ابنتي.. رغم أنك سردت مقدمة مهمة جدا عن جزء من حياتك، فإنك لم تذكري أهم نقطة، وهي لماذا تم الطلاق؟ وكيف تم زواجك بهذا الرجل؟ وهل له سابقة زواج؟
هذه نقاط مهمة جدا يا ابنتي، فنحن باختياراتنا ندمغ شكل تعاملاتنا القادمة.. أحيانا نتصور أننا نستطيع إعادة تشكيل المستقبل بالمحبة والصبر، ولكن هذا النهج لا يصل بأحد إلى أي مكان في أغلب الأوقات إن لم تكن كلها، وبالتالي نعيش مع الشخص الذي تزوجناه بكل ما فيه فترة العمر كله.
إذن يا ابنتي كيف اختارك واخترته؟ وسابقة حياته هو معلومة مهمة جدا قد توضح لك ولنا أشياء كثيرة عن تصرفاته وطبيعتها.
وعادة يا ابنتي للرجل تصورات عن الحياة الجنسية وكذلك لدى المرأة.
واضح أن الجنس يشغل من حياتك ومن بالك مساحة كبيرة جدا، ويشكل جزءا قويا في اهتماماتك، وزوجك لا يرى ذلك، ويعتبره نوعا من الأفكار العبثية، فهو يجامعك ولا يهجرك، ويحاول أن يقدم لنفسه على قدر تصوره، فبالنسبة إليه هو يقوم بواجبه، فماذا تريدين أكثر من ذلك؟!
أما أنت فإنك تنتظرين أن يشبعك على طريقتك وبأسلوبك، ولا أتصور أن الموضوع له علاقة بأنه اعتاد الأخذ، فلو كان دخلك الأعلى مؤثرا فيه لظهر هذا بطريقة أخرى، فالرجل الذي يشعر بالنقص تجاه زوجته واحد من اثنين غالبا: إما أن يتعمد إهانتها وهجرها، وإما أن يحاول إشعارها أنها لا تكفيه، وأنها ينقصها الكثير في دنيا النساء، وهذا ليعوض النقص الذي يشعر به، ولكن زوجك لا يرى ذلك.
أعود لسؤالي الأول عن سبب طلاقك وكيفية زواجك؟ غالبا زوجك يرى أنك كبيرة على مثل هذه الأفكار، أو أنه حين تزوجك لم تكوني العذراء في خدرها، وأنه قد قدم إليك معروفا كبيرا بهذه الزيجة، أو أنك عرفت عنه هوائيته هذه، واهتمامه بنفسه، ورأى فيك الزوجة المسئولة والمرأة المجربة، فلم يتصور أن تطالبيه بتدليل أو اهتمام، فقد يكون اعتبر زواجكما صفقة عادلة.. امرأة وولداها مقابل حبه.. وطيبته!!
آلاف الاحتمالات يا ابنتي أنت الوحيدة التي من الممكن أن تتعرف عليها، فعقلية الرجل حين يكون الثاني في حياة المرأة تختلف اختلافات كبيرة جدا، وتخضع لأفكار مختلفة عنه حين يكون أول رجل يطؤها.
لا أميل يا ابنتي أن أصدق أي صديقة تتحدث عن مداعبات زوجها ونظراته الولهانة، وأراها نوعا من كيد النساء، كما أرى أنها نوع من إثبات الأنوثة، وأنها مرغوب فيها، وأنها... وأنها... لو تتابعي المشاكل التي تصلنا لوجدت أن أغلبها يشبه مشكلتك من نساء وسيدات صغيرات يشتكين من الزوج الذي لا يداعب، ولا يقدر رغبتهن، ويكتفي أن يشبع نفسه وينام، فلا تدعي حكاياتهن، وأؤكد لك أن أغلبها ملفقة أو مبالغ فيها.
لا أستطيع أن أطلب منك أن تقاومي هذه الأفكار التي تنتابك، ولو أني أرى في رأيي أن هذا هو الحل الوحيد ولا أقتنع بسكوت أي إنسان لا يستطيع أن يصرف فكره عن رغبة أو قضية تشغله وإلا لمات كل الناس من زمن بعيد، ولما استطاع من فقد عزيزا أن يضحك في يوم، ولا من فشل مرة أن يقف على قدميه.. ولا.. ولا..
محاولاتك لإلهاء نفسك على ما يبدو ليست بهذه الجدية، فلديك ثلاثة من الأبناء كما تقول المصريات "يهدوا حيل جبل"، ربما الحياة في السعودية مختلفة؛ حيث الخدم كثر في المنازل، ولكن هذا لا يمنع أن تقومي ببعض مهام المنزل ومتابعة الأبناء.
أعرف أن ما أطلبه منك صعب على شابة لديها رغبات كثيرة من حقها، ولكني أرى يا ابنتي أن فقد زوج حنون عطوف وأب يرعى أبناءه خسارة كبيرة جدا لا يعوضها أي إشباع لشهوة مهما كانت حقيقية أو طبيعية.
فكري في الأمر مرة أخرى يا ابنتي أعانك الله.