الجبابرة حتى بعث الله سيدنا موسى ويتحرك إلى فلسطين لتحريرها ولكي ينجح كان لابد أن يكون هؤلاء القوم المؤمنين كمعيار أولى لدخول فلسطين ، وقد قص القرآن هذا الآمر عندما قال الله سبحانه وتعالى " وإذ قال موسى لقومه يا قوم أدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم " أي فلسطين وكان ردهم كما ذكره القرآن " قالوا يا موسى أن فيها قوم جبارين وأنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها " وقد كان هؤلاء القوم غير مؤمنين وعندما عاد إليهم موسى .. ردوا عليه" أنا لن ندخلها أبد ما داموا بها فأذهب أنت وربك فقاتلا أنا ها هنا قاعدون " وسيدنا موسى لم يجد في هؤلاء القوم أي مؤمن فقال لربه " ربي أني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين " فقال الله " إنها محرمة عليهم أربعين سنة "
والسؤال لماذا أربعين سنة بهدف أن يتغير هذا الجيل الذي لا ينفع ويأتي جيل أخر مؤمن ولهذا لابد أن يعرف الشباب الذي يأخذه الحماس أن القضية الفلسطينية هي قضية إيمان فلذلك بدأ موسى يعمل 40 سنة في تربية شباب الأمة حتى استطاع أن يفتح فلسطين بهذه المجموعة المؤمنة الموصولة بالله وعندما مات سيدنا موسى ودعا أن يدفن على حدود المدينة لأنه يعلم أن هذه الأرض سوف يستقر فيها أمة سيدنا محمد فأراد أن تكون هذه الأرض لهذه الأمة وطلب أنه يدفن على أسوارها لأنه يحب هذه المدينة ويموت سيدنا موسى وتذهب منهم الأرض فبعث الله سيدنا داود تبدأ المواجهة مع جالوت وعندما بدأ داود معركة التحرير أراد أن يختبر الناس الذين معه هل هم مؤمنون أم لا فأخبرهم أن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني وذلك ليكتشف جهادهم ولكن شربوا منه إلا قليلا منهم .. وهذا معناه أن هذه الفئة القليلة هي التي تفتح فلسطين وبعون من الله هزموا جالوت وجنوده ورجعت فلسطين مؤمنة ومات داود وجاء سليمان والأرض موصولة بالإيمان وبعد وفاة سليمان ظلت هذه الأرض تبتعد عن الإيمان حتى سيطر الرومان على أرض فلسطين عندما بعد بني إسرائيل عن الإيمان ، فبعث الله ثلاثة أنبياء وهم زكريا ويحي وعيسى ولهذا فإن أرض فلسطين تعد محور ارتكاز الأنبياء ومعيار الإيمان في الأرض وقد أراد سيدنا عيسى أن يأخذ بني إسرائيل لكي يوصلهم مع الله وكانت دعوته هادئة هدفها إصلاح بني إسرائيل ولكنهم كما قتلوا زكريا ويحي حاولوا مع سيدنا عيسى .فغضب الله عليهم فظلت فلسطين تحت سيطرة الرومان أكثر من 70 سنة حتى تم تحريرها على أيدي المسلمين ولهذا فإن أرض فلسطين ملك المؤمنين في الأرض ولأن سيدنا محمد هو خاتم الأنبياء فإن أمته هي المسئولة عن أرض فلسطين تساءل أحد وقال لماذا لم تحرر فلسطين في حياة رسول الله نقول لمن يقول هذا أن الله أراد أن يعلم الناس معنى جميل وهي أنه ليس فقط الرسول المسئول عن فلسطين فكل الأمة مسئولة وحتى لا يقول البعض أن عملية فتح فلسطين معجزة نبوية..
ولكن كان لابد أن يذهب الرسول إلى هذه الأرض . وبالفعل حدثت معجزة الإسراء والمعراج حيث يتم الإسراء بالرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهناك يصلي الرسول بالأنبياء وهذا معناه أن الرسول وأمته مسئولة عن فلسطين والمسجد الأقصى وحتى يكون كل مسلم مدركا لهذه المسئولية فيتم إنزال سورة أسمها الإسراء ويرسل عمر بن الخطاب 4 جيوش لفتح فلسطين تضم أعظم قادته ويتم الفتح ويذهب سيدنا عمر لاستلام مفاتيح القدس، ثم يأمر سيدنا عمر بلال بالأذان لكن قال له أنني أقسمت بعدم الأذان بعد رسول الله فقال عمر هذا يوم سعد رسول الله : اسمعنا الأذان يا بلال ويؤذن بلال وتظل الأرض مع المسلمين حتى القرن العشرين فيما عدا 80 عاما خلال الفترة من 492 إلى 583 هجرية وهي فترة الحرب الصليبية وينجح صلاح الدين في إخراجهم وقد كان صلاح الدين يقوم بعملين هامين قبل عملية التحرير حيث أهتم بعملية . التنمية للدولة والتي نحن الآن مشغولون بها والأمر الثاني كان إصلاح أحوال الشباب وتقريبهم إلى الله وهذا معناه أن صلاح الدين ركز على التنمية والإيمان حتى حرر المسجد الأقصى .
ما تفسير كلمة أرض الميعاد التي دائما يطلقها الإسرائيليون ؟
** هذه كلمة لم تنشأ سوى في القرن التسع لأن اليهود الذين كانوا موجودين في أوروبا الشرقية كانوا أقلية في المجر وبولندا وروسيا وكلما أرادوا أن يكون لهم كيان يتعرضون لأذى شديد ، فبدءوا يبحثون عن أرض جديدة يتجمع فيها اليهود في العالم ويتركوا أوروبا حتى يقتنع اليهود بهذه الدعوى استخدموا الدين حتى يستطيع جميع اليهود في أوروبا ترك أوروبا وبالفي أطلقوا عبارة أرض الميعاد وقالوا أن اليهودي الذي يدفن في أرض الميعاد يكون الرب راضيا عنه وحتى وان كان عاصيا أم الذي يدفن في أي مكان فهو كافر وهذا الكلام لم يأت به سيدنا موسى ، ولم تظهر هذه الدعوة منذ وفاة موسى سوى منذ ما يقرب من 200 عام فقط وبدأت الدعوى لهذه الدعاوى المزيفة التي كانت تهدف لحل مشكلة الاضطهاد لليهود في القرن التاسع عشر .
كيف ترى الفرق بين المقاومة المشروعة والإرهاب ؟
** الشعب الفلسطيني مثل أي شعب إذا استعمر من أجنبي فمن حقه أن يسترد أرضه ويقاوم هذا المحتل ، وكلمة الإرهاب تطلقها أمريكا على الشهداء الفلسطنين الذين من حقهم أن يستردوا أرضهم ولو ضحوا بحياتهم في سبيل ذلك ، لأن الحياة في ظل الهوان لا معنى لها وهؤلاء الذين يضحون بأرواحهم شهداء وكل بلاد الدنيا كافحت من أجل طرد أي مستعمر وقدمت شهداء حتى نالت استقلالها فالجزائر قدمت مليون شهيد وتاريخ المسلمين مملوء بمثل هذه الأعمال والفلسطينيون من حقهم أن يقاوموا المستعمر .
كيف ترى مفهوم الجهاد خصوصا أنه أصبح له أكثر من معنى ؟
** الفلسطينيون من حقهم أ يستردوا أرضهم ويجاهدوا بكل ما لديهم من أموال وأنفس .
صراع الحضارات
انتشرت في الآونة الأخيرة مقولة أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر تنبأ بها القرآن في سورة التوبة فما هو تفسيرك ؟
** ليس هناك دليل صحيح على هذا الكلام لأن القرآن لا يمكن أن يتنبأ بحاجة فيها غلط فأحداث 11 سبتمبر غير صحيحة ومرفوضة شرعا لأننا كمسلمين لا نريد الدمار لأمريكا قد تكون أمريكا ظلمت شعوبا ظلما شديدا وأنا لي وجهة نظر أن أي حضارة في الدنيا تقوم على ثلاث حاجات وهي مادة وروحانيات وأخلاق والمادة تعني تكنولوجيا وأموال بالإضافة إلى الروحانيات والأخلاق بالنظر إلى حضارة الغرب الآن نجدهم في مجال الماديات قد حققوا ما لم يتم تحقيقه منذ خلق آدم لكنهم في الجانب الروحي والأخلاقي فهم منهارين روحانيا وأخلاقيا ولهذا فإنه بدلا ما يكون صراع حضارات لابد أن يكون هناك تكامل حضارات ولهذا نقول للغرب نحن نريد أن ندمركم فنحن محتاجون لكم كما أنهم محتاجون لنا فنحن نحتاج إلى التكنولوجيا والغرب محتاجون للروحانيات والأخلاق ولهذا فإن الحضارات تحتاج إلى التكامل ولكن أي صراع سيكون دائما في نهايته لمصلحة من يؤمن بالله لأن الله مالك الأرض ولهذا أقول للشباب المحبط أن يكون مؤمنا بالله وعلى يقين بأن النصر دائما للمؤمنين .
موقف الشباب
كيف ترى موقف الشباب وما يجب أن يكونوا عليه تجاه ما يحدث في فلسطين ؟
** الشباب يجب أن يكون أكثر إيجابية تجاه ما يحدث ولكن يجب أن تكون الإيجابية عقلانية ، فقضية فلسطين قضية إيمانية متنمية ناجحة ولن تنفق النصر إلا بوجود هذين العنصرين ، وإذا انتشرت المعصية والفحشاء لدى الشباب فلن تتحرر فلسطين ولهذا أقول للشباب لابد أن تسعي إلى إصلاح نفسك والأخذ بيد أصحابك من أجل النجاح في الحياة ولا تستسلم للأوهام وتقول أن الحياة الاقتصادية صعبة لابد أن تعمل وتنجح وتتفوق حتى تساعد المجتمع والعمل على تطهيره من الفساد ولابد من أحياء قضيتك بالتفاعل مع العالم كله بشتى الوسائل وأن تدعوا الله أن ينصر الإسلام لأن الأدعية قذائف وسلاح قوي يعني التواصل مع الله حتى يأتي النصر .