ما زال اللقاء الكروي المنتظر منتصف نوفمبر بين الجزائر ومصر، يستحوذ على النصيب الأكبر في الإعلام واهتمامات الشارع، وما زالت عبارات ''الموقعة'' و''المنازلة'' أو حتى ''المعركة'' أوصاف تردد بكثرة هنا وهناك للحديث عن المقابلة التي ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين، وكأن الجزائريين أو حتى المصريين، تغلبوا على كل المشاكل التي تواجه شعبيهما وبلديهما ولم يبق إلا مشكل التأهل إلى المونديال الذي لم يحسم بعد•
المصيبة أن الجميع يتحدث عن وجوب التهدئة حتى لا يتحول اللقاء بين الشقيقين إلى كارثة قد تعصف بما تبقى من أخوة بين البلدين، لكن التهدئة لا تأتي، بل دخل حتى أبطال الشاشة المصرية على خط المواجهة، مثلما فعل محافظ مهرجان القاهرة السينمائي، مما جعل من اللقاء الرياضي قضية حياة أو موت على ملعب القاهرة•
أتمنى أن تكون شحنة الغضب والرغبة في سحق الآخر قد استنفدت على صفحات الجرائد وعلى الشاشات والإذاعات، ويكون الشارع المصري لفظ كل أحقاده الكروية، الحقيقية والمصطنعة، على طول المدة الفاصلة على المقابلة، وتأتي المقابلة عادية وباهتة ويذهب كل إلى حاله تأهل أم لم يتأهل•