هجوم كبير تعرضت له الفنانة منى زكى على بعض المواقع الإلكترونية منذ أن عرض على القنوات الفضائية «التريلر» الخاص بفيلمها الجديد «احكى يا شهرزاد»، كما ذهب البعض إلى تحميل لقطات التريلر وصور منه على مواقع الإنترنت، وأيضاً تدشين صفحات خاصة على الموقع الإلكترونى الشهير الـ«فيس بوك» للهجوم على منى زكى واعتبروها الوجه البرىء الطفولى الذى صدم جمهوره بالدور الجرىء.
ما يحدث مع منى زكى حالياً يكشف حالة من الهيستريا الجماعية لدى شريحة من الشباب ضحايا للنجوم من الدعاة الكاجوال، ولغة الخطاب الدينى، والمصطلحات التى تطلق عن دور الفن، والاتجاه إلى تحجيب الفنانات. منى زكى وقعت ضحية كل هؤلاء، ضحية جمهورها من الأخلاقيين المتذمتين الذين يرغبون فى أن تحصر نفسها فى دور البنوتة الرقيقة التى تذكرهم بشقيقتهم أو ابنة خالتهم، أو الملاك البرىء، متناسين أن منى زكى فى الأول والآخر فنانة، نضجت فنياً وإنسانياً واكتسبت من الخبرات ما يجعلها تنتقل إلى مرحلة أخرى من الاختيارات والأداء، وهو تطور طبيعى جداً مرت به نجمات كبار مثل سعاد حسنى التى قدمت بدورها الكثير من أدوار الفتاة الطيبة، والشريرة، وسرعان ما نضجت فى اختياراتها ووعيها، لذلك لا نستطيع أن ننسى لها أفلام مثل الجوع، أهل القمة، شفيقة ومتولى، الاختيار، وهو نفس الحال بالنسبة للنجمة ميرفت أمين التى مرت أدوارها الأولى مرور الكرام على أذهاننا، ولكن تبقى لها فى ذاكرتنا وذاكرة السينما المصرية أدوار لا تنسى مثل زوجة رجل مهم، وحافية على جسر من الذهب، والأراجوز. وهناك هدى سلطان المطربة صاحبة الصوت الذهبى، وصاحبة «امرأة على الطريق»، وشادية التى تنوعت هى الأخرى فى تقديم أدوارها التى تباينت فيها جرأتها أيضاً.
لماذا إذن الحرب على منى زكى، ولماذا تجريحها وإهانتها، رغم أن كل ما فعلته أنها أخيراً تمردت على نمطيتها، من خلال دور صاغ له السيناريو والحوار كاتب بحجم وحيد حامد، ويخرجه مخرج متميز مثل يسرى نصر الله.
لا أعرف كيف يحكم الجمهور على نجم أو نجمة من خلال «التريلر» الخاص بفيلمه، على الأقل لو أنتم جمهور منى زكى وتقدرونها، انتظروا حتى تشاهدوا الفيلم، ثم احكموا عليها وعلى أدائها. ثم ما هى الجرأة فى أن تظهر منى زكى فى مشاهد التريلر ويقبلها حسن الرداد فى رقبتها أو يضربها بـ «الشبشب» على رجلها كنوع من المزاح بينهما، ولماذا يتم الزج باسم زوجها الفنان أحمد حلمى، هو فى النهاية فنان، ويقدر مهنة الفن، وهو نفسه غير نمطيته فى أدواره، وصفق له الجمهور والنقاد بعد أن قدم دوراً مميزاً فى فيلمه الأخير «آسف على الإزعاج» وهو ما كان بعيداً كل البعد عن الكوميديا، فهل يمكن أن يصادر على حق منى الفنانة فى أن تنضج؟ بالتأكيد لا.
ولكن مهما كان الهجوم عليها عنيفا، أقول لها لا تتراجعى، ولا تخافى، لأنك بدأت تضعين قدميك على سلم صعدت عليه من قبل ميرفت أمين وشادية وسعاد حسنى